رئيس ضمان جودة التعليم: الجامعات التكنولوجية ركيزة جديدة فى تنمية المجتمع    إتاحة الاستعلام عن نتيجة امتحان المتقدمين لوظيفة عامل بالأوقاف لعام 2023    قطع المياه عن نجع حمادي.. وشركة المياه توجه رسالة هامة للمواطنين    الحكومة: نرصد ردود فعل المواطنين على رفع سعر الخبز.. ولامسنا تفهما من البعض    «حماس» تصدر بيانًا رسميًا ترد به على خطاب بايدن.. «ننظر بإيجابية»    محامي الشحات: هذه هي الخطوة المقبلة.. ولا صحة لإيقاف اللاعب عن المشاركة مع الأهلي    رونالدو يدخل في نوبة بكاء عقب خسارة كأس الملك| فيديو    أحمد فتوح: تمنيت فوز الاهلي بدوري أبطال أفريقيا من للثأر في السوبر الأفريقي"    هل يصمد نجم برشلونة أمام عروض الدوري السعودي ؟    حسام عبدالمجيد: فرجانى ساسى سبب اسم "ماتيب" وفيريرا الأب الروحى لى    هل الحكم على الشحات في قضية الشيبي ينهي مسيرته الكروية؟.. ناقد رياضي يوضح    محامي الشحات: الاستئناف على الحكم الأسبوع المقبل.. وما يحدث في المستقبل سنفعله أولًا    مصارعة - كيشو غاضبا: لم أحصل على مستحقات الأولمبياد الماضي.. من يرضى بذلك؟    اليوم.. بدء التقديم لرياض الأطفال والصف الأول الابتدائي على مستوى الجمهورية    32 لجنة بكفر الشيخ تستقبل 9 آلاف و948 طالبا وطالبة بالشهادة الثانوية الأزهرية    استمرار الموجة الحارة.. تعرف على درجة الحرارة المتوقعة اليوم السبت    اعرف ترتيب المواد.. جدول امتحانات الشهادة الثانوية الأزهرية    صحة قنا تحذر من تناول سمكة الأرنب السامة    أحمد عبد الوهاب وأحمد غزي يفوزان بجائزة أفضل ممثل مساعد وصاعد عن الحشاشين من إنرجي    دانا حلبي تكشف عن حقيقة زواجها من محمد رجب    الرئيس الأمريكي: إسرائيل تريد ضمان عدم قدرة حماس على تنفيذ أى هجوم آخر    "هالة" تطلب خلع زوجها المدرس: "الكراسة كشفت خيانته مع الجاره"    حدث بالفن| طلاق نيللي كريم وهشام عاشور وبكاء محمود الليثي وحقيقة انفصال وفاء الكيلاني    أبرزهم «إياد نصار وهدى الإتربي».. نجوم الفن يتوافدون على حفل كأس إنرجي للدراما    مراسل القاهرة الإخبارية من خان يونس: الشارع الفلسطينى يراهن على موقف الفصائل    عباس أبو الحسن يرد على رفضه سداد فواتير المستشفى لعلاج مصابة بحادث سيارته    "صحة الإسماعيلية" تختتم دورة تدريبية للتعريف بعلم اقتصاديات الدواء    ثواب عشر ذي الحجة.. صيام وزكاة وأعمال صالحة وأجر من الله    أسعار شرائح الكهرباء 2024.. وموعد وقف العمل بخطة تخفيف الأحمال في مصر    العثور على جثة سائق ببورسعيد    الأمين العام لحلف الناتو: بوتين يهدد فقط    سر تفقد وزير الرى ومحافظ السويس كوبرى السنوسي بعد إزالته    نقيب الإعلاميين: الإعلام المصري شكل فكر ووجدان إمتد تأثيره للبلاد العربية والإفريقية    كيف رفع سفاح التجمع تأثير "الآيس" في أجساد ضحاياه؟    "حجية السنة النبوية" ندوة تثقيفية بنادى النيابة الإدارية    ضبط متهمين اثنين بالتنقيب عن الآثار في سوهاج    «الصحة»: المبادرات الرئاسية قدمت خدماتها ل39 مليون سيدة وفتاة ضمن «100 مليون صحة»    وكيل الصحة بمطروح يتفقد ختام المعسكر الثقافى الرياضى لتلاميذ المدارس    وصايا مهمة من خطيب المسجد النبوي للحجاج والمعتمرين: لا تتبركوا بجدار أو باب ولا منبر ولا محراب    الكنيسة تحتفل بعيد دخول العائلة المقدسة أرض مصر    للحصول على معاش المتوفي.. المفتي: عدم توثيق الأرملة لزواجها الجديد أكل للأموال بالباطل    القاهرة الإخبارية: قوات الاحتلال تقتحم عددا من المدن في الضفة الغربية    «القاهرة الإخبارية»: أصابع الاتهام تشير إلى عرقلة نتنياهو صفقة تبادل المحتجزين    «ديك أو بط أو أرانب».. أحد علماء الأزهر: الأضحية من بهمية الأنعام ولا يمكن أن تكون طيور    الداخلية توجه قافلة مساعدات إنسانية وطبية للأكثر احتياجًا بسوهاج    ارتفاع الطلب على السفر الجوي بنسبة 11% في أبريل    «صحة الشرقية»: رفع درجة الاستعداد القصوى لاستقبال عيد الأضحى    وزير الصحة يستقبل السفير الكوبي لتعزيز سبل التعاون بين البلدين في المجال الصحي    مفتي الجمهورية ينعى والدة وزيرة الثقافة    الأونروا: منع تنفيذ برامج الوكالة الإغاثية يعنى الحكم بالإعدام على الفلسطينيين    الماء والبطاطا.. أبرز الأطعمة التي تساعد على صحة وتقوية النظر    «الهجرة» تعلن توفير صكوك الأضاحي للجاليات المصرية في الخارج    رئيس الوزراء الهنغاري: أوروبا دخلت مرحلة التحضير للحرب مع روسيا    «حق الله في المال» موضوع خطبة الجمعة اليوم    بمناسبة عيد الأضحى.. رئيس جامعة المنوفية يعلن صرف مكافأة 1500 جنيه للعاملين    السيسي من الصين: حريصون على توطين الصناعات والتكنولوجيا وتوفير فرص عمل جديدة    الحوثيون: مقتل 14 في ضربات أمريكية بريطانية على اليمن    أسعار الفراخ اليوم 31 مايو "تاريخية".. وارتفاع قياسي للبانيه    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



القيادي السابق الدّتور محمد حبيب: لا أعترف ببديع مرشداً للإخوان..ولو بايعته لأصبحت عضوا بمكتب الإرشاد
نشر في المساء يوم 09 - 07 - 2011

منذ الإعلان عن استقالته المدوية من جماعة الاخوان المسلمين والدكتور محمد حبيب النائب السابق للمرشد العام يتعامل مع الأمر بواقعية شديدة رغم أنه وعلي حد قوله لا يستطيع ان يتنكر ل 43 عاماً من أخصب فترات العمر قضاها في صفوف الجماعة لكن حنينه لا يتوقف لسنوات العطاء والعمل والكفاح ولن يتواني عن تقديم أي مشورة أو عمل أو جهد للاخوان رغم انفصاله عن الجماعة رسمياً.
* الجماعة تحتاج تغييراً.. وإلا سيتجاوزها الزمن
اللجوء ل "واشنطن" مثل الدخول إلي جحر أفعي
نحن الآن أمام قيادة.. لّن دون ثورة
الإخوان سيفوزون ب 15% من مقاعد البرلمان و الإعلان عن رغبتهم في 30% يخيف الآخرين
أشعر أننا مقبلون علي فترة عصيبة
أخاف من إجراء الانتخابات في سبتمبر
* ما هي رؤيتكم لما يجري الآن علي الساحة أو بمعني آخر كيف ترون المشهد السياسي؟
* * أحاول أن ألم بجميع التفاصيل والأبعاد خاصة أن الثورة عندما قامت لم يكن لها قائد أو قيادة ولكنها حققت النجاح بشكل كبير. واليوم نحن أمام قيادة لكن دون ثورة.. وهذا نتيجة تعدد القوي السياسية التي تحاول أن تنصب من نفسها قائدة للثورة. وهذا من وجهة نظري أخطر ما يهدد الثورة ويهدد القضاء علي المبادئ التي قامت من أجلها الثورة. وهي تحقيق مبادئ الحرية والعدالة الاجتماعية والديمقراطية. فهناك قوي عديدة تحاول ان تسرق هذا الانجاز ومطلوب أن يتكتل الشعب المصري من جديد ويستجمع وحدته وقوته لأنه مازالت هناك ممارسات ضد مبادئ الثورة مثل وجود فساد داخل بعض القطاعات مثل الاعلام والجامعات والداخلية وهذا يتطلب من حكومة د. عصام شرف أن تتصدي له وتعلم أن الشعب يقظ ولديه العديد من علامات الاستفهام حول بقاء هذه الأوضاع الخاطئة.
* وما هو تقييمك لأداء المجلس العسكري الذي يقود البلاد حاليا؟
* * لا نستطيع أن ننكر الدور الذي لعبه الجيش في انجاح الثورة وحمايتها. ولكن نقدي هنا موجه إلي المجلس العسكري باعتباره جهة تدير شئون البلاد. فأنا بصراحة ألاحظ أنه يبادر برفض أي تصريحات لانتقاد بعض الأوضاع كإحالة بعض القضاة إلي القضاء العسكري عندما رفضوا المحاكمات العسكرية. نحن الآن نعيش في مرحلة من الحرية تستوجب ان يكون هناك تقبل واستيعاب للرأي والرأي الآخر وعدم المصادرة لآراء من يخالفني في الرأي.
* أنت مع الدستور أولا أم الانتخابات أولا؟
* * هناك عبث دائر الآن حول قضية الدستور أولاً أم الانتخابات وهذا بكل اسف شبيه بالعبث وعدم المنطقية التي كانت تسود مسرحيات ألبير كامي وجان بول سارتر.
* وبماذا تفسر الصدام الذي حدث في الثلاثاء الشهير بين بعض المتظاهرين وقوات الشرطة؟
* * ما حدث زاد شعوري من التوجس والقلق وأري أننا مقبلون علي فترة عصيبة. فالتحديات أصبحت تحيط بنا من الداخل والخارج وهذا يطرح سؤالاً مهماً: كيف تستطيع الداخلية تأمين العملية الانتخابية التي اصبحت علي الأبواب حيث من المقرر أن تجري في سبتمبر القادم ونحن نعاني من الانفلات والفوضي لدرجة أن حفلا لتكريم اسر بعض الشهداء كما قيل يتحول إلي صراع بين المواطنين والشرطة بل وحتي محاولات للذهاب إلي وزارة الداخلية وتحطيمها؟!
* ما رأيك فيما أعلن مؤخراً عن اتصالات وحوار بين الاخوان والولايات المتحدة الامريكية؟ وهل تعتقد ان طريق الاخوان نحو السلطة أصبح آمناً؟
* * أرجو أن توافقيني الرأي علي أننا لم نعهد يوما صدقا في تصريحات ونوايا الإدارة الامريكية ومن يركن إليهم فهو بمثابة من يركن إلي أفعي. اضافة إلي ان الإخوان ليسوا دولة داخل الدولة ولكنهم جزء من نظام سائد وبالتالي إذا كانت الإدارة الامريكية تصرح بأنها تريد الحوار مع الجماعة فهناك شروط وضعتها الجماعة لبدأ الحوار وبأن يكون ذلك من خلال وزارة الخارجية المصرية وأن يكون في العلن وليس الخفاء لأن السرية ضد مبادئ الإخوان. وأيضا يكون الحوار من أجل مصلحة مصر وليس لأهداف خاصة وهذا يجعلني أؤكد ان كل ما يقال عن اجتماعات سرية بين الامريكان والاخوان هو كذب وافتراء ومحاولة للايعاز للرأي العام في الداخل والخارج أن هناك اتصالات كانت تجري بيننا وبينهم من خلف ظهر الحكومة والدولة.
* احترم بالطبع وجهة نظرك. ولكن ما ردك علي اللقاءات التي حدثت بين بعض أعضاء الكونجرس وقيادات الاخوان في الماضي؟
* * لا أنكر ذلك ولكن ما حدث هو لقاء بين اعضاء في الكونجرس وقيادات من الاخوان الاعضاء في مجلس الشعب. وكان هذا يتم بعلم المجلس ورئيسه وبالتالي فلا توجد هناك سرية أو محاولة للكتمان.
* وهل من الممكن أن تجري مستقبلا لقاءات بين الإدارة الامريكية واعضاء من حزب الحرية والعدالة باعتبار ان هناك انفصالا بين الحزب والجماعة؟
* * بالتأكيد لا يمكن ان نصادر علي حق أعضاء الحزب أو أي اعضاء في أي حزب آخر في ان يقيم حواراً سواء مع الامريكان أو غيرهم من القوي الدولية. ولكن بشرط أن يكون هناك تنسيق مع مؤسسات الدولة. فنحن لا نريد أن يحدث اختراق لصفوف المصريين وأحزابهم سواء حزب الحرية والعدالة أو غيره من الأحزاب. فلابد أن يشعر العالم الآن أن هناك رؤية واحدة تجمعنا ومصلحة واحدة يعمل من أجلها الجميع وأننا تخلصنا مما كان يحدث في العهد الماضي من محاولة تهميش قوي والاتصال بقوي أخري فنحن في عالم مفتوح مطلوب فيه الحوار مع الجميع ولكن بشرط الالتزام بالضوابط وعلي رأسها مصلحة الوطن العليا.
* إذا تحدثنا بصراحة ما هي حقيقة الأوضاع داخل جماعة الاخوان من حدوث انشقاق بين القيادات وتجميد عضوية بعض الشباب لمخالفتهم رأي الجماعة؟
* * دعيني أعود بك للوراء قليلاً فإدارة الأمور في الجماعة كانت تتم بصورة سرية لأننا كنا نعيش في ظل نظام قمعي ودولة بوليسية وبالتالي كان كل ما يحدث في الجماعة بمثابة أسرار عسكرية لا تنشر أو يتعرض لها أحد. أما بعد الثورة وتبدل الأحوال وتصدر الشباب للمشهد سواء كانوا من شباب الاخوان أو من شباب التجمعات الأخري أو حتي الشباب الذي ليس له أي انتماءات حزبية أو سياسية كل هذا جعلهم يشعرون بالرغبة الشديدة في التغيير خاصة أن القيادات وأنا هنا أتحدث تحديداً عن الجماعة التي أمضت عمرها وفقا لأسلوب ومنهج عمل لا يتناسب مع معطيات العصر ومن هنا يحدث الصدام في الرؤي بين القيادات وجموع الشباب. ومن هنا يجب أن يكون هناك تعديل للوائح الجماعة بحيث نعطي للشباب فرصة لكي يدلون بدلوهم ويكون لهم أيضا حظ ونصيب في تقلد المناصب القيادية داخل الجماعة.
* باعتباركم قيادة سابقة في الجماعة ما هي رؤيتكم لكيفية التعامل مع الشباب؟
* * لقد كنت واضحاً من البداية في هذه القضية وكنت أقف موقف المعارض لأي تجاوزات في التعامل. خاصة ضد الشباب وللأمانة كنت أنجح أحياناً ولا أوفق في أحيان أخري وهذه الجزئية كانت من أسباب ابعادي من الجماعة. فبعد أن وصلت معهم إلي طريق مسدود كانت أمامي 3 سيناريوهات الأول: الانفجار في وجه الجميع. والثاني التجاوز عما يحدث. والثالث أذهب في صمت وأترك من تسببوا في المشاكل ليتحملوا تبعات قراراتهم ولهذا كانت استقالتي من منصب نائب أول المرشد العام وعضوية مجلس شوري الاخوان وعضو مكتب الارشاد. وحدث هذا تحديداً في 31 ديسمبر ..2009 وبعد اندلاع ثورة 25 يناير فضلت الصمت ضد القرارات التي صدرت مؤخرا لكني طالبت بانشاء لجنة تقصي حقائق تستمع لكل الأطراف ومنهم المهندس خيرت الشاطر ومهدي عاكف ومحمد بديع ومحمود عزت ومحمد مرسي. وقد أعلنت رأيي واضحا ان كنت مخطئاً فعلي استعداد أن أعلن اعتذاري علي الملأ وان كنت محقاً فلا أقل من أن يقدموا اعتذارهم لي حتي لو في غرفة مغلقة.
* وما حقيقة لجنة التحقيق التي شكلها الاخوان للتحقيق معكم في شأن ما ذكرتموه؟
* * مجلس شوري الاخوان قام بتشكيل لجنة أطلق عليها مسمي لجنة التحقيق وهذه اللجنة اتصلت بي بالفعل لكني رفضت المثول أمامها ليس لأنني فوق المساءلة لكنني اتحفظ علي التحقيق معي بهذه الطريقة فاللجنة كانت يجب ان تكون محايدة وليست تابعة لمجلس شوري الاخوان أو مكتب الارشاد حتي نضمن ان تمارس عملها بنزاهة وموضوعية وتكون بمثابة قضاء مستقل.
* وما هي الأسباب الحقيقية للخلافات التي نشبت بينكم؟
* * حينما طالبوني ببيعة د. محمد بديع كمرشد للجماعة الذي لم أقر ولا أعترف به مرشدا وذلك بسببب وجود بعض التجاوزات من جانبهم وأعلنت أن البيعة مرهونة بلجنة تقصي الحقائق بالاضافة إلي أنه عندما تم انشاء حزب الحرية والعدالة واختيار القيادات الثلاثة من مكتب الارشاد كان لابد أن يتم اختيار آخرين لشغل مناصبهم التي خلت في مكتب الارشاد فقد كان يحق لي التصعيد لعضوية مكتب الارشاد نظرا لأنني حصلت علي أكثر من 40% من الاصوات في انتخابات 2009 ولكن لأنني لم أبايع لم يتم تصعيدي.
* هل يعني تصاعد هذه الخلافات أنكم ابتعدتم تماما عن الجماعة وقطعتم جميع الخطوط معها؟
* * لا استطيع أقول هذا. فهذا يعني أن أتنكر ل 43 عاماً من عمري قضيتها في صفوف الجماعة وهي من أخصب فترات العمر عطاء وعملا وكفاحاًً.. صحيح قد أكون استقلت من منصبي لأنني لي موقف لن أغيره مهما كانت الأسباب والضغوط ولكن أعلنها دائما في كل موقف واضحة وصريحة أنني لن أتأخر في تقديم أي مشورة أو عمل أو جهد للإخوان لأن هذه جماعتي التي أمضيت فيها حياتي وعمري وحريص علي ارتباطي المستمر بها.
* وما موقفكم من فصل د. عبدالمنعم أبوالفتوح بسبب ترشحه لمنصب رئاسة الجمهورية؟
* * أشعر بالغضب لفصل د. عبدالمنعم أبوالفتوح لأن ذلك يمثل خسارة فادحة للاخوان ولمصر أيضا.. وحتي لا أقف موقف المتفرج أرسلت رسالة إلي د. محمد بديع منذ ما يقرب من شهرين ذكرته فيها بموقف مشابه حدث مع الإمام الراحل حسن البنا عندما كان يتصدي لحل الخلافات والمشاكل فقد كان قادراً علي استيعابها وجعلها في أضيق الحدود وهذا يجب ان يكون مسلكنا في التعامل مع المشاكل الآنية. وذكرت له أيضا أنه إذا كان اتخذ قراراً برفض ترشح د. عبدالمنعم أبوالفتوح للرئاسة فكان يجب علي د. بديع ووفد من مجلس شوري الاخوان ان يذهبوا للحوار مع د. عبدالمنعم فقد كان من الممكن ان يثمر هذا اللقاء عن عودة د. عبدالمنعم عن قراره بدلاً من ان تخسر الجماعة قيادة مثله.
* لكن البعض يقول أن موقف الاخوان في هذه القضية مجرد مناورة ستتغير فيما بعد وأنهم سيساندونه في الانتخابات؟
* * غير صحيح علي الاطلاق هذا التفسير فالدكتور عبدالمنعم أبوالفتوح قيمة وقامة كبيرة. كما أن اسهاماته معروفة للجميع ولا يستطيع أحد أن يزايد عليها. ولا أعتقد أن تاريخه يسمح له بأن يكون طرفاً في مناورة كهذه وبصفة عامة فإن موقف الجماعة من د. أبوالفتوح يمثل رسالة سلبية إلي شباب الاخوان بأن أي خلاف في الرأي سيكون نصيب صاحبه الفصل والاستبعاد خاصة وأنهم أعلنوا صراحة ان كل من يساند أو يدعم أو يعطي صوته للدكتور أبوالفتوح فإن الجماعة سوف تستبعده وهو ما جعل الرأي العام يتساءل إذا كان هذا هو موقف الجماعة عند الاختلاف في الرأي وهي خارج الحكومة فكيف سيكون موقفها مع معارضيها إذا قدر لها أن تصل إلي سدة الحكم.
* معني كلامك ان اداء الجماعة قد اصبح بحاجة ملحة إلي التغيير والتطوير؟
* * بالفعل هذا حقيقي وضروري وحتمي وإلا سوف يتجاوزهم الزمن ولن يجدوا لأنفسهم مكاناً بل سيفقدون الكثير من النجاحات التي حققوها رغم المعاناة في رحلة كفاحهم منذ تأسيس الجماعة علي يد الراحل حسن البنا.
* هناك شباب من جماعة الإخوان قاموا بتشكيل احزاب بعيدة عن الحرية والعدالة فهل تري أنه كان من الأفضل أن ينضموا إلي حزب الاخوان الرسمي؟
* * هذا في رأيي ظاهرة صحية مطلوبة. فالتعددية الحزبية مطلوبة لأن طبيعة الحزب تفرض أن يكون له رؤية سياسية واجتماعية وثقافية وكل حزب يجب ان تكون له رؤي وافكار مختلفة حتي لو كانت ذات مرجعية واحدة.. كما أن حزب العدالة والحرية لا يستطيع أن يزعم أنه قادر علي الوصول إلي كافة قطاعات المجتمع وطوائفه. وبالتالي فإن وجود أحزاب أخري تستطيع التواصل مع الناس أمر جيد خاصة أننا لا نستطيع أن ننكر ان هناك قطاعات في المجتمع قد لا تريد التعامل مع الاخوان أو حزب الحرية والعدالة فأين تذهب ان لم تكن هناك أحزاب أخري.. وإذا كان بعض شباب الأخوان يرون أن هناك هيمنة ووصاية من قيادات الجماعة علي الحزب فمن حقهم ان يبحثوا عن الاستقلالية.
* وما رأيك في الاندماجات التي تحدث بين بعض الاحزاب حاليا؟
* * مستحيل أن تكون هناك اندماجات بالمعني الحقيقي لأن الرؤي والايدلوجيات مختلفة ولكن ما يحدث علي الساحة هو مجرد تحالفات في مواقف معنية مثلما تحالف الاخوان مع الوفد في انتخابات 1984 ونفس الأمر يتكرر الآن بين بعض الأحزاب.
* وهل تعتقد أن قرار مجلس شوري الاخوان بعدم دخول ماراثون السباق علي الرئاسة هدفه أن يركزوا ويسيطروا علي البرلمان؟
* * الاخوان حريصون علي ارسال رسائل للرأي العام في الداخل والخارج بعدم تصدرهم للمشهد السياسي. وهذه الرسالة رغم اختلافي معهم في العديد من القضايا إلا أنني اتفق معهم في هذا التوجه. وعدم ترشح أحد منهم لمنصب الرئيس علي الرغم من أنني أري في أبوالفتوح أهلا للمنصب.. أما فيما يتعلق بالتصريحات التي أعلنوها برغبتهم في تحقيق 30% من مقاعد البرلمان أري أن هذا كان خطأ فادحاً من الاخوان لأنها أعطت الفرصة للقوي الأخري أن تسوق التخويف والتفزيع من سيطرة الإخوان علي البرلمان والوصول للحكم.. ومن خلال قراءتي للخريطة والمشهد السياسي في مصر أري أن الإخوان لن يحصلوا سوي علي نسبة تتراوح بين 15 و 20% فقط وكنت أتمني أن يوضح الأخوان هذه الحقيقة للرأي العام حتي يطفئوا النيران المشتعلة ضدهم.
* وما رأيك فيما ردده د. رفعت السعيد رئيس حزب التجمع بأن الاخوان جعلوا برنامجهم جزءاً من الشريعة؟
* * السياسة تعني تباين المواقف والآراء. والاخوان جماعة لا تحتكر الإسلام ولا يدعون ذلك والإمام البنا عبر عن ذلك بمقولته "كم منا وليس فينا وكم فينا وليس منا" وبالتالي في الجماعات الأخري وفي عموم المسلمين ربما يكون هناك من هو أكثر تقي وورعاً وقرباً من الله تعالي وهؤلاء جميعا نؤكد أنهم علي رءوسنا وفي عيوننا ولا نري لأنفسنا أي تميز أو أفضلية عن الآخرين والإسلام في النهاية لا يعرف الكهنة أو الكهنوت والاخوان حملة مجموعة من القيم نقدمها للناس.. قابلوها أهلا وسهلا. أما رفضهم لها فهذا لا يفسد للود قضية بيننا وبينهم وأنا بصفة عامة ضد الشعارات التي تروج لتميز جماعة بين جماعات الرأي العام.
* وموقفكم من استخدام بعض الفصائل للشعارات الدينية وخلط الدين بالسياسة وما يمثله ذلك من هاجس للآخرين؟
* * هناك شعارات لا خلاف عليها.. فشعار الإسلام هو الحل لا يجب أن يكون شعاراً للاخوان فقط. ولكنه يجب ان يكون شعاراً للجميع وترديد الاخوان له لا يعني احتكارهم له. والأمر لا يقتصر علي ذلك. فعندما يطلق الاخوان علي حزبهم اسم الحرية والعدالة لا يعني أنهم فقط يحتكرون الحرية والعدالة. وكذلك عندما يطلق حزب ما علي نفسه الأحرار فهل معني ذلك أن ما عداهم غير احرار.. لابد ان نخرج من هذا المفهوم الضيق والذي لن يتحقق إلا بنزول الإخوان والنخبة إلي الشارع لشرح هذه الشعارات وتوضيح حقيقتها حتي نزيل اللبس لدي البعض والخوف من تطبيق الشريعة الإسلامية التي تتسع للجميع وليست حكراً علي جماعة بعينها.
* لأول مرة تشهد الساحة خروجا للاخوات المسلمات في مؤتمر عام علني.. هل تري ان المرأة سيكون لها نشاط فاعل في الفترة القادمة؟
* * رغم بعدي عن الإخوان الآن إلا أنني سعيد للغاية بهذه الخطوة فعندما كنت نائبا للمرشد العام اقترحت أن تخصص نسبة في مجلس شوري الإخوان للمرأة اعترافاً بأهمية دورها والاستفادة من خبراتها في الحياة وكان الرفض لقراري ليس لعدم اقتناعهم بدور المرأة ولكن خوفاً من تعريض السيدات للبطش الذي كان يحدث من رجال النظام السابق مع الجماعة. ولكن من يمت لها بصلة. أما الآن فقد اختلفت الأوضاع ويجب أن نستفيد من الأخوات اللاتي يوجد بينهن عقليات ممتازة علي درجة عالية من الثقافة والفكر ولديهن طاقات ينبغي الاستفادة منها وتوظيفها ليس لخدمة الإخوان فقط ولكن لخدمة المجتمع بأسره.
* حتي الآن لم تتفق القوي السياسية علي مشروع قومي لمصر المستقبل حتي وثيقة الإخوان التي طرحوها منذ عدة أشهر لم يتم الاتفاق عليها فكيف نصل لذلك؟
* * كان من المهم للغاية أن تتوافق القوي السياسية والقومية علي رسم خريطة للمستقبل وان يلتقي الحكماء من كافة التيارات المتواجدة علي الساحة لوضع قواسم أو صيغة مشتركة ترسم ملامح المستقبل ينتشل مصر من عثرتها بسبب ال 30 عاماً الماضية ويضعها علي الطريق الصحيح الذي تستحقه بما تمتلكه من امكانيات وبصفة شخصية أري أن الوثيقة التي أعلنها الأزهر وبثقة جيدة يمكن البناء عليها.
* وصل عدد الائتلافات الشبابية بعد الثورة إلي 153 هل ترون أن هذه الكيانات يمكن أن تكون ذات ثقل في الحياة السياسية؟
* * من الأفضل من وجهة نظري أن تتوحد القوي الشبابية خاصة أن بعضهم ليس لديه الخبرة في الحياة السياسية ومن الأفضل أن تندمج هذه الكيانات الصغيرة في كيان كبير من أجل الحفاظ علي أهداف الثورة خاصة أنه من المعروف أن هناك بعض القوي الخارجية وعلي رأسها أمريكا تسعي إلي تعدد الكيانات الشبابية من أجل التفرقة بينهم وتشتيت جهودهم وينبغي علي الجميع أن يتنبه لهذه الحقيقة ولا يسمح بأن تحدث حتي لا تكون هناك عزلة وفرقة بين الشباب.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.