غادرت مجموعات كبيرة ميدان التحرير تباعاً في ساعة متأخرة الليلة الماضية بعد مشاركتها في جمعة الثورة أولاً واعتصم بالميدان عدة آلاف علي رأسهم عناصر جماعة الإخوان المسلمين الذين فككوا المنصة التي نصبوها في الميدان في الموعد الذي حددوه وهو الخامسة مساء. أصر أفراد العديد من الحركات والأحزاب السياسية علي المبيت داخل خيام الميدان بينما غادرت أفراد الأحزاب الكبيرة القديمة الميدان بعد جماعة الإخوان. استكملت بعض الحركات السياسية مثل حركة 6 أبريل وحركة تنوير مصر وشباب ائتلاف الثورة وكفاية والجبهة القومية للعدالة والحرية وائتلاف نساء الثورة ومركز هشام مبارك وحملة دعم البرادعي وحركة لا للمحاكمات العسكرية للمدنيين اعتصامها وقررت المبيت في الميدان حتي يتم الاستجابة للمطالب التي بدأوا الاعتصام من أجل تحقيقها. نام داخل الخيام بعض الشباب القادمين من محافظات مختلفة مثل سوهاج وأسيوط والاسكندرية. وأكدت د. هالة النياي وريهام الحكيم وحاتم محمد من أعضاء حملة دعم البرادعي ان المطالب التي جاءوا لتحقيقها واعتصموا من أجل المطالبة بها لم يتم تنفيذ أي شيء منها وبالتالي لن يعودوا إلي منازلهم حتي تحقيق مرادهم. وقالت ندي رمضان وشاهندة صبري ان رحيلنا من الميدان يرتبط بتنفيذ مطالب الثورة ولكننا سوف نعود إلي منازلنا في الساعة الخامسة صباحاً لمتابعة أحوال أبنائنا وأمور معيشتنا ثم نعود مرة أخري إلي الميدان. وأكد أدهم مصطفي من الشباب المستقلين المعتصمين أنه سوف يبيت في الميدان مطالباً جميع المعتصمين بعدم تخوين زملائهم المستمرين في اعتصامهم. كان مئات الآلاف قد احتشدوا في ميدان التحرير في جمعة "الثورة أولاً" مؤكدين ضرورة تصحيح مسار ثورة 25 يناير وتلبية مطالب الجماهير بسرعة محاكمة رموز الفساد وقتلة الشهداء وعلي رأسهم الرئيس السابق حسني مبارك وحبيب العادلي وزير الداخلية الأسبق. طالب المتظاهرون بإقالة وزير الداخلية الحالي منصور العيسوي والوزارة بالكامل وعلي رأسها د. عصام شرف الذي تفرغ من وجهة نظرهم لحضور المؤتمرات والسفر إلي الخارج تاركاً الشعب يعاني. قام المتظاهرون برفع العديد من الشعارات والأعلام التي تمثل كل الفصائل والأحزاب السياسية التي شاركت في التظاهرة. كما شهد ميدان التحرير تواجد بعض الأجانب الذين حرصوا علي اصطحاب أسرهم معهم. في بداية اليوم ساد الهدوء الميدان الذي تم إحكام مداخله ومخارجه بصورة جيدة من خلال اللجان الشعبية التي حرصت علي تفتيش كل من يدخل الميدان ومداخل ومخارج محطة المترو مما أسفر عن ضبط أسلحة بيضاء مع بعض الوافدين للميدان الذين تم القبض عليهم من خلال اللجان الشعبية وقاموا بتقييدهم في أعمدة الإنارة ذلك قبل صلاة الجمعة. اختفي تماماً رجال الشرط من الميدان وتم فك كل الكردونات الأمنية الحديدية الموجودة بكل الشوارع المتفرعة من ميدان التحرير وكان هناك عدد قليل من أفراد الجيش الذين تواجدوا من أجل تأمين المنشآت الحيوية داخل الميدان وخارجه. أقيم في الميدان 4 منصات رئيسية للعديد من القوي السياسية وكانت منصة الإخوان المسلمين أكبرهم وأشرف علي إقامتها الدكتور محمد البلتاجي القيادي بجماعة الإخوان وألقي البيان رقم 20 علي المتواجدين الدكتور محمد فؤاد النائب عن اللجنة التنسيقية لجماهير الثورة المصرية وهو نفسه الذي صاغ البيان الأول لثورة 25 يناير والمنصة الثانية احتلها الداعية صفوت حجازي الذي هاجم في كلمته وندد بمن يحاولون إجهاض الثورة مؤكداً ضرورة ان يظل الكل في حالة صحيان دائم وعدم النوم حتي يتم تطهير مصر من كل المتآمرين عليها. في المنصة الثالثة كان إمام مسجد عمر مكرم الشيخ مظهر شاهين حيث أكد ضرورة محاكمة الرئيس السابق وعائلته بصورة علنية تطمئن الشعب والمنصة الرابعة للشيخ حافظ سلامة الذي حضر للميدان بعد تأدية صلاة الجمعة بمسجد النور. أقيمت أكثر من جماعة لصلاة الجمعة بسبب اتساع الميدان واحتشاد الآلاف به وأجمعت الخطب التي ألقيت علي ضرورة تطهير البلاد ومحاكمة المفسدين والمطالبة بتقديم الحكومة استقالتها لأن عصام شرف رئيس الوزراء أصبح مثل الدكتور أحمد نظيف حيث ان كل ما يقوم به هو السفر للخارج وحضور المؤتمرات تاركاً الشعب يأكل في نفسه ويخبط رأسه في الحائط. أكد الخطباء ان د. شرف فقد شرعيته التي استمدها من الميدان بعد ان خالف كل مطالب الثورة. بعد صلاة الجمعة قام عدد من شباب حركة 6 ابريل وشباب الائتلافات المختلفة بتوزيع استبيان من أجل استطلاع رأي المشاركين حول استمرار حكومة د. عصام شرف أو إقالته والمجلس العسكري وقررت الحركة بدء اعتصام مفتوح لحين تنفيذ مطالب المتظاهرين علي ان يقتصر الاعتصام علي الشباب ومطالبة الفتيات بالانصراف.