د.مهاتير محمد رئيس وزراء ماليزيا السابق - يعد بحق صانع نهضة ماليزيا الحديثة.. تولي الحكم عام 1981 وهو نفس العام الذي تولي فيه الرئيس السابق حسني مبارك حكم مصر - وكانت ماليزيا في ذلك الوقت دول متخلفة صناعيا وزراعيا وسياحيا وظل مهاتير في منصبه 22 عاما حتي عام 2003 واستطاع خلال هذه السنوات ان يحول ماليزيا إلي نمر اقتصادي أبهر العالم كله وحقق نهضة صناعية كبري حتي ان صادرات بلاده من السلع زادت من 5 مليارات دولار سنويا حتي وصلت إلي 520 مليار دولار سنويا. زار مهاتير محمد مصر مؤخرا والتقي العديد من القيادات المصرية وعرض استعداده لبذل أي جهد للمساعدة في تجاوز مصر لمحنتها الاقتصادية الحالية وتحقيق نهضة صناعية وعلمية علي الطريقة الماليزية. "المساء" التقت به وأجرت معه حوارا حول العديد من القضايا. في البداية تحدث العملاق الماليزي مبتسما وهادئا - كعادته - مؤكدا بأنه جاء مصر من أجل تبادل الأفكار ونقل التجربة الماليزية في الاقتصاد. شدد د.مهاتير علي ضرورة التزام الاعلام في هذه المرحلة وما تستلزمه من عدم تضخيم للأحداث والمظاهرات التي توحي بأن المظاهرات في جميع انحاء مصر وليست في ميدان التحرير فقط مما سيعود بالسلب علي مناخ السياحة والاستثمار. اضاف: لقد زرت بنفسي ميدان التحرير ولقد شعرت بمدي نجاح شباب مصر وثورتهم في هذا المكان الذي يعتبر قلب القاهرة. * وحول نتائج مباحثاته مع د.عصام شرف رئيس الوزراء أشار د.مهاتير محمد إلي انه تطرق في الحديث مع د.عصام شرف إلي انه طلب من د.شرف الموافقة علي مرور احدي السفن الماليزية التي تمر بميناء العريش وفي طريقها إلي غزة حاملة لمواسير بلاستيكية "B.V.C" وكانت موافقته الفورية تؤكد قوة الروابط بين البلدين. وعن مقابلته للدكتور احمد زويل قال: لقد تقابلت مع العالم المصري بمقر مجلس الوزراء وتحدثنا سويا عن بعض المشروعات العلمية المزمع اقامتها في مصر مثل مدينة زويل للعلوم والتكنولوجيا وامكانية الاستفادة من التجربة الماليزية في انجازها وتحدثنا عن تجربتنا في تحقيق النهضة الاقتصادية والعلمية ونحن مستعدون للمساهمة في أي مشروعات أو مبادرات تستهدف تحقيق نهضة علمية في مصر سواء من خلال الدعم المادي أو من خلال ما لديها من خبرات وكوادر علمية. ميزانية التعليم وعن التعليم في ماليزيا قال: حينما اصبحت رئيسا للوزراء كان لدينا فقط خمس جامعات أما الآن فلدينا أكثر من 80 جامعة منها 32 جامعة حكومية واكثر من 45 جامعة خاصة بالاضافة إلي 32 مؤسسة علمية عالية "معهد عال" وتعتبر ميزانية التعليم 25% من ميزانية الحكومة الماليزية فلدينا نحو 100 ألف طالب سنويا وافدون من 90 دولة مختلفة ونهتم بمجالات البترول والابحاث والتكنولوجيا وتكنولوجيا المعلومات. وردا علي سؤال حول ما حققه في الفترة التي تولي فيها الحكم وبلغت 22 عاما في رئاسة وزراء ماليزيا رغم اعتزاله بقوله الشهير بأنه لن يتولي المسئولية السياسية بعد 30 أكتوبر من عام .2003 اجاب د.مهاتير بابتسامة علت وجهه قائلا: وجدت انني مكثت فترة طويلة في الحكم وان الناس أرادوا ان اتنحي لظنهم بأنني تقدمت في السن أو لافساح الطريق للقيادات الجديدة ووقتها تذكرت عبارة كانت تقولها لي أمي وهي: بعد الاطالة في الزيارة حتي وان كنت محل ترحيب عند من تزوره فعليك بالانصراف لأن الناس سيستاؤون منك ولذلك فإن 22 سنة كانت كافية جدا وتمكنت فيها من تحقيق كل ما أردت. اختتم د.مهاتير محمد حديثه قائلا: بأن مصر قادمة علي تجربة جديدة عليها الاستفادة من كل ما لديها من طاقات واستثمارات ونشر للرقعة الزراعية والاهتمام بالتعليم والصناعات. ومن جانبه قال الدكتور محمد فخر الدين عبدالمعطي سفير ماليزيا بالقاهرة بأن د.مهاتير محمد رئيس الوزراء السابق أجري في مصر علي مدي ثلاثة ايام عدة اجتماعات ولقاءات ومقابلات تليفزيونية شارك خلالها المسئولين والشباب ووسائل الاعلام جميع الاحداث الراهنة التي تمر بها البلاد وطالب بضرورة تبادل الخبرات والافكار وتدعيم الأمن والاستقرار في البلاد من أجل النهوض مرة أخري من خلال الاقتصاد القوي وتضافر جهود ابناء مصر. وقال الوزير المفوض سيف الأنوار محمد نائب السفير بأن اتحاد الصناعة المصرية قام بتنظيم كافة زيارات رئيس الوزراء السابق كما حرص د.مهاتير محمد علي اللقاء مع شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب. أما رجاء جاسر مدير عام المركز الاعلامي بالسفارة فقالت بأن الحضور الصحفي والاعلامي المكثف كان تقديرا لمكانة الخبير السياسي المميز الدكتور مهاتير محمد رئيس وزراء ماليزيا السابق صاحب التجارب الدولية والعالمية الناجحة والتي كانت لها اكبر الاثر في رفع صادرات بلاده من 5 مليارات إلي أكثر من 250 مليار دولار سنويا.