قضية العدد.. من الجرائم المثيرة التي يكتنفها الغموض نظراً لرعونة "الجاني" وانعدام الرحمة في قلبه وتسلط شيطانه علي رأسه فأفقده عقله وزرع الخوف في قلبه فأسرع هارباً بعد ارتكاب جريمته التي كان يمكن تفاديها إذا نزع الخوف وزرع مكانه الرحمة والشفقة وحاول إسعاف ضحيته والتوقف بسيارته لنقله إلي المستشفي وإسعافه.. وحتي إجراء محاولة لإنقاذه ليريح بها قلبه أو يرضي ضميره. تبدأ فصول الكشف عن ملابسات الحادث البشع وفصوله عندما تلقي مأمور مركز شرطة الشهداء اخطاراً من المستشفي باستقباله جثة عبدالرحمن فوزي البالغ من العمر 3 سنوات مصابة بكدمات وكسور بأنحاء متفرقة من الجسد. انتقل إلي المستشفي رئيس مباحث القسم وأشارت مناظرة الجثة ظاهرياً إلي أن الطفل مصاب بكدمات وكسور بانحاء متفرقة بالجسد وأكد الكشف الظاهري ذلك.. وأوضح أن الحادث ناتج عن اصطدام سيارة مجهولة بالطفل أثناء سيره بالطريق مما أدي إلي وفاته متأثراً بإصابته. تم تحرير محضر بالواقعة واخطرت النيابة التي أمرت بتوقيع الكشف الطبي علي جثة الطفل لمعرفة سبب الوفاة وساعة حدوثها والإصابات التي لحقت به نتيجة الحادث وان كانت هي سبب الوفاة من عدمه.. كما طلبت بيان ما إذا كانت هناك إصابات أخري قبل الحادث من عدمه ونوعيتها وأسبابها والأداه المستخدمة في إحداثها إن وجدت. كما طلبت الاستماع إلي من نقل جثة الطفل إلي المستشفي وإن كان لقي حتفه فور الحادث أم قبل أو بعد دخوله المستشفي.. وسؤاله عن مشاهداته عن الحادث أو مايفيد في التوصل إلي قائد السيارة المتسبب في الحادث. كما كلفت المباحث بسرعة التحري عن الواقعة وملابساتها وظروف حدوثها.. وسرعة ضبط "الجاني" وتقديمه أمام النيابة للتحقيق.. وفحص كاميرات المراقبة والمرور للتوصل إلي أوصاف السيارة.. وأيضاً التحري من أفراد الأكمنة الثابتة أو المتحركة عن أي مشاهدات عن الحادث أو السيارة المتسببة في الحادث. علي الفور أعد مدير إدارة البحث الجنائي بالمنوفية فريق بحث بقيادة رئيس مباحث المديرية أكدت أن سيارة مجهولة اصطدمت بالطفل أثناء سيره علي الطريق.. ولم يستطع التوصل إلي شهود الحادث أو أي مشاهدات تؤدي لكشف غموض الواقعة.. وراح يجمع التحريات من خلال أفراد الأكمنة الثابتة علي الطريق والمتحركة بالمركز وفحص كاميرات المراقبة والمرور علي الطريق. علي مدي أيام وليال طويلة من البحث والتحري أكدت التحريات والمعلومات أن قائد السيارة صدم "الطفل" وفر هارباً دون أن يكلف نفسه عناء نقله إلي المستشفي لإنقاذه وأن المعلومات لم تقدهم إلي أي خيوط تؤدي لضبط السائق الأرعن.. ليبقي "الجاني" في هذه الحادثة مجهولاً.. حتي الآن!!!