طلب أعضاء جمعية بناة السد العالي بأسوان زيارة مشروع قناة السويس الجديدة وقالوا انها سد آخر تبنيه الإرادة المصرية وأنهم تطلعوا للمشاركة في أعمال الحفر لولا ظروف السن. تظل ذكريات إنشاء السد العالي خالدة وحاضرة في قلوب وعقول بناة السد العالي بأسوان علي الرغم من مرور نحو 55 عاماً علي وضع حجر الأساس لهذا المشروع القومي العملاق في التاسع من يناير عام .1960 ويؤكد بناة السد العالي أنهم مازالوا يحفظون عن ظهر قلب مراحل إنشاء السد العالي لحظة بلحظة لأنه كان يمثل لهم الحلم الجميل الذي كانوا يسعون لتحقيقه من أجل وطنهم وتحت قيادة جمال عبدالناصر الذي عشقوه بقدر عشقهم لمصر ومازالوا يحتفظون بصوره ضمن متعلقاتهم الشخصية حتي الآن. ويعتبرون السيسي امتداداً للزعيم عبدالناصر في جرأته واتخاذ القرارات. يقول محمد أحمد حارث كبير فنيين بالمعاش واحد بناة السد العالي بأسوان انه كان طالبا في المدرسة الصناعية بمحافظة سوهاج وتم تكليفه للعمل في السد العالي عام 1963 وفقا لقرار الرئيس جمال عبدالناصر بتكليف جميع طلاب الميكانيكا والسيارات بالمدارس الصناعية علي مستوي الجمهورية للعمل في مشروع السد العالي وقتها بإجمالي 750 خريجا علي مستوي الجمهورية حيث كان بكل محافظة مدرسة ثانوية واحدة في ذلك الوقت. أوضح أنه كان يعمل في قسم التركيبات الميكانيكية الذي يقوم بإنتاج حديد التسليح الخاص بالسد العالي وكان يعمل برفقة ثلاثة من الخبراء الروس حتي اكتسب خبرة كبيرة في سنوات قليلة لدرجة أنه تم الاستغناء عن هؤلاء الخبراء الروس عقب نكسة 1967 وتمت الاستعانة به هو وزملاؤه المصريون فقط لإدارة هذا القسم. أضاف أن العاملين في السد العالي كانوا يتفانون في العمل لدرجة أنهم كانوا يستمرون عقب مواعيد العمل الرسمية لانجاز بعض الاصلاحات في الماكينات بدون علم رؤسائهم حتي لا يتوقف أو يتعطل العمل وبدون ابتغاء أي مكافأة أو بدلات مادية لدرجة أن العاملين كانوا يضعون نتيجة مكتوباً فيها عدد الأيام المتبقية علي إنجاز المشروع وهكذا من أجل شحذ الهمم والحرص علي إتمام المرحلة الأولي من بناء السد العالي وتحويل مجري النيل في الموعد المقرر مسبقاً. أشار "حارث" إلي أنه كان من هواة التصوير الفوتوغرافي لدرجة أنه اشتري كاميرا تصوير بأول مرتب يحصل عليه في عمله بالسد العالي والذي كان يبلغ 16 جنيها. ثم قام بشراء جهاز تحميض لهذه الصور حتي أصبح منزله يشبه الاستوديو لدرجة أنه قام بتصوير جميع مراحل إنشاء السد العالي بهذه الكاميرا الفوتوغرافية وكان يهدي زملاءه في العمل الصور بدون مقابل. مازال يحتفظ بألبومات نادرة لمراحل إنشاء السد العالي حتي الآن وبجوارها صور للرئيس الراحل جمال عبدالناصر الذي يعشقه بلا حدود. أكد محمد حارث أنه يأمل أن ينفذ شباب مصر حاليا مشروعات قومية جديدة أسوة بما فعله بناة السيد العالي في فترة الستينيات خاصة في ظل وجود الرئيس عبدالفتاح السيسي رئيس الجمهورية الذي يحمل نفس كاريزما "عبدالناصر" ويجب أن نلتف حوله جميعا من أجل نهضة مصر. أضاف جابر عبدالحفيظ كبير فنيين بدرجة مدير عام بالمعاش وأحد بناة السد العالي أنه كان يدرس في المدرسة الصناعية بقنا. وفي السنة الثالثة من الدبلوم تم نقله هو زملاؤه لاستكمال الدراسة في العمل بمدينة أسوان تمهيداً للعمل في مشروع السد العالي قسم التركيبات الميكانيكية. أوضح أن جميع العاملين في السد العالي كانوا لا يلتزمون بوقت معين للعمل ولا ينظرون إلي الساعة ليعرفوا متي ستنتهي الوردية. وكانت هناك روح من السعادة والود تسود بين جميع العاملين في هذا المشروع القومي. وكنا نشعر بفرحة غامرة نتيجة الزيارات المتكررة للرئيس عبدالناصر لموقع العمل والذي كان يأتي في كثير من الأحيان بزي العمال العاديين وبدون أي مراسم. مضيفاً أن العمل في السد العالي شهد الكثير من التضحيات ويذكر أنه رأي قطار السكة الحديد وهو يدهس قدم أحد زملائه ويدعي أحمد عطا أثناء الذهاب إلي العمل وتوفي متأثراً بنزيف. ولكن كانت هذه الحوادث لا تؤثر علي سير العمل بل كانت تزيد العاملين عزيمة وإصراراً علي تحقيق حلم بناء السد العالي. أضاف أحمد النوبي الأمين العام المساعد لفرع جمعية بناة السد العالي بأسوان أنه تم افتتاح هذا الفرع علي هامش الاحتفالات بالذكري 55 لوضع حجر الأساس للسد العالي تكريماً لبناة السد العالي الذين أفنوا عمرهم وشبابهم من أجل رفعة مصر ونهضتها. وأوضح أن مجلس إدارة الجمعية وافق علي أن ينضم كل العاملين في الهيئة العامة للسد العالي وخزان أسوان وبشركات الكهرباء إلي عضوية هذه الجمعية حتي يحدث نوع من التواصل بين بناة السد العالي وبين الاجيال الجديدة. وسوف تقوم الجمعية بتسهيل إجراءات حصول بناة السد العالي علي المعاش الاستثنائي الخاص بكل من حصل منهم علي وسام أو نوط من الرئيس الراحل جمال عبدالناصر بواقع 200 جنيه شهرياً. وطالب بتوفير الدعم المادي والمالي لفرع الجمعية بأسوان لأنها تحتاج إلي الكثير من التجهيزات والامكانيات لكي تقدم خدماتها كما يجب لبناة السد العالي.