ما كل هذا الحب الذي أحاط بمصر في افتتاح مؤتمر شرم الشيخ الاقتصادي؟ ما كل هذا الوفاء والعرفان لدورها من الأشقاء العرب والأفارقة؟ ما كل هذه الألفة التي تجمع بين شعوب هذه الدول والشعب المصري بقياداته علي مر العصور؟ ما كل هذا الإيمان بقدرة مصر علي النهوض من كبوتها وقيادة المنطقة إلي الاستقرار من جديد؟ ما كل هذا السخاء الذي أبداه أشقاؤنا العرب والأجانب للوقوف بجانب بلدنا في محنته؟ ما كل هذا الحب والتقدير الذي يحمله الرئيس عبدالفتاح السيسي لأبناء شعبه ولأشقائه العرب والأفارقة؟ وفي المقابل.. ما كل هذا الحقد والتوتر اللذين بديا علي وجهي جون كيري وزير الخارجية الأمريكي وكريستين لاجارد مديرة صندوق النقد الدولي أثناء إلقاء كلمات الرؤساء وقادة الوفود؟ لم تخل لقطة أثناء عرض جلسة الافتتاح من حركات وتعبيرات باليدين والوجه والساقين لكل من هذين الشخصين تعبر عن المفاجأة والصدمة التي لقياها من حجم المساعدات والمنح التي أعلنها القادة العرب ومندوبوهم أثناء إلقاء كلماتهم. ومقدار الامتنان والتقدير من الأشقاء العرب والأفارقة لمصر وعودتها إلي أحضانهم بعد أن فارقتهم بفعل فاعل. إن ما حدث في أول أيام المؤتمر الاقتصادي رفع الروح المعنوية للمصريين إلي عنان السماء وجعلنا نثق في أن الغد سيكون أفضل إن شاء الله. وأن عجلة البناء بدأت الدوران. وأن الخير قادم بمشيئة الله. وأن مصر سوف تستعيد ريادتها في المنطقة اقتصاديا وسياسيا واجتماعيا وثقافيا ورياضيا بعد أن استعادت مكانتها وريادتها العسكرية في المنطقة. إذا كان ما سوف تستقبله مصر من استثمارات عربية وأجنبية بعد هذا المؤتمر يتجاوز مائتي مليار دولار إذا أضفنا المائة وخمسين مليار دولار المستثمرة في العاصمة الإدارية الجديدة فماذا ينتظر رجال الأعمال المصريون لكي يستثمروا أموالهم ويضخوا المزيد منها في مشروعات جديدة تفتح باب الأمل أمام شباب مصر صانع المستقبل؟ وماذا ينتظرون بعد صدور قانون الاستثمار الجديد الذي أزال كل العقبات في طريق المستثمرين المصريين والعرب والأجانب؟ الآن أصبح الطريق ممهدًا لاختراق مجالات جديدة للاستثمار سواء في مشروعات تنمية محور قناة السويس أو العاصمة الإدارية الجديدة أو الطاقة الجديدة والمتجددة وتوليد الكهرباء والتنقيب عن البترول والغاز والبنية التحتية والطرق وصناعات الحديد والملابس والأغذية والمزارع السمكية والدواجن واللحوم والحبوب وغيرها. كل هذا الخير الذي ظهرت ملامحه في اليوم الأول من المؤتمر الاقتصادي يؤكد اننا سائرون علي الطريق الصحيح وأن الله سبحانه وتعالي يقف معنا ويؤيدنا بنصره. وأنه لن يترك مصر تسقط علي أيدي أعدائها مادام فيها هذا الرئيس وهذا الشعب ومادام يؤازرها هؤلاء الأشقاء الأوفياء رغم أنف الحاقدين.