هناك العديد من القضايا والحوادث المثيرة مازالت أجهزة الأمن تبحث عن المتهم فيها.. ورغم مرور وقت كبير علي وقوع الجريمة.. إلا أن الكل يتساءل: من الجاني؟!!! قضية العدد.. من الجرائم الناتجة عن الفوضي التي تعيشها البلاد منذ فترة ليست بالقصيرة. وأيضا الانفلات الأخلاقي الذي أصاب الكثير بالجرأة علي القانون والضمير الإنساني. فهان معه مال الغير وأيضا دم الآخرين الذي أصبح رخيصاً علي البعض. وهي أيضا من نتاج الغياب الأمني الذي دفع أصحاب النفوس الضعيفة إلي استخدام القوة ليحقق مأربهم أو الانتقام من الآخرين. وأيضا شجع البلطجية وعتاه الإجرام علي ممارسة أعمالهم الإجرامية في العلن وبعنف وقسوة لم يسبق لهما مثيل ولم يعتادها المجتمع المصري بل يستنكرها العرف الإنساني والطبيعة البشرية. بل ودفع العديد إلي ارتكاب الجرائم البشعة واللجوء إلي أعمال البلطجة. ودخول عالم الإجرام كعناصر جديدة تركب موجة الفوضي والبلطجة لإثبات الذات والبحث عن مكان بين هؤلاء لا ليحافظ علي حقه ويحمي نفسه بالبلطجة. هذه الجريمة المثيرة راح ضحيتها "سائق" خرج بسيارته الأجرة ليبحث عن قوت يومه ويسعي لتوفير احتياجات أسرته. فقد حياته علي يد أحد البلطجية الذي احترف السرقة بالإكراه. حاول الاستيلاء علي سيارته الأجرة. وعندما حاول "السائق" الدفاع عن نفسه وحماية السيارة التي يعمل عليها انهال عليه "الجاني" بعدة طعنات أودت بحياته ليسقط علي جانب الطريق جثة هامدة. ويهرب "الجاني" بجريمته وأيضا بالسيارة التي استولي عليها مع إيراد "السائق" ومتعلقاته الخاصة مستغلاً حالة الفوضي التي تسيطر علي الشارع. وأيضا غياب رجل الشرطة عنه. بالإضافة إلي سلبية الناس في مساعدة الآخرين خوفاً علي حياتهم أو خشية تعرضهم للأذي في ظل الحالة المتردية التي تعيشها البلاد. بدأت فصول الكشف عن الجريمة ببلاغ من الأهالي بالعثور علي جثة "السائق" صهيب سيد البالغ من العمر "23 عاماً" ملقي علي جانب الطريق وحوله آثار الدماء الناتجة عن إصابته بعدة طعنات متفرقة بالجسد. فأسرع رئيس مباحث قسم شرطة الزاوية الحمراء إلي منطقة البلاغ علي طريق ترعة الإسماعيلية بدائرة القسم. ودلت المعاينة الظاهرية إلي إصابة "المجني عليه" بعدة جروح بأنحاء متفرقة من الجسد. بالإضافة لجرح طعني بالصدر يرجح أنه تسبب في مقتله. كما تبين من التحريات الأولية عن شخصية "المجني عليه" أنه يعمل سائقاً علي سيارة أجرة.. وخرج في الصباح سعياً علي رزقه. وأن هذه السيارة مفقودة مما رجح أن الجريمة كانت بهدف سرقة السيارة الأجرة. وأن "السائق" دفع حياته ثمناً للدفاع عنها. تم تحرير محضر بالواقعة وأخطرت النيابة التي انتقلت إلي مسرح الجريمة. حيث عثر علي جثة "المجني عليه" فقامت بمعاينة مكان الحادث ومناظرة الجثة. وأمرت بنقلها إلي مشرحة النيابة لتوقيع الكشف الطبي لمعرفة أسباب الوفاة وساعة حدوثها والأداة المستخدمة في إحداثها. كما أمرت بفحص الجثة وبيان إذا كانت الإصابات الموجودة بها هي سبب الوفاة من عدمه. وبيان إذا كانت هناك إصابات أخري غير ظاهرة من عدمه. كما طلبت الاستماع إلي أقوال المبلغ عن الحادث وأهالي المنطقة عن أي مشاهدات معاصرة لوقف ارتكاب الجريمة لعل أي منها يقود لأوصاف أو تحديد شخصية "الجاني". كما طلبت فحص بيانات السيارة المفقودة والنشر عن اختفائها وأيضا ابلاغ الكمائن الثابتة والمتحركة علي الطرق السريعة ومنافذ الخروج من العاصمة لتحديد اتجاهها بعد الحادث. وفحص كاميرات المراقبة بهده المنافذ وإشارات المرور أيضا. كما كلفت المباحث بسرعة التحري عن الواقعة وملابساتها وظروف ارتكاب الحادث. وسرعة التوصل إلي شخصية "الجاني" وضبطه وإحضاره مع أداة الجريمة أمام النيابة للتحقيق. وتقديمه للعدالة للقصاص منه علي جريمته. أعد مدير الإدارة العامة للبحث الجنائي فريق عمل بقيادة رئيس مباحث قسم شرطة الزاوية الحمراء وإشراف مدير مباحث العاصمة. رجحت تحرياته الأولية أن يكون "الجاني" من المسجلين خطر سرقات بالإكراه أو أعمال بلطجة. وأن "المجني عليه" اعتاد العمل بسيارته قرب موقف عبود لنقل القادمين من المحافظات إلي أحياء العاصمة أو نقلهم من أحياء القاهرة إلي الموقف للسفر إلي المحافظات المختلفة وأنه يعمل لفترات متأخرة من الليل. وأن يكون "الجاني" استوقفه ليلاً بحجة توصيله ثم ارتكب جريمته بقتل "السائق" وسرقة السيارة الأجرة. راح فريق البحث يفحص المسجلين خطر سرقات بالإكراه وأعمال بلطجة. وأيضا العاملين في مجال سرقة السيارات. بالإضافة لتجار المسروقات وقطع غيار السيارات المسروقة. وأيضا فحص علاقات "المجني عليه" وخلافاته وعلاقاته بصاحب السيارة. وإن كانت هناك خلافات تؤدي إلي ارتكاب الجريمة من عدمه. أيضا فحص علاقاته بالعاملين بموقف سيارات عبود وخلافاته معهم إن وجدت. علي مدي أيام وليال طويلة من البحث والتحري بذل فيها رجال المباحث جهوداً مضنية فحصوا خلالها كل الاحتمالات. إلا أن أي منها لم يقودهم إلي أي خيوط تكشف غموض الجريمة. ورغم مرور فترة طويلة علي ارتكابها إلا أن "الجاني" فيها مازال مجهولاً حتي الآن!!