يعتبر هذا الموسم من أقوي المواسم الدرامية التي شهدتها الدراما خلال الأعوام الأخيرة الماضية، بعد اتجاه نجوم السينما إلي الدراما هذا العام مثل «عادل إمام» و«محمود عبدالعزيز» و«كريم عبدالعزيز» و«أحمد السقا» و«محمد سعد»؛ بالإضافة إلي وجود عمالقة الدراما الذين يتألقون ويبدعون كل عام مثل «نور الشريف» و«يحيي الفخراني» و«يسرا» و«إلهام شاهين» وهو ما أعطي لهذا الموسم جاذبية ومنافسة ومذاقاً مختلفاً، بعد أن وصلت الأعمال الدرامية إلي منتصفها نحاول استطلاع رأي بعد النقاد والمؤلفين والفنانين حولها. نبدأ بالمؤلف فداء الشندويلي الذي قال: أشعر باستياء من الزحام الدرامي وتكدس المسلسلات الذي يؤثر بالسلب علي الأعمال الناجحة، بسبب ضيق الوقت بعد أذان المغرب واتجاه الناس إلي العبادة في هذا الشهر الكريم وهو ما يتسبب في ضياع نسب المشاهدة في العديد من الأعمال التي يكون وقت عرضها في أوقات الصلاة، أو غير ذلك من أوقات سيئة لا تصلح للمشاهدة، وقال فداء: بالطبع السبب الرئيسي في ذلك هو تكدس الأعمال الدرامية بشكل غير طبيعي واتجاه جميع النجوم هذا الموسم تحديداً إلي الدراما.. وعن الأعمال الدرامية هذا العام ورأيه فيها قال: معظم الأعمال تحتوي علي ألفاظ جريئة أكثر من اللازم وهذه الألفاظ تشوه الدراما المصرية بشكل عام في الخارج لأن هذه الأعمال تعرض في الخارج وتشاهدها معظم الدول العربية والخليجية.. وأضاف فداء: أنه سعيد بأعمال الشباب الذين كان لهم نصيب الأسد في نسب المشاهدة حتي الآن، وأضاف: بالرغم من أن معظم هذه الأعمال لا تحتوي علي نجم كبير من نجوم الدراما التي تتجه حوله الأنظار دائماً في كل عام، وأشار إلي أن السبب في ذلك أن الجمهور أصبح يبحث عن الموضوع الجيد بغض النظر عن حجم النجم الذي يقوم بالعمل، وأشار إلي أن نجاح الدراما التركية في مصر خير دليل علي ذلك، وقال: التقنية العالية المستخدمة في هذه الأعمال بالإضافة إلي قوة المضمون الدرامي السبب الرئيسي في نجاح هذه الأعمال بالرغم من أن الجمهور المصري ليس لديه خلفية عن نجوم الدراما التركية، وهذا ما حدث هذا العام في أعمال الشباب مثل «رقم مجهول» و«طرف تالت». وعن أعمال النجوم قال فداء: هناك أعمال أضافت هذا العام إلي النجوم الذين يقومون بها وهناك أعمال كانت دون المستوي المتوقع، بالإضافة إلي أن هناك أعمالاً سيئة للغاية لا تصلح للمشاهدة، وقال: إن الشيء الذي كان متوحداً فيه الرأي هذا العام حول الدراما هو التقنية الحديثة في التصوير والإخراج الذي استخدمها المخرجون والمنتجون في أغلب الأعمال التي قدمت هذا العام. وتقول الناقدة ماجدة موريس: إن معظم الأعمال التي قدمت هذا العام لم يظهر لها مضمون واضح حتي الآن، وتتخذ ريتماً بطيئاً في أدائها، ولذلك لم أتمكن من الحكم عليها الآن، وأضافت أنها تتابع هذا العام مسلسل «عرفة البحر» للفنان نور الشريف ومسلسل «الخواجة عبدالقادر» للفنان يحيي الفخراني و«قضية معالي الوزيرة» للفنانة إلهام شاهين و«شربات لوز» للفنانة يسرا و«طرف تالت»، بالإضافة إلي باقي الأعمال التي تشاهد أجزاء منها لتكوين وجهة نظر حول الموسم بالكامل، وقالت: من أكثر الأعمال التي جذبت انتباهها هذا العام هو مسلسل «نابليون والمحروسة» للفنانة ليلي علوي، وأشارت إلي أن الموضوع الذي يتناوله العمل بالإضافة إلي الحقبة الزمنية الذي يعمل في إطارها جديدة بنوعها علي الدراما المصرية بالإضافة إلي أنها لم تتناوله من قبل وأيضاً مسلسل «طرف تالت» الذي أشادت به وقالت: المسلسل يناقش قضايا اجتماعية مهمة بالإضافة إلي الشباب الذين يقومون بالعمل علي مستوي عالٍ من المهنية الفنية، وأعربت عن سعادتها بصعود أعمال الشباب هذا العام إلي أنظار الجمهور والفضائيات واهتمام المنتجين والمخرجين بهم علي عكس الأعوام الماضية التي كان يوجه المنتجون والمخرجون أنظارهم إلي النجوم الكبار فقط.. وقالت ماجدة: إن السيناريو هذا العام هو من يحدد العمل الجيد وليس النجوم كما يحدث في الأعوام الماضية وأشادت ماجدة بتقنية التصوير والإخراج هذا العام وقالت: إنها تطورت إلي حد كبير ومن الجيد أن يحدث ذلك في الأوقات الصعبة التي تمر بها مصر حتي تثبت للعالم أنها دولة قوية قادرة علي الريادة في مختلف المجالات حتي في أصعب الظروف، وعن الزحام الدرامي قالت ماجدة: إن هذا العام لأول مرة يؤثر الزحام الدرامي علي أعمال النجوم مثل مسلسل «قضية معالي الوزيرة» و«الهروب» و«خطوط حمراء» وقالت: إن هذه الأعمال تحتوي علي موضوعات عالية الأداء ويقوم بها فنانون كبار ولكن بالرغم من ذلك جاءت في أوقات عرض سيئة للغاية لا تصلح للمشاهدة. والفنان أحمد راتب الذي قال: إن الدراما هذا العام علي مستوي عالٍ للغاية، بالإضافة إلي أنه يوجد بها حشد كبير لجميع النجوم وهذا من الجيد للدراما ورفع مستواها الفني في الخارج، وقال راتب: إنه يتابع مسلسلات «عرفة البحر» و«الخواجة عبدالقادر» و«باب الخلق» و«طرف تالت» و«نابليون والمحروسة»، وأشار إلي أن مسلسل «نابليون والمحروسة» من أقوي الأعمال الدرامية التي قدمت هذا العام لأن موضوعها جديد والزمان الذي يتناوله العمل والديكورات الخاصة به لم تتناولها الدراما من قبل، وأكد راتب أن هذا العام يعتبر المخرجون هم نجوم الدراما بسبب روعة التصوير والتقنية العالية في الإخراج والكادرات، وقال: إن هذا الموسم من أفضل المواسم التي شهدتها الدراما في الأعوام الأخيرة. والناقد رفيق الصبان يقول: إن هذا العام توجد أعمال ليست بكثيرة كما يقول البعض ولكن ضيق الوقت بعد غروب الشمس هو السبب في الشعور بالزحام الدرامي، ولكن الأعمال ليست كثيرة وجميعها تعرض بشكل مستمر وفي أوقات ليست سيئة باستثناء بعض الأعمال الذي تسبب تصارع الفضائيات وشركات الدعاية عليها في وضعها في وقت عرض سيئ، وقال رفيق: إن هذا العام اتجهت جميع الأعمال الدرامية إلي مناقشة قضايا اجتماعية مهمة وجميعها تحتوي علي مضمون درامي قوي، وأشار إلي أن السيناريو هو بطل الدراما هذا العام لأن الجمهور سينحاز إلي المضمون والقضية المهمة، وسيبحث عنها في جميع الأعمال المطروحة هذا العام، وأشار رفيق إلي أن الشباب أصبح لهم دور إيجابي وفعال في الدراما، بالإضافة إلي الوجوه الجديدة التي تغلغلت إلي معظم مسلسلات هذا العام، وأرجع رفيق صعود أعمال الشباب إلي أدائهم الجيد، بالإضافة إلي القضايا المهمة التي يناقشونها مثل مسلسل «طرف تالت» و«رقم مجهول»، وقال رفيق: إنه يتابع العديد من الأعمال الدرامية هذا العام منها «عرفة البحر» و«الخواجة عبدالقادر» و«نابليون والمحروسة»، وقال: إن النجوم هذا العام خاضوا تجارب جديدة لم يتسللوا إليها من قبل في أعمالهم الدرامية مثل الفنان يحيي الفخراني الذي قام بتصوير عمله في أماكن جديدة ورائعة، وأيضاً الفنانة ليلي علوي في مسلسل «نابليون والمحروسة» الذي خاضت هذا العام من خلاله أهم تجاربها الدرامية الناجحة نظراً لقوة موضوع العمل، بالإضافة إلي الديكورات الجديدة في العمل التي لم تعرض من قبل في الدراما. الفنانة رانيا فريد شوقي قالت: إن الموسم الدرامي هذا العام مزدحم للغاية وسيؤثر هذا الزحام علي العديد من الأعمال الدرامية لأن المشاهد لا يستطيع وسط هذا الحشد الهائل متابعة معظم الأعمال فهو يشاهد عملاً أو عملين فقط ولكنه سينحاز إلي الأعمال الجيدة التي تحتوي علي مضمون درامي قوي، وقالت رانيا: إنها تتابع مسلسل «عرفة البحر» للفنان نور الشريف و«الخواجة عبدالقادر» للفنان يحيي الفخراني و«نابليون والمحروسة» للفنانة ليلي علوي، وقالت: إن معظم الأعمال تحتوي علي موضوعات جديدة وتناقش قضايا جديدة، بالإضافة إلي روعة التصوير والإخراج الذي تطور بشكل كبير هذا العام، وأشارت إلي أن النجوم اختاروا الموضوعات التي يرغب المشاهد في رؤيتها علي الشاشة مثل مسلسل «ناجي عطا الله» الذي تطرق إلي المجتمع اليهودي والفنان محمود عبدالعزيز الذي تطرق إلي الإرهابي المظلوم الذي يتورط في أعمال ليس له علاقة بها، وقالت: إن هذا العام مختلف تماماً ويوجد به حشد هائل من النجوم يعطي لهذا الموسم بريقاً ومنافسة مختلفة. ويقول الناقد نادر عدلي: إن الأعمال هذا العام تنقسم إلي فئات منها الجيد ومنها المقبول ومنها السيئ للغاية فهناك أعمال كثيرة للنجوم مثل «عرفة البحر» و«الخواجة عبدالقادر» و«نابليون والمحروسة» الذين يعتبرون أهم الأعمال الدرامية هذا العام لأنهم يناقشون قضايا مهمة وتحتوي علي قصص درامية تمتع المشاهد، خاصة «نابليون والمحروسة» الذي يناقش قضية مهمة في فترة زمنية يتعرض لها عمل درامي من قبل وهناك أعمال لا بأس بها مثل مسلسل «فرقة ناجي عطا الله» الذي يدور في إطار كوميدي ويلقي الضوء علي المجتمع اليهودي وهناك أعمال سيئة للغاية مثل مسلسلي «الزوجة الرابعة» و«مع سبق الإصرار» لأن «الزوجة الرابعة» هو إعادة لمسلسل الفنان الكبير نور الشريف «عائلة الحاج متولي» ومن الغريب هو عدم التفات المؤلف والمخرج إلي أن «عائلة الحاج متولي» مازال في أذهان الجمهور وأيضاً يعرض حتي الآن علي العديد من الفضائيات، بالإضافة إلي استخدام العديد من الألفاظ غير اللائقة في العمل، وأيضاً مسلسل «مع سبق الإصرار» للفنانة غادة عبدالرازق التي تعتبر أسوأ ما في العمل لأنها تحاول بقدر الإمكان أن تكون مماثلة للفنانة نادية الجندي، بالرغم من أنها لا تمتلك المقومات والإمكانيات التي تؤهلها لذلك وأيضاً العمل لم يطرح قضية أو مضموناً درامياً ولكنها مشاهد سطحية فقط.
