تشهد غرفة صناعة السينما معارك طاحنة وانقسامات في الآراء بعد المطالبة بزيادة عدد نسخ الفيلم الأجنبي. حيث اعتبر البعض هذه المطالبة ضارة بالفيلم المصري وأولوية في الأسواق ودور العرض. بينما اعتبر الرأي المضاد أن زيادة النسخ في صالح المستثمرين والسينما المصرية. قررت غرفة صناعة السينما تشكيل لجنة من أعضاء مجلس إدارة الغرفة لتقوم بدراسة مقترحات بعض أعضائها بزيادة عدد نسخ الأفلام الأجنبية بدور العرض. بما لا يضر بصناعة السينما المصرية. "المساء" رصدت هذه الأزمة. والآراء المضادة والمؤيدة للفكرة. إلي جانب كواليس لقاء أعضاء الغرفة مع وزير الثقافة د.عبدالواحد النبوي. يقول المخرج شريف مندور نائب رئيس غرفة صناعة السينما: الفصل في هذا القرار سيتم عن طريق اللجنة التي تم تشكيلها وتتضمن أربعة أعضاء اثنان يؤيدان الفكرة وهما المنتج جابي خوري والمنتجة إسعاد يونس. وآخران يرفضانها وهما المنتج هشام عبدالخالق ود.خالد عبدالجليل مستشار وزير الثقافة. أضاف: اللجنة تعتبر متوازنة جدا. وستقوم بدراسة الآراء وفقا لما يناسب السينما المصرية والفيلم المصري في الأساس. وهذا ما أوصاهم به رئيس الغرفة "فاروق صبري" والذي قال لهم "أرجو أن تتخذ اللجنة قرارها بما هو في صالح الفيلم المصري". أشار مندور إلي أن اللجنة ستكون مهمتها معقدة جدا. وخاصة أن كلاً منهما ينظر للفيلم المصري من وجهة مختلفة. واعتقد أن القرار المتخذ سيكون خارج الصندوق. مؤكدا أنه من المقرر صدوره خلال اسبوعين. ومن الجانب المعترض علي زيادة عدد النسخ قال المنتج هشام عبدالخالق. للأسف يتم مطالبة زيادة عدد النسخ تحت ثلاثة إدعاءات. أولها تشجيع المستثمر بزيادة النسخ بدلا من جعلها محدودة ب 10 نسخ فقط. وثانيا أن السينمات الصغيرة والتي تحتوي علي ثلاث أو اربع قاعات سيتم اغلاقها نظرا لعدم رواج الفيلم المصري والادعاء الثالث هو أن الفيلم الاجنبي يساعد في الثقافة والتنوير والتثقيف. خاصة في الأقاليم. علق عبدالخالق علي هذه الادعاءات قائلا: بالتأكيد أنا ضد هذه الفكرة نهائيا. وردي عليهم أولاً المستثمر لن يهرب خاصة أنه تم زيادة النسخ من 4 إلي 6 إلي 8 إلي 10. ولم نجد سينما تم إغلاقها حتي في أصعب الأوقات. مؤكدا أن المستثمر عندما يقوم بفتح سينما يفتح معها مولات كبري. وبالتالي لن يتضرر. أضاف: السينمات تعتبر قاعدة تجارية ليس لها علاقة بالثقافة. كما أن دور العرض بالأقاليم تستخدم نظام 35 ملي يكلف المنتج ما بين 17 و20 ألف جنيه للنسخة الواحدة. بينما نظام الديجتال يكلف النسخة 300 أو 400 جنيه. تساءل عبدالخالق: ما الهدف من نشر وزيادة الفيلم الأمريكي في الأقاليم.. وأجاب إن هذا النشر يعمل علي تكريس ثقافة الغرب في مدن ريفية. عاداتها وتقاليدها مخالفة لنا تماما. بالإضافة إننا نعمل علي زيادة الدخل الأمريكاني في مقابل الاضرار بالفيلم المصري. كشف عبدالخالق عما حدث في الاجتماع الذي تم طرح هذه الفكرة فيه قائلا: اقتراح زيادة النسخ الأجنبيه المنتجه تزعمته إسعاد يونس والمنتج جابي خوري. في مقابل العديد من الأصوات التي رفضت المقترح من داخل الغرفة. وعلي رأسهم د.خالد عبدالجليل والمخرج هشام عبدالخالق والمنتج صفوت غطاس والمنتج محسن علم الدين وفاروق صبري. رئيس غرفة صناعة السينما. إلي جانب صوتين اختارا أن يطرح الموضوع للمناقشة والدراسة دون اتخاذ قرار بالموافقة أو الرفض وهما المنتج محمد حفظي والمخرج شريف مندور. أكد عبدالخالق أنه يتم فتح المجال لما يقرب من 300 نسخة أجنبيه في السنة الواحدة. ففي عام 2013 تم استيراد 119 فيلما وكانت إيراداتها 52 مليون جنيه. والعام الماضي 2014 تم استيراد 138 فيلما حققت 98 مليون جنيه. وهذه مبالغ ضخمة وممتازة جدا. وبالتالي لو فتحنا المجال أكثر للفيلم الأمريكاني سنجد المنتجين يستسهلون وسيكون هناك إهدار للفيلم المصري الذي يصنع الشباب الجدد. ومن الجانب الآخر قال عبدالجليل حسن المسئول الإعلامي عن الشركة التي تملكها إسعاد يونس. إن اقتراح زيادة النسخ ليس له علاقة بالسينما المصرية ولا يؤثر عليها من قريب أو من بعيد. حيث يوجد لدينا شاشات عرض أكثر من الأفلام التي يتم إنتاجها والموجودة في الأسواق. فما المانع من تعويض الناقص بأفلام أجنبيه. مثلما حدث في موسم شم النسيم ووجدنا رواجا علي مشاهدة فيلم Fast and Furiovs الجديد. أشار إلي أن المستثمر الاجنبي بدا يعزف عن دخول السوق المصري. الأمر الذي يهدد الصناعة أيضا. فضلا عن أن أصحاب دور العرض يعانون من قلة الإيرادات. أكد عبدالجليل أن إسعاد وجابي لا يرغبان في سقوط الفيلم المصري كما يردد البعض. ولكنهما يرغبان في النهوض بالصناعة التي تحتاج إلي موارد مادية تدفعها للأمام حتي يتم إنتاج أفلام جديدة. أما عن كواليس اللقاء مع وزير الثقافة د.عبدالواحد النبوي مع أعضاء الغرفة لحل مشكلة القرصنة. طالبت الفنانة اسعاد يونس في آخر اللقاء بالموافقة علي زيادة عدد نسخ الفيلم الأجنبي. منعا لهروب المستثمر. وكان رد الوزير عليها مدافعا عن حال السينما مثلما وصفه أعضاء اللقاء قال: نحن خارجون من كبوة. والإنتاج المصري ضعيف. ومن رأيي أن ننتظر حتي يتعافي أكثر. وفي كل الأحوال إذا وافق أعضاء الغرفة سأوافق.