آثار التحقيق الصحفي الذي نشرته "المساء الأسبوعية" يوم 21 مارس الماضي تحت عنوان "أصحاب المخابز سرقوا مليارات الدعم والوزارة صامتة" ردود فعلية قوية داخل وزارة التموين والغرف التجارية واتحاد الصناعات حيث طالب الجميع "المساء" بالاستمرار في حملتها لكشف الفساد في منظومة الخبز التي أدت إلي نهب مليارات الدعم علناً مما يؤدي بالتالي إلي زيادة عجز الموازنة العامة للدولة في الوقت الذي يؤكد فيه وزير التموين في تصريحات مستفزة أن كله تمام وأن "الدنيا زي الفل" علي حد قوله!! وقد جاءت تصريحات هاني قدري وزير المالية لتصفع وزير التموين حيث أكد "قدري" أن الميزانية المخصصة لوزارة التموين لدعم الخبز قد تم صرفها خلال ال6 شهور الماضية رغم انها مخصصة لمدة عام بالكامل وتبلغ حوالي 22 مليار جنيه مما يزيد المخاوف من فشل موسم توريد القمح المحلي الذي يبدأ بعد حوالي 10 أيام خاصة أن الوزارة تطالب بسرعة اعتماد حوالي 6 مليارات جنيه لشراء القمح المحلي لضمان الحصول علي حوالي 3 ملايين و700 ألف طن قمح محلي!! تسببت شركات بطاقات التموين الذكية "سمارت افيت فرست داتا" في تخريب منظومة الخبز الجديدة وتعريضها للانهيار التام حالياً بعد أن تجاوزت عن سرقة أموال الدعم وقامت بتحويل مليارات الجنيهات إلي حسابات أصحاب المخابز بدون وجه حق وهو ما دعا حفظي صادق إلياس وكيل وزارة التموين بالجيزة إلي التقدم بمذكرة عاجلة للدكتور خالد حنفي وزير التموين يدعون فيها إلي إلغاء التعاقد مع شركة تطبيقات الكروت الذكية "سمارت/ فرع الجيزة" لتعدد سقوط النظام عدة مرات.. وعدم تقدير مسئولي الشركة عما تسببه والتعامل البطئ لحل مشاكل أصحاب المخابز في أعطال الماكينات وبطاقات المواطنين بالاضافة إلي عدم تواجد مندوبيها بالإدارات وإغلاق تليفوناتهم عند حدوث أي مشكلة بالنظام لعدم دراية معظمهم بحل المشاكل كشف "حفظي" في مذكرته عن استمرار حدوث سقوط نظام تشغيل ماكينة صرف الخبز لمخابز الجيزة بنسبة 75% في معظم أنحاء المحافظة. كما أنه ترتب عليه إيقاف معظم البطاقات الذكية لدي مواطنين بنسبة كبيرة مما أدي إلي تجمهر العديد من أصحاب المخابز لدي مقر الشركة بشارع جاردينيا بالهرم مشيراً إلي أنه قام بالاتصال بجميع المسئولين بفرع الشركة بالجيزة للوقوف علي مدي المشكلة وسرعة حلها إلا أنهم قاموا جميعاً بإغلاق تليفوناتهم بل قاموا باستدعاء الشرطة لتفريق أصحاب المخابز والمواطنين ثم قاموا بغلق المقر مما أثار حفيظة أصحاب المخابز والمواطنين الذين قاموا بالحضور إلي مقر مديرية تموين الجيزة والتعدي باللفظ والقول علي العاملين بها!! الغريب أن شركات البطاقات الذكية تحصل علي حوالي 50 مليون جنيه شهرياً مقابل إصدار الكروت الذكية وصيانتها إلا أنها استوردت ماكينات صينية رخيصة رغم التنبيه عليها باستيراد ماكينات ألمانية وكانت النتيجة أعطال بالجملة!! يكشف مسئول بإحدي هذه الشركات رفض ذكر اسمه أنه كان المفروض علي هذه الشركات إعداد قاعدة بيانات مركزية للمشروع تشمل بيانات الأسرة المصرية والخدمات التي تؤدي لها من خبز وسلع تموين وغاز وغيرها بالاضافة إلي قاعدة بيانات التجار المعتمدين علي مستوي الجمهورية وقاعدة بيانات المخابز المسموح لها بالتعامل مع المشروع أو النظام إلا أن الذي حدث أنهم قاموا بإعداد قاعدة بيانات تموينية ل 16 محافظة فقط ومنحوها لشركة سمارت لإدارتها بمعرفتها.. كما قاموا بإعداد قاعدة بيانات منفصلة لأربع محافظات تديرها شركة أفيت هي إسكندرية ومطروح والبحيرة والقليوبية و9 محافظات منفصلة تديرها شركة أمريكية "فرست داتا" هي القاهرةالجيزة 6 أكتوبر الغربيةكفر الشيخ والفيوم والمنيا وأسيوط والوادي الجديد والباقي لشركة سمارت وبذلك قسموا قاعدة البيانات وأيضا لم يعملوا قاعدة بيانات أسرة وتجار ومخابز مركزية للتحكم وهذا ما أدي في النهاية إلي إهدار مليارات الدعم بسبب التصميم الخاطئ. أكد علي ضرورة الإسراع بالإعداد لقاعدة بيانات مركزية للأسرة وخدماتها والتجار والمخابز لتحكم الدولة في إدارتها ومنع التلاعب. ويكشف صاحب مخبز ببولاق أن البطاقات الذكية تم إعدادها ليتم استخدامها مرة واحدة في الشهر لصرف السلع التموينية إلا أنها عندما تم تطبيق منظومة الخبز الجديدة أصبح يتم استخدامها كل يوم لصرف الخبز مما أدي إلي الأعطال المتزايدة وتوقفها عن العمل حيث يذهب المواطن إلي مكتب التموين ليشكوا من عدم صرف الخبز فيقال له: أعمل بدل تالف!! وهذا الأمر يستمر ما بين شهرين إلي 4 شهور يتوقف فيها عن صرف الخبز والسلع التموينية!! ويقول عبدالرحمن محمد مهندس زراعي إن مكتب تموين حدائق القبة طلب منه تنشيط البطاقة وإرسال حوالة بريدية بعشر جنيهات وبالفعل أرسل الحوالة إلا أن البطاقة لم تعمل فقال له رئيس المكتب: اذهب إلي مركز شباب حدائق القبة وأكدوا علي ضرورة الذهاب بعد صلاة الفجر لشدة الزحام هناك وذهبت بالفعل ولكنني عدت بعد تنشيط البطاقة لاكتشف أن البطاقة لا تعمل!! فساد ونهب.. في شركة المصريين للتوزيع صرفوا ملايين الجنيهات لإنشاء منافذ.. والنتيجة صفر الأكشاك بدون خبز.. و5 آلاف موظف بدون عمل حقيقي شركة المصريين للتوزيع والخدمات تأسست في عهد الوزير الأسبق د.علي المصيلحي منذ حوالي 8 سنوات بهدف فصل إنتاج الخبز عن التوزيع.. حيث تم إقامة أكشاك بجوار المخابز في جميع أنحاء القاهرة الكبري وتكلف المشروع ملايين الجنيهات.. حيث كان الكشك الواحد يتكلف 40 ألف جنيه رغم أن تكلفته الحقيقية لا يمكن أن تزيد علي 5 آلاف جنيه بأي حال من الأحوال! وبدأت الأكشاك دورها في استلام الخبز المنتج من المخابز وبيعه للمواطنين بسعر 5 قروش للرغيف وذلك بهدف التصدي لتهريب الدقيق من المخابز لبيعه في السوق السوداء بأسعار مضاعفة!! ونتيجة حالة الفوضي تم تعيين أكثر من 5 آلاف موظف بالشركة معظمهم بدون عمل حقيقي كما تم تعيين العديد من القيادات بالشركة يتقاضون مرتبات خالية ولا يقدمون عملاً حقيقياً.. ووصلت ميزانية الأجور بالشركة إلي أرقام فلكية! وعندما تولي د.خالد حنفي منصبه كوزير للتموين لم يعر أي اهتمام بهذه الشركة وبدأ علي الفور تنفيذ منظومة الخبز التي كان قد وضعها د.علي المصيلحي.. وبدلاً من أن ينفذها بشكل تدريجي.. أصر علي تنفيذها بجميع المحافظات خلال أقل من عام ودون دراسة المشاكل التي يمكن أن تحدث نتيجة التسرع في التنفيذ ودون تدريب أصحاب المخابز والبقالين علي التعامل مع البطاقات الذكية..! ولم يعد لشركة المصريين للتوزيع والخدمات أي دور بعد أن أصبح صاحب المخبز هو الذي يقوم ببيع الخبز عن طريق الماكينات الذكية وأغلق العديد من الأكشاك أبوابها.. وحذرت قيادات الشركة من انهيارها بسبب تجاهل الوزير لها.. مما دفع الوزارة لمحاولة إرضاء قيادات الشركة وقررت تسليم ماكينات ذكية للعاملين بالأكشاك.. رغم وجود خبز بهذه الشركات.. وكانت النتيجة مشاركة العاملين بهذه الأكشاك لأصحاب المخابز في ضرب البطاقات والتلاعب بالماكينات وتحقيق مكاسب بآلاف الجنيهات يومياً من أموال الدعم!!