* يسأل حاتم الديب محمد همام "تاجر خضراوات" الصوامعة غرب طهطا سوهاج: ما رأي الدين في ممارسة أعمال السحر. وما الحكم فيمن يعتقد أن العراف أو المشعوذ أو الساحر هو الذي ينفعه أو يضره؟! ** يجيب الدكتور عثمان عبدالرحمن مستشار العلوم الشرعية بالأزهر:ذكر الله السحر في أكثر من موضع في القرآن الكريم. من ذلك قوله: "واتبعوا ما تتلو الشياطين علي ملك سليمان" إلي قوله: "وما هم بضارين به من أحد إلا بإذن الله" "سورة البقرة: آية 102". كما ورد ذكره في السنة المطهرة. يقول رسول الله صلي الله عليه وسلم : "اجتنبوا السبع الموبقات" وعد منها السحر. ولقد ذكر العلماء ان جمهور المسلمين علي اثبات السحر. ليس مؤثراً بذاته. ولكن التأثير هو لله تعالي وحده. لقوله تعالي: "وما هم بضارين به من أحد إلا بإذن الله" فقد نفي الله عز وجل عن السحر التأثير الذاتي ومفعوله. ونتيجته منوطة بإذن الله تعالي. ولا تتجاوز حقيقته حدوداًَ معينة. ولا يمكن أن يتوصل إلي قلب الحقائق وتبديل جواهر الأشياء.. ولقد وصف الله سحر سحرة فرعون بأنه تخييل في قوله تعالي: "فإذا حبالهم وعصيهم يُخيل إليه من سحرهم انها تسعي" أي أن الحبال لم تنقلب في الحقيقة إلي ثعابين. وإنما خيل ذلك للمشاهدين.. ومن الآيات الكريمة نفهم أن الشياطين هم الذين يعلمون الناس السحر. وان تعلم السحر ضار وليس بنافع. ويحرم علي الإنسان أن يتعلم السحر أو الشعوذة إذا كان يريد بذلك خداع الناس أو إضلالهم أو فتنتهم أو التأثير السييء فيهم. ولكن إن كان القصد من ذلك هو كشف حيل المحتالين وفضح أعمال المخادعين فلا بأس. كما يحرم علي الإنسان أن يعتقد ان العراف أو المشعوذ أو الساحر هو الذي ينفعه أو يضره. يقول: رسول الله صلي الله عليه وسلم : "من أتي عرافاً فصدقه فيما قال فقد برئت منه ذمة الله ورسوله". وبناء علي ما ذكر فإنه يجب الاعتقاد بأن كل شيء يقع في الكون لا يخرج عن إرادة الله. فيجب الإيمان بأن الله فعال لما يريد. والنفع والضرر من عنده. وتفويض الأمر له. والرضا بما قضي به ونذكر بتقوية الصلة بالله. وأن نكون دائماً في ذكره بقراءة القرآن والصلاة والاستغفار. وعدم اللجوء إلي الدجالين والمشعوذين. ولكن نلجأ بالكلية لله رب العالمين الذي بيده النفع ودفع الضرر. قال تعالي: "وإن يمسسك الله بضر فلا كاشف له إلا هو وإن يردك بخير فلا راد لفضله يصيب به من يشاء من عباده وهو الغفور الرحيم" "يونس: آية 107". * تسأل أمل. أ من القاهرة: اعتاد زوجي إهانتي أمام أهله وأقاربه.. وكأن الرجولة عنده أن يفعل ذلك وأن ينتقص من قدري أمامهم.. وحاولت أكثر من مرة أن ألفت نظره لذلك لكن دون جدوي.. فما رأي الدين؟! ** يجيب: لقد حبا الإسلام المرأة وجعلها في منزلة إنسانية مساوية بالرجل. قال تعالي: "يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها" "النساء: آية 1". وقال صلي الله عليه وسلم: "إنما النساء شقائق الرجال". ثم كان هناك الكثير من الآيات والأحاديث التي تدعو لمعاملة المرأة بالحسني وجعل العلاقة بينها وبين زوجها قائمة علي المودة والرحمة والبذل والعطاء وحماية كل منهما للآخر. فقال تعالي: "هن لباس لكم وأنتم لباس لهن" "البقرة: آية 187". ولقد أجمع أهل الإسلام وتعارف أهل الإخلاص علي أن إهانة الزوج لزوجته بغير سبب ظلم كبير ولؤم رخيص. والرسول الكريم صلي الله عليه وسلم يقول: "ما أكرمهن إلا كريم وما أهانهن إلا لئيم".