بعد غياب 7 سنوات عاد الفيشاوى للظهور مجددا على شاشة السينما من خلال فيلم «القط» الذى بدأ عرضه منذ أيام قليلة بدور العرض السينمائية والذى لاقى هجوماً ومشاكل رقابية بسبب كثرة المشاهد الدموية والجنسية به مما استدعى لتصنيفه «للكبار فقط» مما آثار غضب اغلب ابطاله. كما يستعد الفيشاوى لخوض تجربة سينمائية ثانية من خلال فيلم «يوم للستات» وعن مشاريعه الدرامية وأسباب غيابه وعودته للسينما تحدث الفيشاوى: ■ فى البداية ما سبب تغيبك لمدة 7 سنوات؟ عرض على العديد من الأعمال المميزة التى أكن كل الاحترام لاصحابها ولكنى لم أجد فى الادوار المعروضة ما يستفزنى لخوض تجربة جديدة تعيدنى للسينما بشكل مختلف لم أقدمه من قبل. لذلك فضلت الاكتفاء بالأعمال الدرامية لحين وجود عمل جيد. ■ ما الذى جذبك للعودة بفيلم «القط»؟ الفيلم سيناريو مكتوب جيدًا وفكرته جديدة ومتميزة غير أن القائمين عليه يعدون من أفضل شباب السينما المصرية وشغلهم الحقيقى هو الرقى بالسينما والارتقاء بمستوى الفيلم المصري. وفكرة الفيلم تدور حول تجارة الأعضاء وارى انها فكرة جيدة لطرحها حاليا. ■ لكن موضوع تجارة الأعضاء ليس جديداً على السينما المصرية؟ السينما المصرية تناولت هذا الامر من جوانب بسيطة لكن هذا العمل يتوغل داخل هذه التجارة ومخابئها.. كما أن السينما العالمية تناولت هذا الامر بشكل اكثر تفصيلا ومن أبرز الأفلام التى قدمت حول هذه القصة فيلم «كوما» الذى تم تقديمه منذ سنوات عن الموت الإكلينيكى ونقل الأعضاء البشرية والتبرع وغيرها.. ولكن ما نتعرض له فى أحداث الفيلم هو سرقة الأعضاء وكل انواع السرقة التى يمر بها مجتمعنا ونتمنى ان نوصل فكرة الفيلم بمنع السرقة سواء كانت سرقة اعضاء أو أموال أو «عقول». ■ دورك كان يحمل جانبى الخير والشر.. فمن تمثل منهم؟ فكرة الحيادية والغموض فى دورى كانت مقصودة فيجب على المتفرج أن يفهم فى النهاية معنى الخيط الرفيع جدا الذى يفصل بين الخير والشر والفساد والنقاء. ■ هل كنت ترمز بدورك لأحد لشخصيات من الواقع؟ لا أستطيع الإجابة على هذا السؤال فهؤء الاشخاص متواجدون في الواقع واترك الحكم للجمهور فكل شخص سوف يضع لنفسه تصوراً معيناً للشخص الذى أقدمه. ■ كيف كان عملك مع فريق الفيلم من المخرج إبراهيم بطوط وعمرو واكد؟ كلهم كانوا رائعين ومتفهمين لعملهم بشكل جيد.. فهم مجموعة كبيرة وتعاملت معهم ليكبر مشروع فيلمنا.. وعمرو واكد أعتبره ابنى وتلميذى النجيب، وأنا من متابعى البطوط بشكل كبير منذ أول أفلامه «عين شمس» وهذه هى المرة الأولى التى اقدم فيها عملا معه وأرى أنه مخرج لديه رؤية سينمائية ناضجة جدًا ولا تعتمد على الرؤية المتواجدة على الساحة الآن من بداية ووسط ونهاية فنحن نخلق حالة سينمائية معينة ليتم دمج القصة بها. ■ كيف تقيم تجربتك فى السينما المستقلة؟ هى ليست سينما مستقلة فهو فيلم ينتمى للنوعية التجارية البحتة والفيلم يعرض فى دور السينمات المختلفة.. وفى رأيى السينما المستقلة امامها وقت كبير لكى تصل للناس بمفاهيمها وأصل نجاح الفيلم هو الوصول للجمهور سواء بالسلب أو الايجاب، ولازالت السينما المستقلة حتى هذا الوقت مقوقعة. وليس معنى ان البطوط بدأ بهذه النوعية من الأفلام ان هذا الفيلم ينتمى لها بل على العكس فهو ليس مستقلا لأن مخرجه له خبرات سينمائية كثيرة وكذلك ابطاله وشركة الانتاج ايضا خاضت تجارب تجارية عديدة. ■ هل تصنيف الفيلم «للكبار فقط» جاء بسبب كثرة المشاهد الجنسية ؟ لا يوجد بالفيلم ما يسىء للآداب العامة أو الأخلاقيات وإلا كان سيتم حذفه ولا أدرى لماذا الاعتراض على فكرة هذا التصنيف فأنا أؤيد قرار الرقابة بشكل كامل لأن الفيلم صعب على الأطفال الصغار فهو فيلم به دينمايكية معينة لا يستطيع الطفل الصغير استيعابها وفهم الأحداث بشكل طبيعى.. فالفيلم من الأساس موجه لعقلية الكبار ولا يوجد ضرر عليه من التصنيفات. ■ وما ردك على انتقاد مشاهد العنف الدموى بالفيلم؟ لا يوجد به عنف زائد عن الواقع فنحن نعيش يوميا حوادث إرهاب وعنف وإراقة دماء فهو ينقل الواقع وليس بعيدا عنا. والعمل لا توجد به مشاهد غير موظفة مع القصة، والاهم من النظر للمشاهد هو التركيز فى فكرة الفيلم والتوصل لحل اللغز والهدف والرسالة منها، ويجب ان يتم توجيه الفيلم للكبار فقط حتى يستطيعوا تقييمه وفهمه. ■ وماذا عن فيلم «يوم للستات»؟ انتهيت مؤخرا من تصوير مشاهده بعد تأجيل دام لسنوات ولكنى سعيد بهذه التجربة واعتقد انها ستحقق نجاحا كبيرا فى السينما لا يقل عن نجاح «القط». ■ وما الذى جذبك لهذا الفيلم؟ الفيلم ملىء بالشخصيات الحقيقية التى نراها حولنا في المجتمع.. فهو واقعى لابعد حد حتى انك عندما ستشاهده سوف تشعر أن شخصية فلان تشبه أحداً تعرفه وفلانة لسيدة تراها باستمرار وغيرها من الشخصيات المنقولة عن الواقع الشعبى المصرى.. فحالة الواقعية كانت اكثر ما جذبنى لسيناريو الفيلم. ■ فى رأيك ما الذى يعيد السينما لرونقها من جديد؟ يجب على السينمائيين أن يعودوا للموضوعات الجادة خاصة الرواية المصرية والذى يمكن من خلالها تقديم فيلم جيد يجذب الجماهير له واكبر دليل نجاح «الفيل الازرق» والكثير من الروايات التى يتم الاعداد لتقديمها مثل «اوضتين وصالة» وغيرها. ■ هل هناك دور معين تريد تقديمه بالسينما؟ نعم أردت تقديم رواية «مولانا» لإبراهيم عيسى فأنا من المعجبين بهذه الرواية وأعتقد أن تحويلها لفيلم سيكون مادة فنية ثرية. ■ وما سبب تأجيل مسرحية «السلطان الحائر» التى كنت تستعد لتحضيرها؟ انشغال اغلب ابطالها فى الأعمال الدرامية والتصوير السينمائى ولكنى متمسك جدا بتقديمها ولازال المشروع قائما مع الفنانة ليلى علوي.. ليكون التعاون المسرحى الثانى بيننا بعد مسرحية «البرنسيسة». وانتظر تفرغ الابطال للبدء فورا فى بروفاتها. ■ ما سبب ابتعادك عن خشبة المسرح كل هذا الوقت؟ أنا ممثل مسرحى وابن المسرح من الأساس فموهبتى بدأت على المسرح المدرسى ثم الجامعى وقدمت أعمالا مسرحية اعتبرها الأعظم فى تاريخى. ولذلك لا يبعدنى عن المسرح سوى عدم وجود نص جيد ولكنى طوال الوقت اشتاق للعمل به وفور تواجد النص وافقت وسعدت بعودتى له.