أجزم أنه ليس بيننا من أسوان وحتي مطروح من هو "ابن باشا" حقيقي.. إلا إذا كان بأخلاقه!! ثورة يوليو وزعيمها جمال عبدالناصر.. لم تترك باشوات.. مبدآن للثورة كانا يستهدفان الباشوات.. أحدهما القضاء علي الإقطاع.. والآخر إقامة عدالة اجتماعية ولقد نجحت ثورة يوليو في تحقيق هذين الهدفين بنسبة عالية ومرضية للفقراء بحيث لم يعد هناك "باشا" ابن باشا وحظي جميع أبناء الشعب بلقب "السيد". أنصفت ثورة يوليو الشعب من الاقطاعيين وسيطرة رأس المال علي الحكم. أنصفتهم من مجتمع ال 0.5% الذي يملك 95% من الثروة.. صحيح أن هناك انتكاسات حدثت في أواخر عهد الرئيس المؤمن محمد أنور السادات. زادت تغولاً في عهد الرئيس حسني مبارك.. إلا أنه في حدود علمنا قامت ثورتا 25 يناير و30 يونيه بتصحيح الاعوجاج وأصبح الدستور ينص علي مبدأ المساواة بين جميع أفراد الشعب. هل نسينا أن المشروع القومي قبل ثورة 23 يوليو كان "محاربة الحفاء" بمعني أن نسبة كبيرة من الشعب "حفاة" لا يجدون فعلاً. وقد حكي لي أحد الزملاء الصحفيين عليه رحمة الله أنهم كانوا يأتون إلي أعمالهم بالشباشب قد لا يكونون جميعاً وذلك في الخمسينيات وحتي بعد قيام ثورة يوليو! وما يؤسف له أن أكثر الناس قدحاً في ثورة يوليو في وزعيمها هم أكثر من استفادوا من الثورة ومن قوانينها الاشتراكية التي حطمت الفوارق بين الطبقات وأنصفت ما استطاعت الفقراء وهم أكثر الناس ترديداً لعبارة لا تولوا أولاد السفهاء.. علي مبدأ من علي رأسه بطحة!! نتحدي أولئك الذين يعتبرون أنفسهم الآن "زبدة المجتمع" والذين ساءهم استقالة وزير العدل نتحداهم لو سألوا المعمرين من عائلاتهم عن أحوالهم ومعايشهم زمان.. كانوا يولمون بفحل وما أدراك ما الفحل الذي قد يكون عجلاً وقد يكون نباتاً! اسألوا واستفيدوا!! لا يقل أحد أنه سيد! نحن جميعاً أسياد.. ساوت بيننا ثورة يوليو قبل أن يساوي بيننا جميعاً دستور ثورة 30 يونيو.. لا فرق بين أسود وأبيض إلا بالعلم والعمل والتفاوت في درجة الأخلاق الرفيعة! الذين ينفخون في نار الطبقية والتباين الاجتماعي علي كل منهم أن يسأل نفسه هو ابن مين؟!