قواتنا المسلحة ستظل مصنع الرجال وقدوة في التضحية والفداء. ودرعاً واقية لمصر وأمتها العربية تقدم الشهداء بنفس راضية مؤمنة بقضاء الله وقدره أن تكون هي المدافعة عن تراب الوطن. متمسكة بأخلاق الدين الحنيف.. فجنودها هم خير أجناد الأرض كما وصفهم الرسول صلي الله عليه وسلم. ستظل قواتنا المسلحة المثل الأعلي في الوطنية ليس في مصر وحدها بل في العالم أجمع.. لا يفت في عضدها سقوط شهيد من أبنائها هنا أو هناك.. ولا فيديو يصور عمليات الإجرام ضد الجيش من جانب جماعات الإرهاب والعنف المتاجرون بالدين والدين منهم براء. وإذا نظرنا إلي الفيديو الذي أذاعته بعض قنوات التآمر والخيانة أخيراً لوجدناه مثالاً صارخا علي مدي الانحطاط الذي وصلت إليه جماعات الإرهاب والمتحالفون معهم حيث أجبروا الجندي البطل الشهيد علي ترديد عبارات بهدف الإساءة والتخويف من الالتحاق بالقوات المسلحة وتحت الضغوط والإرهاب اضطر لترديد عبارات جري تلقينه إياها.. فرددها وهو يبكي لرفضه أي إساءة لجيشه ووطنه. الفيديو جاء كاشفا لأبعاد المؤامرة وأهدافها.. ولو نظرنا إلي كيفية إخراج هذا الفيديو وكيف وضع الميكروفون في سترة أفرول الجندي الشهيد وكيف تمت عمليات القطع والقص واللزق وكيف كانوا يلقنون الجندي البطل عبارات يرددها رغما عنه حتي أنه بكي من شدة الضغوط ورفضه لترديد مثل هذه الكلمات التي تأباها فطرة الرجال الذين ينتمون للقوات المسلحة الباسلة. وحينما نتأمل هذا الفيديو نجد المقطع قد أجري لها مونتاج وقص ولزق وهو ما يدعونا للتساؤل: من المخرج الذي أخرجه بهذه الدقة.. ومن الذي أملي علي الجندي الشهيد ترديد هذه الكلمات.. وما الهدف منها..؟! ليس من الصعب علي أي مراقب أو محلل أو حتي علي الشخص العادي أن يدرك أنها محاولة يائسة من جماعة الإخوان الإرهابية وأذرعها الإرهابية والخونة الذين دأبوا علي العنف واستهداف جنودنا خلال العامين الماضيين وبث وإذاعة مثل هذه الفيديوهات من خلال القنوات العميلة المأجورة لإضعاف الروح المعنوية للمصريين ولتخويفهم من الالتحاق بالجيش.. ولكن هيهات هيهات فالمصريون أقوي مما يتصورون. وهنا نذكر قارئ "المساء" بفيديو الجنود السبعة الذين جري اختطافهم وهم 6 من الأمن المركزي وضابط صف وجري أيضا تلقينهم ما يقولونه في رسالة موجهة أيضا لنفس الأغراض الحقيرة. الأمر الذي تأكد بالفعل عندما سألت ضابط الصف بعد عودتهم عما قالوه فقال: لقد أجبرونا علي قول هذا الكلام فأنا ضابط صف وشرف لي أن أخدم في أعظم مؤسسة وطنية للدفاع عن الوطن. ولو ربطنا بين الحدثين "فيديو الجندي الشهيد أحمد فتحي سلام وفيديو الجنود السبعة" لوجدنا أنه مخطط يستهدف التشكيك في جيشنا ومحاولة إرهاب أهالي الضباط وضباط الصف والجنود. والسؤال من الذي لا يريد للجيش المصري التقدم والازدهار.. من الذي يخطط لتفكيك الجيش المصري العاشر عالميا بين جيوش العالم.. من الذي أخرج جبهة النصرة وبيت المقدس وداعش والقاعدة.. من الذي يعطي احداثيات مواقع جيشنا وشرطتنا.. أليست تلك الدول التي تعمل بكل طاقتها لهدم أركان الدولة المصرية بل والأمة العربية؟! اليوم نعرف جيداً من وراء تلك الأحداث ومن يحركها.. إنهم الاستعماريون الجدد الذين سموا عمليات التخريب والنيل من الدول وتفكيكها الربيع العربي إنهم هم الاستعمار الجديد الذي يهدف إلي إنشاء إسرائيل الكبري.. ولكن بعزة الله لن يستطيعوا أن ينالوا منا فالشعب المصري الذي خرج في 30 يونيو ليحطم التخطيط الشيطاني لهدم أركان الدولة المصرية لن يترك هذا الاستعمار بوجهه القبيح أن يطل به علي أرض مصر. مصر التي شرفها الله في قرآنه الكريم وسار علي أرضها انبياء الله أبداً لن تنكسر أو تهون علي أبنائها الشرفاء. إن ما تخطط له قوي الاستعمار ولا تكل من تكرار هذا السيناريو الحقير الذي نشاهده في فيديوهاتهم من سيناريو وإخراج عباقرة هوليود فكما قال شباب القرية من هؤلاء الذين يرتدون الجوانتي ليذبحوا البشر ولنتذكر جميعا عمليات القتل التي كانت تتم علي أيدي الصهاينة عندما دخلوا فلسطين كانوا يقتلون الرجال والنساء ويختارون النساء الحوامل ويتراهنوا هل الحمل ذكر أم أنثي فيشقون بطون النساء ليعرفوا من الفائز..!! إن عمليات القتل والوحشية التي تستخدم بشكل مبالغ فيه تتم وفق دراسات سيكولوجية تستخدم لإرهاب الشعوب. انظروا كيف فعل التيار الديني في كل البلاد التي قاموا بغزوها من حرق واغتصاب وقتل الأطفال قبل الكبار. "المساء" ذهبت إلي قرية الوشامية بمركز منية النصر بمحافظة الدقهلية.. قرية الشهيد أحمد فتحي سلام.. لترصد نبض أهله وأقاربه وأصدقائه وردود أفعالهم تجاه ما حدث. الشهيد أحمد يبلغ من العمر 18 عاما وهو خريج معهد الخدمة الاجتماعية.. نشأ في قرية مصرية بسيطة شأنها شأن مئات القري في مصر.. تربي فوق أرضها وشرب من نيلها معاني الوطنية والفداء والتضحية. تقول أم الشهيد التي بدت رابطة الجأش تحمل صورة ابنها شهيد الواجب: إن ابني بطل وشهيد دافع عن تراب الوطن ضد هؤلاء الكفرة الذين لا يعرفون الله فهم بلا دين ولا ضمير.. فمن مات ضميره فليس له دين. أضافت أم الشهيد أحمد أنها سوف تكافح من أجل تجنيد ابنها الاخر إبراهيم "12 عاماً" شقيق الشهيد في القوات المسلحة وأقسمت بقولها "والله أنا علي استعداد للذهاب لأحارب مع جيشنا العظيم وأموت فدائك يا مصر". قالت: اليوم "بردت ناري بعد أن اتصل بي تليفونيا وزير الدفاع ورئيس الأركان اللذان أكدا لي أن ابني بطل وشهيد رابط الجأش لا يهاب الموت فهو يعلم أنه استشهد في سبيل الله وأن القوات المسلحة تعلم وتقدر تماماً أسلوب الضغط الذي مارسته جماعة جبانة لا تعرف الدين بل تتاجر به. طالبت أم الشهيد زملاءه بالجيش بأن يثأروا للبطل أحمد ولكل شهيد لأنهم يدافعون عن الوطن ضد أعدائه وضد الإرهابيين الكفرة الذين يعرفون معني الانتماء للوطن الغالي مصر. قالت أم الشهيد: كان ابني كلما حدثته عن الزواج مثل أي أم تحب أن تري ابنها "عريساً" كان يرد علي بقوله: "أنا يا أمي مش عاوز أتجوز أنا سأكون شهيداً" وبالفعل تحققت كلماته ليصبح ابني شهيداً بطلاً. أما عم الشهيد فقال ابن اخي بطل أجبر علي أن يقول ما تم املاؤه عليه ودليلي هو الفيديو الذي يثبت عمليات التقطيع لاملائه ما يريدون أن يقوله حتي أنه عندما قال يا أمي لا ترسلي أخي إبراهيم للجيش بكي لأنه كان يعشق الجندية.. أضاف: أنا علي استعداد وأطالب الجيش بأن يسمحوا لي بأن أذهب إلي سيناء وأقاتل مع جيشنا فأنا كنت ضابط احتياط وعملت في سيناء وأعرف جيداً طبيعة الأرض هناك. أما شقيقه الأكبر محمد فقال لم أنل شرف الجندية فلم يصبني الدور واليوم أقدم نفسي للقوات المسلحة لأنضم إلي زملاء أخي ولأثأر لكل الشهداء الذين رحلوا قبل أخي الشهيد أحمد ولسوف أقدم أخي الصغير إبراهيم للتطوع في الجيش حتي يخدم وطنه ويدافع عن مصر مع جيشنا الذي نحبه ونقدره . أما جدة الشهيد فظلت تزغرد وتردد "تحيا مصر" وعاش الرئيس السيسي وحفظ الله مصر والمصريين وجيشها والرئيس لمدة 5 دقائق . تحدث أصدقاء الشهيد الذين أجمعوا كلهم علي استعدادهم للتقدم والتطوع في الجيش فكلهم تتراوح أعمارهم بين 17 و20 عاماً مرددين: "لن نترك ثأرنا مع أعداء الله والدين.. فمصر أم الدنيا نفديها بأرواحنا ودماؤنا ومهما فعلوا وقتلوا.