مبدئيا لست رجل دين حتي أفتي لحضرتك في مسألة النقاب وان كنت اعلم انه لا يوجد نص في القرآن الكريم أو في السنة النبوية المطهرة يدعو إلي النقاب واعلم كذلك ان النقاب يفسد حتي طواف المرأة حول الكعبة. واللاتي يطفن بالنقاب يكفرن عن ذلك بتقديم الهدي. ذبيحة يعني. دعك من معلوماتي ودعك من الفتوي واستفت قلبك وشغل عقلك واطرح علي نفسك الاسئلة وحاول البحث عن اجابات.. أكيد ليست كل منتقبة ارهابية أو رجلا متخفيا أو واحدة مشيها بطال وتداري نفسها في النقاب اعرف منتقبات غاية في الاحترام والطهر والإنسانية. عائلتي نفسها فيها منتقبات. لكن الأمر لا يخلو طبعا من منتقبات ارهابيات أو سيئات السمعة فكيف نفرز هذه من تلك وكلهن "مقطوعية واحدة"؟ الأخت المنتقبة بجد يعني تري ان كل شيء فيها عورة. خلاص تتفضل تقعد في بيتها. تخدم راجلها وتربي عيالها تربية صالحة واكيد ربنا سبحانه وتعالي سيكافئها علي هذا الدور المهم. سيقول أخ متشدد كيف تنادون بالحريات وتنكرون علي المنتقبة حريتها في اختيار الزي الذي تعتقد ان دينها أمرها به؟ وبغض النظر عن ان دينها أمرها به أو لم يأمرها فإن النقاب تحديدا ليس حرية شخصية ولا حاجة بل هو مصادرة علي حرية الآخرين في التعرف علي الكائن الذي يتعاملون معه. خذ عندك مثلا سيدة منتقبة تعمل بالتدريس لأطفال صغار. أليس من حق هؤلاء الأبرياء ان يشعروا بالأمان مع معلمتهم؟ بعض الأطفال يصابون بالرعب من منظر النقاب. أليس من حقهم ان يشاهدوا ردود افعالها وتعبيرات وجهها عندما يتعاملون معها؟ ونفس الأمر ينطبق علي الطبيبة والموظفة والطالبة وأي سيدة عاملة. هل تنكر حضرتك انك تشاهد منتقبات يتسولن في المترو ووسائل المواصلات الأخري والشوارع مستغلات هذا الزي في كسب تعاطف الناس مع انهن مجرد عضوات في عصابات متخصصة في التسول وابتزاز الناس بل والانحراف الأخلاقي بكل ما يعنيه. هل لم تصادفك يوما منتقبة في شارع جامعة الدول العربية وتعرض نفسها عليك وتحدد الفيزيتة وتغريك بعمل خصم خاص؟ ليست كل من ارتدت النقاب هي ستنا مريم العذراء.. وإذا كانت المنتقبات يغرن علي دينهن حقا فعليهن خلع النقاب فورا ومن حقهن ان يرتدين الخمار أو الحجاب أو ما يردن ذلك ان الأمر اختلط علينا ولم نعد نعرف الملتزمة من الصايعة من الإرهابية. النقاب - مرة عاشرة - ليس حرية شخصية ولا حاجة وبالتالي فإن حظره علي الأقل بالنسبة للطالبات والسيدات العاملات مطلوب الآن وفورا وبدون تردد واللي مش عاجبه يخبط دماغه في الحيط. علي الدولة ان تتحلي بالشجاعة الكافية وتكف عن نفاقها ورعبها من التيارات المتشددة والمزايدين ونشطاء السبوبة واشكالهم. ربما يري البعض ان الوقت غير مناسب لقرار خطير مثل هذا لكن ظني أننا لم نكن في حاجة إلي مثل هذا القرار في أي وقت أكثر من احتياجنا إليه الآن تحديدا.. من حقنا ان نعرف مع من نتعامل.. واللي مش عايزة تتعامل تقعد في بيتها. إذا كان حظر النقاب مصادرة للحريات فأنا مع مصادرتها وكفانا نفاقا ورعبا من كائنات تثير الخوف والرعب في نفوسنا وتجلب الكآبة والهم والغم.. واحنا اللي فينا مكفينا أصلا!