* يسأل أحمد عادل من الجيزة: جلست بين أصحابي فوجدتهم يغتابون زميلا لي ويصفونه بأوصاف غير لائقة. فماذا أفعل هل التزم الصمت. أم أبدي رأيي في كلامهم وأوضح لهم الخطيئة التي وقعوا فيها؟ ** يجيب الشيخ كمال خضيري عبدالغفار -إمام وخطيب مسجد عمر بن عبدالعزيز بالاسكندرية- يقول: الغيبة هي أن تذكر أخاك بما يكره. وهي من الكبائر وعظائم المنكرات. وهي في حرمتها كأكل لحم الميت. قال الله تعالي: "يا أيها الذين آمنوا اجتنبوا كثيرة من الظن إن بعض الظن إثم ولا تجسسوا ولا يغتب بعضكم بعضاً أيحب أحدكم أن يأكل لحم أخيه ميتاً فكرهتموه واتقوا الله إن الله تواب رحيم" "12" سورة الحجرات.. ووجه الشبه أن الإنسان يتألم قلبه من قرض عرضه كما يتألم بدنه من قطع لحمه لأكله. بل أبلغ لأن عرض العاقل عنده أشرف من لحمه ودمه. وكما لا يحسن من العاقل أكل لحوم الناس لا يحسن منه قرض عرضهم بالطريق الأولي. قال صلي الله عليه وسلم في خطبة الوداع: "إن دماءكم وأموالكم وأعراضكم عليكم حرام كحرمة يومكم هذا في شهركم هذا في بلدكم هذا. ألا بلغت" وأيضا: "كل المسلم علي المسلم حرام دمه وماله وعرضه" وعند البزار بسند قوي: "من أربي الربا استطالة المرء في عرض أخيه" إلي غير ذلك من النصوص التي تؤكد حرمة الغيبة". وحي بالعاقل ألا ينطق إلا بخير ولا يذكر أخاه ولا يفرط في ضياع حسناته وبسبب غيبته لأخيه قال قتادة: ذكر لنا أن عذاب القبر ثلاث أثلاث: ثلث من الغيبة. وثلث من البول. وثلث من النميمة" وكان الحسن يقول: "ابن آدم إنك لن تبلغ حقيقة الإيمان حتي لا تعيب علي الناس بعيب هو فيه. وحتي تبدأ بصلاح ذلك العيب فتصلحه من نفسك. فإذا فعلت ذلك كان شفاؤك في خاصة نفسك. وأحب العباد إلي الله من كان هكذا وقال بعضهم: أدركنا السلف الصالح وهم لا يرون العبادة في الصوم ولا في الصلاة. ولكن في الكف عن أعراض الناس" وسمع علي بن الحسين رضي الله عنهما رجلاً يغتاب آخر فقال: "إياك والغيبة فإنها أدام كلام الناس" وقال عمر رضي الله عنه: "عليكم بذكر الله فغنه شفاء. وإياكم وذكر الناس فإنه داء". * تسأل أمل سعيد من الجيزة: أقسمت بالله ثلاثا ألا أكلم إحدي صديقاتي ثم اضطررت للكلام معها .. فهل تلزمني كفارة.. وهل يجوز استبدال الطعام نقودا.. أم لا؟! ** يجيب: من حلف علي شيء ورأي غيره خيراً منه فعليه أن يفعل الخير ويكفر عن يمينه. والكفارة إطعام عشرة مساكين من أوسط الطعام. ويمكن أن يكون الطعام بالنقود ويوزع علي عشرة مساكين بالتساوي. فإن لم يستطع فصيام ثلاثة أيام متفرقات أو متتابعات. وعلي كل مسلم أن يحافظ علي إيمانه ولا يقسم إلا عند الضرورة حتي لا يندم بعد فوات الأوان.