يعود النجم الكبير فاروق الفيشاوي لعالم السينما مرة أخري وذلك بعد غياب دام أكثر من 6 سنوات كاملة. حيث يعرض له حالياً فيلم "القط" ويشاركه في البطولة الفنان عمرو واكد. وهو من اخراج إبراهيم بطوط. فيلم "القط" تم عرضه في مهرجان أبو ظبي السينمائي العام الماضي. ولاقي نجاحاً كبيراً هناك. سواء علي المستوي النقدي أو المستوي الجماهيري. حيث حصل علي العديد من الاثناءات. تحدثت "المساء" مع النجم فاروق الفيشاوي وحاورته حول طول فترة غيابه عن السينما. وعن سر انجذابه لفيلم "القط". بالإضافة لسؤاله عن الدراما الرمضانية لهذا العام. * ما سبب غيابك ست سنوات عن السينما؟ ** للأسف هذا الغياب ليس بسببي. ولكن ما كان يعرض عليِ لم يناسب أن أشارك فيه. وأنا فنان سينمائي لا أستطيع أن أقدر علي هذا الغياب وكنت انتظر فيلما مثل "القط" لأشارك فيه. وبالفعل وجدته ووافقت عليه لأنني أعرف القائمين عليه وأثق فيهم. كما أن السينما تعتبر الذاكرة الواعية والمتصلة والدائمة والتي لها علاقة قوية مع الجمهور. * ما سر انجذابك لفيلم "القط"؟ ** لأنني أردت أن أشارك في فيلم حقيقي. وبالفعل عندما وجدت "القط" رأيت فيه الصناعة الجيدة سواء من الكتابة للاخراج والأبطال المشاركين معي وحتي الانتاج. فجميعهم يحبون السينما ويخلصون لها. ويعتبرونها حياتهم منذ دخولهم فيها. * كيف وجدت التعامل مع المخرج إبراهيم بطوط؟ ** أنا أحترم المخرج أياً كان عمره. وحينما نبدأ التصوير فهو رب العمل. نحن تناقشنا في تفاصيل "القط" كثيراً قبل بداية التصوير. لذلك سلمت له نفسي لأنني أثق في قدراته. فهو لديه رؤية سينمائية ناضجة جداً ولا تعتمد علي السينما التقليدية التي نشاهدها. انتقادات * هل مشاهد العنف الزائدة في الفيلم كانت سبباً بأن يعرض ل"الكبار فقط"؟ ** العنف يتواجد في الشوارع المصرية بأكملها. ومصطلح ل"الكبار فقط" ليس لوجود المشاهد الخطيرة في الفيلم ولكن لأن القضية نفسها تحتاج لجمهور واع ويفهمها بشكل صحيح. وذلك يرجع لصعوبة "القط" وعلي الجمهور قراءة ما بين السطور لتقييمه وفهمه. * ما تعليقك علي من يصف الفيلم بأنه فيلم مهرجانات؟ ** أي فيلم يستطيع أن يعرض في مهرجانات أو لا. لأن الفيلم بقيمته التي يخرج بها المشاهد. وأنا يهمني أن يخرج من يشاهد فيلمي بأن يفكر فيما رأه. هذا ما احتاجه كممثل. لأنني أري أن أي فيلم أياً كان نوعه "أكشن. رومانسي. دراما.. وغيرهم".. يجب أن يكون حقيقياً وبه وسائل واقعية. ويجعل المشاهد يفكر في أحداثه وليس يطلقني كممثل في الهواء. * ما رأيك بمن يصنف فيلم "القط" بأنه ينتمي إلي السينما المستقلة؟ ** لست مع هذا الانتماء لأن الفيلم يضم مجموعة منتجين لديهم باع كبير سينمائياً كما أن مخرج الفيلم لديه تجارب عديدة قبل ذلك وتم عرضها علي الجمهور. والسينما المستقلة أمامها فترة كبيرة حتي تصل للجمهور العادي فهي مازالت "متوقفة". وأنا الأصل لدي في السينما هي تعرضها للجمهور وتقديمه علي التجربة سواء بالسلب أو الايجاب. يوم للستات * وبالنسبة لفيلم "يوم للستات" مع الفنانة إلهام شاهين.. كيف تري التجربة فيه؟ ** هذا الفيلم مليء الشخصيات الحقيقية الموجودة بالواقع. وأتوقع أن الجمهور عندما يشاهده سيجد جميع أطياف الشعب المصري بداخله. لأنه فيلم يعبر عن المجتمع المصري بكل تفاصيله. * برأيك كيف نعود بالسينما المصرية إلي الريادة مرة أخري؟ ** حتي تنجح السينما وتعود من أزمتها الحقيقية يجب أن تعود الي "الرواية" والتي من خلالها نستطيع تقديم فيلم جيد يصل للجمهور. ولدينا أكثر من دليل علي نجاح تجربة الرواية وآخرهم فيلم "الفيل الأرزق". * هل هناك رواية معينة تتمني تقديمها سينمائياً؟ ** نعم هناك أكثر من رواية ستعمل علي نقل السينما المصرية الي مكانة كبيرة جداً والتي يريدها جميع المهتمين بالسينما. وأنا أتمني بالفعل تجسيد رواية "مولانا". * ما المعيار الذي تختار علي أساسه أدوارك؟ ** "الموضوع" هو الأساس بالنسبة لي. ونقل الفكرة الي سيناريو مكتوب خصيصاً للسينما. لأن الفكرة الموضوعات هي الكوبري الذي نستطيع من خلاله أن نعبر مستوي الانحدار والتفاهة التي وصلت اليها السينما في بعض الفترات. ابن المسرح * ماذا عن مسرحية "السلطان الحائر"؟ ** كان من المفترض أن يتم تقديمها في افتتاح المسرح القومي. ولكن للأسف تم تأجيلها هذه الفترة. * نري مدي حماسك للعودة الي المسرح بالرغم من الكبوة الحادثة فيه؟ ** أنا ابن المسرح منذ نشأتي. بداية من مسرح المدرسة ومسرح الجامعة وحتي مسرح المحترفين. وأتمني أن أقف علي خشبة المسرح بالرغم من كل شيء. الإعلانات ودراما رمضان * هل سنشاهدك في دراما رمضان القادم؟ ** بالرغم من أنني ابن رمضان وقدمت أعمالاً عديدة تم عرضها فيه مثل "بابا عبدة" و"الحاوي" و"ليلة القبض علي فاطمة".. وغيرها ولكن الآن أفضل أن أعمالي لا تذاع في شهر رمضان. نظراً للعدد الهائل من المسلسلات الذي تعرض في هذا الشهر. والتي تصيب الجمهور ب"التخمة". * هل بالفعل كان من المقرر مشاركتك لمسلسل "الزعيم" في رمضان؟ ** الي الآن لم يحصل اتفاقيات بيننا. لذلك لا أستطيع أن أعلق. * إذاً هل توافق علي فتح موسم جديد بخلاف موسم رمضان؟ ** بالتأكيد يجب ولابد من حدوث ذلك. فكان قديماً الموسم ممتد من أول يناير وحتي آخر ديسمبر وتصوير المسلسلات يتم علي مدار العام ويتم عرضها بطريقة مريحة للجمهور. لدرجة أن الشوارع نجدها خالية في مواعيد العروض. ولكن ما يحدث الآن يضر بالدراما بشكل كبير. * ولماذا اختفت هذه الظاهرة منذ فترة وأصبح التركيز علي رمضان فقط؟ ** بسبب الإعلانات. فمثلاً المعلن يحب أن يعرض منتجه في وقت به كثافة مشاهدة. ويظن أن هذه الكثافة تحدث في رمضان. وهذا غير صحيح لأن العمل الجيد هو الذي يجذب المعلن والمشاهد. الاعتماد علي الموهبة * وبنظرتك لجيل الشباب القادم.. من تتوسم فيه تحقيق نجاحات قادمة؟ ** رد ضاحكاً: أحمد الفيشاوي فهو من الفنانين الشباب الموهوبين بموهبة حقيقية. فعندما اشترك في أول عمل له مع الراحلة فاتن حمامة في فيلم "وجه القمر" لم تكن تعرف أنه ابني إلا بالصدفة وانزعجت كثيراً لأنني لم أخبرها. وهذا لأنني أري أن التمثيل ليس فيه "واسطة" وإنما يعتمد علي الموهبة ومساعدة الحظ. * ولكنك كنت تدعمه؟ ** بالتأكيد دعمته في البداية ولكنه أصبح الآن لا يحتاج لأي دعم. لأنه يعرف طريقه وما يريد. لذلك نجده متأنياً جداً في اختياراته ويركز علي الموضوعات المؤثرة. * هل يعود إليك أثناء اختيار الأدوار التي يقوم بها؟ ** أحياناً وليس دائماً وأنا لدي ثقة في اختياراته وأكون سعيداً جداً عندما لا يعود لي. لأنني أحب أن أشاهد أعماله كأي متفرج عادي وانتقده أو أمدحه وذلك بعد مشاهدتي لأعماله. أحب الأدوار * من بين أعمالك السينمائية ما أكثر دور أحببته؟ ** هناك أدوار كثيرة قمت بها ولكن يأتي في المرتبة الأولي الأفلام التي قمت بانتاجها مثل "مشوار عمر" و"استغاثة من العالم الآخر". فهذه الأفلام أعتز بها جداً. * هل ندمت علي أي عمل من أعمالك؟ ** بالتأكيد هناك أعمال لم أكن راضياً عنها عند تنفيذها ولن استطيع أن أقولها. ولكن ما استطيع توضيحه أنها كانت اختياراتي ولم أنفذها تحت أي ضغط. وأنا أري أنني مع كل عمل أتعلم شيئاً جديداً يفيدني في حساباتي حتي لا أكرر الأخطاء.