* تسأل هدير فتحي من القاهرة: راسلني بعض الأصدقاء عبر صفحات التواصل الاجتماعي وأراد أن يتزوجني ويعقد عليَّ عن طريق الفيديو كونفرانس. فما رأي الدين في ذلك؟! ** يجيب الدكتور عثمان عبدالرحمن مستشار العلوم الشرعية بالأزهر الشريف: الفيديو كونفرانس هو عبارة عن لقاء بين أعضاء شركة مثلاً عن طريق الفيديو وكل شخص في مكتبه يري الآخرين ويسمعهم ونفس الأمر للجميع حيث يشاهدونه. ويمكن من خلال ذلك عقد الصفقات التجارية. وإن كان هذا لا يحول بينهم وبين وقوع الغش. ولذا تؤخذ غالباً ضمانات بنكية وشروط جزائية قاسية. والحق ان الزواج ليس صفقة تجارية يسعي أحد الأطراف للتربح من إبرامها. ولكن الزواج علاقة إنسانية لها قداسة خاصة وآداب جليلة. وبمراجعة أحكام الزواج وأركانه في الإسلام علي ما يقع اليوم في عالم التكنولوجيا. يتبين جلياً بما لا يدع مجالاً للشك ان الزواج لا ينعقد بطريق الفيديو كونفرانس. لما يكتنفه الكثير من الأوجه التي يتعيب بها العقد. كتحقق حصول مبدأ الرضا الذي دلت عليه نصوص الشرع. فضلاً عن حضور الشهود ومعاينتهم لكل مقومات العقد. والوقوف علي حقيقة طرفي العقد. ومن هنا نقول: لكي ينعقد الزواج صحيحاً يجب أن تتوافر عند عقده شروطه المعهودة وذلك بأن يتم في حضور طرفي العقد أو من يُوكِّل عنهما. وإجراء الصيغة في حضور شاهدين في مجلس واحد. لقول النبي صلي الله عليه وآله وسلم: "لا نكاح إلا بولي وشاهدي عدل. وما كان من نكاح علي غير ذلك فهو باطل". كما أن ما يتم من سماع الشهود لصيغة العقد بين طرفيه في هذه الوسائل الحديثة كالهاتف وبرامج المحادثة عبر شبكة المعلومات الدولية "الإنترنت" فلا عبرة به لأن الأصوات قد تختلط. والأشخاص قد تختلف وهذا لا يكتفي به في عقد النكاح. لأن القاعدة الفقهية تقول: "يحتاط في الفروج ما لا يحتاط في الأموال". واحذر كل من يحلل ويحرم علي هواه باسم الدين. بأن هذا النوع من الزواج ليس من الإسلام. وان الهدف هو استغلال المرأة كجسد يباع ويشتري عبر الأقطار لمن يدفع الثمن. أو لتحقيق مآرب شخصية هدفها النيل من المرأة المسلمة ووصمها كسلعة رخيصة مبتذلة تهجر ديارها وأوطانها من أجل الارتماء بين أحضان أعداء الدين. * تسأل أحلام يوسف من الإسكندرية: متي تبلغ المرأة سن اليأس وهل هناك حد معين لهذا السن.. أم لا؟! ** يجيب: اختلف الفقهاء في تحديد سن اليأس لعدم النص فيه. ولاعتمادهم علي الاستقراء والتتبع لأحوال النساء.. قال المالكية: سن اليأس سبعون سنة. وتُسأل النساء في بنت الخمسين إلي السبعين. أي يسألن عن امكانية حيض من في هذه المرحلة. فإن قلن: حيض. فهو حيض وكذلك إذا شككن. فهو حيض كم يُسألن في المراهقة: هل يمكن أن تبلغ البنت وهي بنت تسع إلي ثلاث عشرة أم لا؟.. وقدر الحنابلة سن اليأس بخمسين سنة. لقول عائشة رضي الله عنها: "إذا بلغت المرأة خمسين سنة خرجت من حد الحيض" وقالت أيضاً: "لن تري في بطنها ولداً بعد الخمسين". وقال الشافعية: لا آخر لسن اليأس. فمادامت حية فالحيض ممكن في حقها. لكن غالبه اثنان وستون سنة.