شهدت اسعار اعلاف الثروة الحيوانية والداجنة ارتفاعا غير مسبوق خلال هذه الايام بنسبة تعدت ال 50% مما اصاب المربين بحالة من الغضب لجنون الأسعار. ولجأ الغالبية لبيع مواشيهم بالخسارة وغلق مزارعهم حتي اشعار آخر. مما سيزيد من الازمة اشتعالا.. البقية استنجدوا بالحكومة للتدخل السريع ووقف الزيادة اليومية في الاسعار لاستقرار أوضاعهم لعدم وجود مصادر أخري لهم للدخل. التقت "المساء" مع الخبراء والمختصين وأصحاب الشأن في هذه المشكلة للوقوف علي حقيقة الازمة وكيفية حلها. يقول أحمد جلال "مربي" : أقوم بتربية المواشي منذ أكثر من 40 عاما وقفز الأسعار بهذه الصورة قادني لبيع نصف المواشي. بعد أن زاد سعر جوال "الكسب" 50 جنيها. و"الردة" 40 جنيها أيضا.وذلك لأتمكن من الانفاق علي باقي المواشي. وتدخل المسئولين مطلوب لحماية الثروة الحيوانية خاصة وأن شهر رمضان علي الأبواب والوضع بهذه الصورة سيزيد من أزمة اللحوم اشتعالا. يضيف محمد خليل "مزارع": ان ما يحدث من ارتفاع لاسعار الاعلاف لم يكن في الحسبان ونشعر بحالة من "الفلس". والفلاح في حاجة الي مساندة حقيقية في هذه الظروف الصعبة التي يعيشها خاصة أن هذه المهنة يعمل بها العديد من الشباب. وفي حالة تفاقم المشكلة ستغلق المزارع ويضاف العاملون بها الي طابور البطالة مما يشكل عبئا جديدا علي الدولة لافتا الي أن معظم المزارعين أرزقية ومصادر دخلهم محدودة وفي المواسم فقط. يؤكد .. المهندس رمضان عبد اللطيف صاحب مصنع أعلاف ان ارتفاع اسعار الاعلاف الحيوانية والداجنة شيء طبيعي لارتفاع مدخلات الاعلاف المستوردة بالكامل من الخارج. وأموال الدولة ضائعة علي هذا الاستيراد حيث نقوم بتحويل العملة المحلية الي دولارات مشيرا الي أن المزارع علي مستوي الجمهورية تنتج مليوني فرخة في اليوم وطاقة المجازر 500 ألف طائر فقط. وبالتالي يتم طرح مليون ونصف المليون طائر للتداول وللأسف السوق لا يستوعب هذه الزيادة بعد الركود في حركة السياحة. وحصول الفنادق علي كامل احتياجاتها. الي جانب لجوء الاهالي لشراء الدواجن المستوردة والتي تقل جنيهاً عن سعر المحلية. ورغم ان الدواجن المجمدة الاقل صحيا لنقلها عدة مرات من ثلاجات مما يؤدي لتغير لونها ولكن المستهلك يجري وراء الاسعار. يشير المهندس رمضان الي ان مافيا استيراد الاعلاف الحيوانية والداجنة والدواجن المجمدة معدودون علي الاصابع ويحتكرون السوق ويحددون الاسعار براحتهم. والويل لأي مستثمر صغير يقترب من ساحتهم لذلك لابد للحكومة من العمل علي وقف استيراد الدواجن المجمدة وفتح الباب والمجال أمام المستثمرين الجادين لاستيراد كافة الاعلاف من جميع الدول وبالاسعار التي تخدم البلد والمربين في المقام الأول خاصة في ظل المحنة الاقتصادية التي نمر بها . لفت الي أن الحل هو العمل علي تطبيق التجربة التركية في الاعتماد علي النفس في انتاج ما يحتاجه السوق وذلك بزراعة مساحات كبيرة من الذرة الصفراء واشراك العلماء للوصول الي تركيبات جديدة للاعلاف توفر بها العملة الصعبة من اجل صالح مصر ومواجهة كبار المستثمرين المستوردين الذين يكتمون علي انفاس المستوردين الشبان حتي لا يتم تطوير صناعة الدواجن والثروة الحيوانية. يطالب المهندس عبد الله الغزالي رئيس جمعية المستثمرين بالمنطقة الصناعية ببلبيس بضرورة توفير احتياجات المربين من الاعلاف الحيوانية والداجنة بعد أن اصبحوا علي اعتاب الضياع خاصة ان الريف يعتمد علي هذه الصناعة وهي مصدر رزقهم الوحيد. الي جانب دعوة المستثمرين للمساهمة في حل هذه المشكلة بانتاج اعلاف حيوانية وداجنة تساهم في حل الأزمة وتحقيق الاستقرار. يقول د. السيد الصادق رئيس مجلس الادارة العضو المنتدب لشركة مضارب الشرقية ان الزيادة التي قررتها الشركة تعود لارتفاع المكونات بشكل غير طبيعي لافتا إلي أن ارتفاع الأسعار يعود بالضرر علي الشركة لقلة عدد المبيعات وحل المشكلة يتطلب البحث عن اسواق أخري والخارج واستيراد منتجات مناسبة عن طريق الجمعيات والحكومة بدلا من مجموعة المستوردين الذين يتحكمون في السوق وبيدهم زمام الأمور مشيرا الي أنه رغم الزيادة في اسعار الاعلاف الا ان المواشي رخيصة وهذه مصيبة للفلاحين لعدم وجود توازن في السوق.