"لين" و "جودا" أكبر "فرصة ثانية" و "سحر الأسمر" اسماء مختلفة للعديد من المسلسلات الهندية التي بدأ عرضها مؤخرا علي شاشات القنوات الفضائية ووجدت إقبالا هائلا من المصريين علي متابعتها. ورغم اسلوب المط والتطويل الذي تنتهجه العديد من تلك المسلسلات واعتمادها علي طريقة شبه نمطية من حيث زوايا التصوير واستخدام الموسيقي حتي طبيعة اداء الممثلين فانها في النهاية اثبتت نجاحها لتصبح دراما بليوود ضيفا يوميا جديدا علي المشاهد المصري وسحبت البساط تدريجيا من تحت اقدام المسلسلات التركية التي مل منها المشاهد وبدأ في الابتعاد عنها ليس فقط بسبب المواقف السياسية التركية المعادية لمصر. وانما ايضا لغرابة القيم والعادات التي تبثها الدراما التركية والتي تخالف كثيرا نظيراتها المصرية. "المساء" تفتح ملف المسلسلات الهندية ومدي استمراريتها من خلال هذا التحقيق: قالت المخرجة إنعام محمد علي: علي الرغم من أنني لا أتابع عن قرب تلك المسلسلات إلا أنها في رأيي بديل واضح لتعويض فجوة الإنتاج الدرامي المصري "الخشن" الذي لا يقدم أي عمل عن الواقع الاجتماعي أو السياسي أو خريطة المستقبل أو حتي رؤية واقعية حية للاحداث الجارية بالشكل المطلوب فكل ما يقدم مجرد موضوعات مكررة مغلفة بمشاهد من العري والعنف ولا تحقق أي استمتاع أو إضافة للمشاهد. أضافت: كان طبيعيا مع ضعف الانتاج الدرامي المصري وابتعاد موضوعاته عن مناقشة القضايا الجادة واكتفائه بمناقشة وطرح موضوعات اقرب للسينما منها إلي الدراما. ان يجد المشاهد ضالته في المسلسلات المدبلجة التي يتم استيرادها وللعلم فالتركي والهندي ليس نهاية المطاف ما دام الخلل الدرامي المصري لا يتم علاجه فرغم وجود التقنية العالية والكوادر الاخراجية المبدعة الا ان هناك خللا واضحا في الموضوعات المقدمة وهو ما نتمني علاجه لتصبح الاولوية للمسلسل المصري. من جانبه اكد المخرج محمد فاضل ان الحديث عن المسلسلات الهندية وكأنها بدل عن نظيرتها التركية خطأ فادح وقال الاثنان في رأيي ادوات في الغزو الدرامي الخارجي الذي يهاجم مصر منذ سنوات واتعجب كثيرا من اجهزة امننا القومي التي هي علي درجة عالية من الكفاءة والمهنية ان تسمح بمرور مثل تلك المسلسلات الغربية دون ان تقوم بتحليل مضمونها العقلي والفكري والثقافي الذي يشكل تحديا خطيرا لمصر. اضاف للأسف الشديد اعلامنا الفضائي غير المسئول يضع السم في العسل ويروج لذلك الغزو الثقافي ويساعد علي عرض تلك المسلسلات في أفضل الأوقات ووضع اعلانات كثيرة فيها للايحاء باهميتها وتحقيقها نسب مشاهدة عالية. وهو أمر في رأيي يجب ان يخضع للرقابة والتفحيص وتشكيل لجان من الخبراء والمعنيين لدراسة تأثيرات افكار الغزو الدرامي الخارجي علي مصر. فبعد ان كنا نقول عن المسلسل التركي انه مرحلة وانتهت ونفر منه لاختلاف عاداته وتقاليده عن واقعنا ظهر الهندي الذي سياخذ دورته ثم تأتي بعده مسلسلات من ثقافات اخري دون رقيب. أضاف: المسلسلات الهندية من حقها ان تأخذ فرصتها خاصة ان لها ارضية متصلة بالفيلم الذي كان قديما ناجحا للغاية في مصر لتاريخ الهند الفني مساحة من الحب عند المصريين. وبالتالي الدراما الهندية كوافد جديد لها حق الاستقبال والمشاهدة والمتابعة كغيرها من الاعمال. أشار صابر إلي أن تعثر الدراما التركية وتفوق الهندية عليها امر طبيعي خاصة مع تشابه العادات والتقاليد الاجتماعية بين مصر والهند واتعجب كثيرا عندما اري العديد من العادات والتقاليد الغربيه في الدراما التركية التي يفترض ان تكون اكثر قربا من العرب عن الهند. في الوقت الذي لاتزال فيه الاعمال الهندية تحتفظ بافكار وعادات اجتماعية تقترب كثيرا من نظيراتها المصرية. متوقعا ان يصل المشاهد المصري لحالة التشبع من الدراما الهندية خلال عامين أو ثلاثة تماما كما حدث مع الدراما التركية التي تشبع المشاهد منها. السيناريست فداء الشندويلي قال: الفن دائما أبوابه مفتوحة علي كل التجارب وإذا كانت الدراما الهندية ستخاطب وجدان المشاهد وتقدم له افكارا جديدة ورؤية بصرية ومناظر مختلفة فبالتأكيد ستنجح وتزداد جماهيرتيتها وشعبيتها كما حدث مع المسلسلات التركية عند بداية عرضها. علي الرغم من ان نجاح او فشل تجربة لا يتحدد بعرض مسلسلين او ثلاثة بل يجب علينا الانتظار لعامين او ثلاثة حتي نحدد بدقة نسب المشاهدة ومدي الاقبال عليها ونجاحها. أضاف: ان الدراما التركية رغم العديد من الانتقادات التي وجهت لها إلا أنه لا يمكن ان ننكر انها افادت الدراما المصرية كثيرا. وخلقت نوعية جديدة من المسلسلات ذات ال 60 حلقة والتي تم عرضها في مواسم جديدة بعيدة عن رمضان وحققت مشاهدة عالية. أشار الشندويلي إلي أن الدراما المصرية قد تستفيد كثيرا من نظيراتها الهندية خاصة فيما يتعلق بمجال الموضوعات الاجتماعية وقال: الدراما المصرية نجحت في سنواتها الاخيرة في تقديم موضوعات سينمائية في إطار درامي وهذا خطأ كبير فنسينا تماما الدراما الاجتماعية التي هي اساس الفيديو وللعلم السبب الرئيسي وراء نجاح الدراما التركية هي أن المشاهد وجد ضالته فيها بعد ابتعاد الدراما المصرية عن تقديم الموضوعات الاجتماعية والرومانسية. أضاف: للأسف الشديد هناك فجوة كبيرة بين المتلقي وصناع الدراما نحتاج لمسلسلات تتبني فكرة القدوة والمثالية بعيدا عن العنف والاجساد العارية والالفاظ البذيئة ومشاهد العشوائيات التي ابتعدت عنها تماما الدراما التركية مما ساعد علي نجاحها. وستنجح الهندية ايضا ما دامت الدراما المصرية تسير في طريق توسيع تلك الفجوة.