بالدموع وآهات الفراق ودع أهالي الشهداء أبناءهم وذويهم الذين راحوا ضحية الغدر والإرهاب الغاشم علي أرض سيناء الغالية.. كل بصوت واحد يترحم علي أبناء بررة ذهبوا لأداء واجب مقدس والدفاع عن الوطن مؤمنين بما يفعلونه بالإرهاب الغادر الأعمي الذي أراق دماءهم وحرمهم من لقاء الأهلي والأحباب مرة أخري لينضموا إلي طابور الشهداء. وبالزغاريد الممزوجة بالدموع استقبل الأهالي أبناءهم فبعد غياب شهرين عادوا لهم شهداء والابتسامة تعلو وجوههم لأنهم راحوا ضحية ارهاب غاشم وماتوا في سبيل واجب مقدس.. وكأنهم يشعرون بالمصير المحتوم حيث كانت كلماتهم الأخيرة لأسرهم قبل الحادث: "احنا حاسين إننا هنموت" بل إن البعض منهم طلب من أمه عدم ارتداء الملابس السوداء إذا مات لأنهم يزفون إلي الجنة شهداء. "المساء" ذهبت لمنازل الشهداء فوجدت الحزن يكسوها من كل جانب والدموع أغرقت الآباء.. والآباء كادوا يتساقطون من هول الموقف. ففي قرية البجلات التابعة لمركز منية النصر ودع الأهالي الشهيد أحمد عبده الشربيني علام "24 سنة" مدرس لغة فرنسية وتحولت الجنازة والتي شارك فيها أكثر من 10 آلاف مواطن لهتافات ضد الإرهاب والإخوان. تقول والدته فوزية علي المنسي "55 عاماً" ربة منزل والدموع تنهمر من عينيها حزناً علي سندها: أحمد كلمني قبل الحادث بيوم وقال لي: وحشتيني يا أمي.. جهزي الفسيخ واتصلي بإخواتي نجلاء ونورا علشان نأكل سوياً ولا تنسي السمك المشوي لأني لم أكله منذ 63 يوماً فقلت له: أنا في انتظارك يا حبيبي. بكت الأم بحرقة وقالت: كان حاسس إنه هيموت.. رحنا نتفرج علي شقة فقلت له: عقبالك يا أحمد.. قال مش هيحصل وأكون عريس أنا هاموت شهيد يا أمي. قلت له: أهون عليك تحرق قلبي يا أحمد.. قال: ما تزعليش أنا بضحك.. بس أمانة عليك يا أمي لو جيت لك ملفوف في علم مصر لا ترتدي الملابس السوداء ولا تبكي قلت له: هزارك وحش.. قال: يا أمي كل يوم زملائي بيموتوا أمام عيوننا وإحنا فدا مصر فبكيت وقلت له: أنا زعلانة منك مسك ايدي ورأسي واستمر في تقبيلهما وقال لي: كله يهون إلا خاطرك يا غالية ما تزعليش. أما والده عبده الشربيني علام "60 سنة" فلاح: اتركوني في ناري أنا خلاص نور عيني راح.. ثم استطرد قائلاً: أنا مزارع بسيط أعمل بالأجرة في أراضي الناس ولا أملك شيئاً وأحمد كان كل ثروتي. كان كل اجازة يروح الغيط لمساعدتي فأقول له: بلاش يا أحمد انت أستاذ كبير يقول: يا والدي أنا خدام رضاك ثم بكي قائلاً: مفيش مرة قال نفسي أتجوز وعمره ما رفع صوته عليَّ أو علي والدته كان محترماً و حسن السمعة. شقيقه محمد "19 سنة" معاق: لم أره منذ 63 يوماً وكان نفسي أشوفه لأنه كان حنين عليَّ أوي وطيب وكان يأخذني نصلي سوياً في المسجد ويقول لي دائماً أقول الحمد لله علي كل شيء. قالت راندا السيد السعيد 22 سنة- ربة منزل- زوجة شقيقة الشربيني: آخر مكالمة قبل الحادث قال: أرجوك ما تضربيش أحمد ومروة دول ولسه أطفال وعرفيهم ان جيت في شم النسيم هجيب الشيبسي والشيكولاتة لهما. طالبت شقيقته نورا 26 سنة- ربة منزل- باطلاق اسم الشهيد علي مدرسة ثانوية بالقرية ومنح والده أداء فريضة. التقت "المساء" بأسرة شهيد قرية ضافر بمركز تمي الأمديد محمد علي رمضان 20 سنة رقيب بالقوات المسلحة حيث تقول زوجته آمال عيسي "16 سنة" تزوجنا منذ 6 شهور بعد قصة حب وكان حنوناً طيب القلب.. كان في اجازة من 10 أيام وعرف أنني حامل منذ شهرين ففرح جداً وقال: أخيراً هيكون في حاجة من ريحتي قلت له: يعني إيه.. قال: يا آمال إحنا كل يوم بنجمع أشلاء زملائنا وممكن أكون شهيداً فأموت وأسيب ابني من ريحتي قلت له: بعد الشر.. قال: دي شهادة مش شر وكان آخر اتصال من يوم واحد طلب مني أنتظره للاجازة القادمة عشان نروح سوياً للطبيب. أضاف والده علي رمضان غازي "60 سنة" علي المعاش: أنا كنت متطوعا في الجيش وعشقاً في القوات المسلحة وتراب مصر دخلت محمد ابني يتطوع بالإعدادية حتي أصبح رقيباً.