* أنهيت المرحلة الثانوية. والتحقت بالجامعة وأنا سعيدة بما أصبحت فيه.. لقد كبرت وأصبحت جامعية. وقررت عند دخولي أن أصبح معيدة في كليتي وأستاذة فيما بعد وقررت أن أجتهد ولا أضيع وقتي. لكن ما حدث كان غير ذلك تماماً.. ما حدث يا سيدتي أنني وقعت في كارثة كبيرة ولم يمض علي عامي الأول في الجامعة إلا شهر ونصف تقريباً. المشكلة تكمن في زميل لي في الليسانس.. تعرفت عليه بعد دخولي الجامعة بأسبوع عن طريق شلة من الأصدقاء.. كم هو وسيم ولبق الحديث ويثير البهجة في أي مكان يصل إلي بخفة دمه وحلو جلسته.. عندما رآني وقبل أن يسلم عليَّ سألني بشكل مباغت: هل أنت جميلة هكذا من زمان؟! ضحكت ودق قلبي دقته الأولي ومن وقتها وأنا أعشقه وتبادلنا أرقام التليفونات وبعد يوم واحد طلب لقائي.. وبعدها بأيام طلب أن نذهب لشقة أخيه المسافر بالخارج. لكنني رفضت فغضب مني وقال إنه لن يؤذي إنسانة سيتزوجها.. وقعت الكلمة عليَّ كالسحر وكدت أقبله في الشارع.. وسألته هل يتقدم لي بعد التخرج فقال: مؤكد.. وافقته وذهبنا لشقة أخيه ولم يلمسني حقاً.. جلسنا براحتنا ضحكتنا وأكلنا ما طلبناه بالهاتف وقمت بعمل الشاي وكأنني في بيتي تماماً. ولم يفكر حتي في تقبيلي.. ثم عدنا إلي منزلنا وتكرر اللقاء بعد يومين.. ذهبت إليه في الشقة ومر اليوم كالسابق إلا أنه لم ينته كما انتهي فقبل أن ننزل بساعتين قال انه يشعر بدوخة وصداع شديد ويريد أن يرتاح قليلا.. صدقته ودخل غرفة نوم أخيه وأخذني معه وهناك فوجئت بأنه يطلب أشياء لا تصح ورفضت فقال إنني زوجته بالفعل أمام الله وكتب لي ورقة احتفظ بها لحين تخرجه وعقد قراننا.. هكذا أصبحت زوجته وتعددت اللقاءات. وكلما حضر أخوه في إجازة قصيرة يكاد يجن حتي أنه طالبني أن نذهب لشقة أصدقاء له مغتربين ولكنني خفت ورفضت وقلت له بعد أن يسافر أخوه لأنني بصراحة أشعر أن هذه الشقة هي شقتي. سيدتي أنا خائفة وغير راضية عن نفسي ورغم أنه مازال مقبلا عليَّ ويقول إنني أجمل شيء في حياته وحبه الحقيقي. إلا أنني أشعر بأنني ارتكبت جريمة كبيرة في حق أسرتي التي تعاملني برقة وحب... حتي إنني عندما يضمني والدي إلي صدره أشعر بأنني سأنهار معترفة له بكل شيء.. كما أنني خائفة ألا يفي بوعده لي.. فماذا أفعل؟ ساعديني أرجوك.. فلا أستطيع الاستذكار وامتحان "التيرم" علي الأبواب ماذا أفعل؟ أفكر بالانتحار. بدون توقيع * لماذا لم تسألي عما تفعلينه قبل أن تسلمي له مالا يستحقه.. لماذا لم تسألي قبل أن تذهبي معه إلي خلوة غير شرعية؟!! لماذا لم تخافي وتترددي قبل أن تخوني ثقة أهلك فيك؟! أنت تمتلكين جسدك هذا صحيح. هو ملك لك. وليس لأحد سلطان عليك فيه.. بشرط ألا تخوني نفسك فيه.. فالشرع حدد للمرأة والرجل حدود التصرف في هذا الجسد.. فلا يسلمانه إلا في حلال أحله الله ولا ينهيان وجوده في الحياة بالانتحار أو الايذاء لأنه ملك خالص لله سبحانه وتعالي. وإذا حدث هذا الأمر الأول يعد المخطيء زانياً. وإذا حدث الأمر الثاني. يكون كافراً.. الأولي يغفرها الله بالتوبة والثانية لا يغفرها الله لأنها اعتراف من المنتحر بعدم رحمة الله سبحانه وتعالي والتدخل في شئونه سبحانه وتعالي ورغم أن الله قد يفشل محاولة الانتحار إلا أنه عندما يقبلها يكون غاضباً علي هذا العبد وأراد له العذاب ككافر. صديقتي الصغيرة والتي دخلت بحلم وطموح حطمته أمام أول كذبة من طالب ذئب يبحث عن متعة الجسد في الحرام ويبدو أنه محترف هذا الإثم الشديد فقط خطط بمهارة منذ اللقاء الأول.. اعلمي أنك لم تتزوجيه فلا زواج إلا بولي واشهاد علي العقد من شاهدي عدل ثم الإشهار.. فإذا اختل أحد هذه الشروط بطل العقد حتي وإن كتب لك ملء دفتر محاضراتك اعترافات بأنك زوجته.. فهذه الورقة لا تصلح إلا في حالة واحدة.. فقط هيِ إثبات النسب وأعتقد أنك لم تصلي لهذه المرحلة. أنت حطمت ثقة والديك فيك والصواب هو الامتناع فوراً عن هذا الشاب والصبر إلي أن ينهي عامه ويفي بوعده وإن كنت لا أصدق أنه سيفي بوعده ولذلك أنصحك بالحديث إلي والدتك عليك بالأم سر ابنتها والابنة سر أمها كما الولد سر أبيه. صديقتي الصغيرة لا تفشي سرك إلا لوالدتك فأنا أتوقع أن تذهب إليه وتستعطفه وهذا هو الحل الوحيد أن يعقد عليك. أما الحلول الأخري مثل الانتحار والهروب وكلها أشياء لن تحل المشكلة وإنما تعمق الفضيحة.. إذا فشلت في إخبار والدتك فتعالي إلي في الجريدة لنتحدث معاً ونبحث كيف يأتي هذا الشاب إلينا لنحاول الكلام معه.