«فيتو الرئيس».. ورسائل جولة الإعادة    الجامعات تستعد لامتحانات نصف العام الدراسي.. العاصمة: تكليف إدارة التكافل الاجتماعي بتقديم الدعم اللازم للطلاب.. القاهرة تحدد مواصفات الاختبارات.. ومحظورات على الممتحنين داخل اللجان    تنفيذ الصرف الصحى بأبو الريش بأسوان بتكلفة 975 مليون جنيه    دمياط تشهد حركة ملاحية وتجارية حيوية    جامعة قناة السويس ترسخ دورها المجتمعي بتدريب نوعي لمعلمي الكبار بالإسماعيلية    أردوغان يعرب عن أمله في مناقشة خطة السلام بين أوكرانيا وروسيا مع ترامب بعد لقائه بوتين    «القاهرة الإخبارية»: منخفض جوي يٌغرق غزة.. تدمير 27 ألف خيمة وتضرر ربع مليون نازح    مصدر بالزمالك: صفقة حامد حمدان في طريقها للحسم بدعم رجل أعمال    فليك يعلن قائمة برشلونة للقاء أوساسونا بالدوري الإسباني    أزمة منتخب طولان فرصة لإعادة البناء    زوج يتهم زوجته بالاستيلاء على ثروته بعد تركها مسكن الزوجية في الهرم    تجديد حبس المتهم بالتعدي على مدرس بالإسماعيلية 15 يوما    الحكم على 6 متهمين بخلية المرج الإرهابية 9 فبراير    مأساة في قرية الدير شرق أسنا جنوب الأقصر.. انهيار منزل يؤدي إلى وفاة أم وطفليها وإصابة آخرين    وزير السياحة: استرداد 30 ألف قطعة أثرية خلال ال 10 سنوات الماضية    حين تصبح المرأة رمزًا وقيادة:    محافظ الغربية يهنئ أبناء المحافظة الفائزين فى الدورة 32 للمسابقة العالمية للقرآن    رئيس الوزراء يتفقد مشروع إنشاء مستشفى التأمين الصحي الشامل بالعاصمة الجديدة    محافظ أسيوط يفتتح المؤتمر السنوي الثالث لمستشفى الإيمان العام بنادي الاطباء    الأمين العام للأمم المتحدة: نقدر التزام الحكومة العراقية بالمضي قدمًا في خطط التنمية    الصحف العالمية اليوم: مطاردة من القبر.. صور جديدة من تركة ابستين تقلق الكبار وأولهم ترامب.. ستارمر يستعد لاختيار سفير جديد لواشنطن وسط توتر العلاقات مع ترامب.. والإنفلونزا والإضرابات تهددان قطاع الصحة البريطانى    فيديو.. الأرصاد: عودة لسقوط الأمطار بشكل مؤثر على المناطق الساحلية غدا    ضبط 121 ألف مخالفة متنوعة في حملات لتحقيق الانضباط المروري خلال 24 ساعة    تموين الفيوم يضبط محطتين تموين سيارات يتلاعبان في المعيار الخاص بطلمبة سولار    أسعار الفاكهة والخضراوات اليوم السبت 13-12-2025 بأسواق أسيوط    رئيس التعاون الإفريقى: زيارة الوفد المصرى لأنجولا خطوة لتعميق الشراكات الصناعية    غدا.. إزاحة الستار عن تمثال الملك أمنحتب الثالث في كوم الحيتان بعد 3 آلاف عام من الدفن    النقابة العامة للأطباء تعقد اجتماعًا موسعًا لمناقشة تطبيق قانون المسؤولية الطبية الجديد    إخلاء سبيل والدة المتهم بالاعتداء على معلم ب"مقص" في الإسماعيلية    طلعات جوية أميركية مكثفة فوق ساحل فنزويلا    روتين صباحي صحي يعزز المناعة مع برودة الطقس    العرجاوي: الغرفة التجارية بالإسكندرية تبحث مع الجمارك و"إم تي إس" ميكنة التصدير    إبراهيم حسن يشيد بإمكانات مركز المنتخبات الوطنية.. ومعسكر مثالي للاعبين    صحة دمياط تضرب بقوة في الريف، قافلة طبية شاملة تخدم 1100 مواطن بكفور الغاب مجانا    التنمية المحلية: انطلاق الأسبوع التدريسي ال 19 بمركز سقارة غدًا    الأهلي يواجه الجيش الرواندي في نصف نهائي بطولة إفريقيا لكرة السلة للسيدات    الأعلى للثقافة: الكشف الأثرى الأخير يفتح ملف عبادة الشمس ويعزز القيمة العالمية لجبانة منف    قبل انطلاقه.. النعماني يستقبل نجوم لجنة تحكيم "تياترو الجامعة" سامح حسين ولقاء سويدان    مهرجان القاهرة للفيلم القصير يعلن قائمة محكمي مسابقات دورته السابعة    لخدمة الشباب والنشء.. رئيس الوزراء يؤكد دعم الدولة للمشروعات الثقافية وتنمية الوعي بالمحافظات    أمانة المراكز الطبية المتخصصة تكرّم إدارة الصيدلة بمستشفى الشيخ زايد التخصصي    القضاء الإداري يؤجل نظر طعن هدير عبد الرازق على نص «القيم الأسرية»    "عربية النواب": اتصال السيسي وماكرون يعكس التوافق حول حتمية حل الدولتين    «أسرتي قوتي».. المجلس القومي لذوي الإعاقة يطلق برامج شاملة لدعم الأسر    استشهاد فلسطيني برصاص الاحتلال الإسرائيلي في جباليا    مواعيد مباريات السبت 13 ديسمبر - بيراميدز ضد فلامنجو.. وليفربول يواجه برايتون    وزيرة التضامن الاجتماعي تلتقي رئيس الطائفة الإنجيلية ووفد من التحالف الوطني للعمل الأهلي التنموي    البيت الأبيض بعد نشر صور جديدة من تركة إبستين: خدعة من الديمقراطيين    إدراج معهد بحوث الإلكترونيات ضمن لائحة منظمة الألكسو لمراكز التميز العربية    وزير الرياضة يطلق نصف ماراثون الأهرامات 2025    الخدمة هنا كويسة؟.. رئيس الوزراء يسأل سيدة عن خدمات مركز طحانوب الطبى    تشويه الأجنة وضعف العظام.. 5 مخاطر كارثية تسببها مشروبات الدايت الغازية    اسعار الذهب اليوم السبت 13ديسمبر 2025 فى محال الصاغه بالمنيا    مواقيت الصلاه اليوم السبت 13ديسمبر 2025 فى المنيا.....اعرف مواعيد صلاتك بدقه    المستشار حامد شعبان سليم يكتب عن : ولازالت مصطبة عم السيد شاهدة ?!    بيراميدز يتحدى فلامنجو البرازيلي على كأس التحدي    "يا ولاد صلّوا على النبي".. عم صلاح يوزّع البلّيلة مجانًا كل جمعة أمام الشجرة الباكية بمقام الشيخ نصر الدين بقنا    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم السبت 13-12-2025 في محافظة قنا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



بالفيديو.. بُناة السد العالى يروون لحظات الكفاح فى الذكرى55 للمشروع: لم نحلم بالمشاركة فى صناعة التاريخ.. وهمة "السيسى" فى حفر القناة تذكرنا ب"عبد الناصر".. ولو أردنا بناءه اليوم لكلفنا 18 مليار جنيه
نشر في اليوم السابع يوم 15 - 01 - 2015

"لم نتوقع منذ أن كنا صغارًا بأن نصبح من بُناة أكبر مشروع قومى فى مصر خلال الخمسة وخمسين عامًا الماضية".
بهذه الكلمات بدأ مجموعة من بُناة السد العالى المصريين فى الحديث ل"اليوم السابع" عن قصة كفاح عاشوها خلال فترة بناء السد العالى بداية من 9 يناير 1960 وحتى 16 مايو عام 1964، وللحديث أيضًا عن أسعد أيام كما وصفوها مرت عليهم فى زمن الزعيم والرئيس الرحل الأسبق جمال عبد الناصر.
قصص الكفاح والعمل..
الحاج "جابر عبد الحفيظ محمود" 70 سنة، أحد بُناة السد العالى، وكان يعمل رئيس مجموعة لتجهيز الخامات اللازمة لعمل الفرم، أشار إلى أنه قدم من محافظة قنا إلى محافظة أسوان فى عام 1963 بعد اختياره ضمن ألف طالب حاصلين على الثانوية الصناعية على مستوى الجمهورية وقتها، وقال "كنا نعمل فى موقع التركيبات الروسية فى أكثر من 20 مجموعة، نستيقظ من الخامسة فجرًا ونعود لمنازلنا بعد الخامسة عصرًا، ونشعر فى نهاية يوم العمل بالسد العالى بأسعد لحظات الفخر التى لم نكن نحلم يومًا أن ننال شرف المشاركة فى بناء المشروع القومى العملاق.
وأضاف الحاج جابر، كان يومنا يبدأ باستقلال القطار المتجه إلى السد العالى شرق، حيث لا تتوافر وسائل النقل أو الأتوبيسات بأعداد كبيرة آنذاك، وعينت رئيسًا لإحدى مجموعات التشغيل، وكان المهندسون السُوفيت يعاملوننا بأفضل المعاملات، وكانوا يحبون المخلص فى عمله، وكانوا ينظمون مسابقات شهرية لاختيار أفضل عامل ورئيس مجموعة، والفائز يحصل على مكافآت مادية رمزية، ويحظى بالتقاط الصور التذكارية فى موقع البناء مع رؤساء العمل والخبراء الروس.
وأشار إلى أن العديد من زملائهم أصيبوا فى العمل، وكان أحد أصدقائه قد أصيب ببتر ليديه الاثنين، وتم نقله إلى مستشفى مستعمرة السد العالى التابعة للقوات المسلحة وقتها، مشددًا على أن هذه الحوادث تدفعنا إلى بذل مزيد من الجهد والعطاء للخروج بهذا المشروع القومى الذى يبنيه المصريون أنفسهم، مشيرًا إلى أنه بالرغم من مشقة الجهد المبذول وكثرة عدد ساعات العمل إلا أن ذلك يدفعنا إلى عدم مهابة الموقف ونتحدى الزمن بأن نكون من بُناة السد العالى.
تشجيع عبد الناصر لبُناة السد وتفقده موقع العمل ليلاً..
أضاف "حسين الدردير عمر" من بُناة السد العالى، أن الرئيس الراحل جمال عبد الناصر كان يفاجئنا أثناء ساعات العمل، بتفقد موقع بناء السد، وكانت هناك أوقات متأخرة من الليل كان يطوف بين العمال والمهندسين بقليل من الحرس، و"يطبطب على أكتافنا ويقول شدوا حيلكوا يا رجالة"، بالعمل فى السد العالى كان يمثل بالنسبة للزعيم الراحل لحظات فارقة فى تاريخ مصر الحديث.
واستكمل الدردير حديثه قائلًا "من أسعد اللحظات التى مرت علينا هو يوم تحويل مجرى نهر النيل فى 16 مايو عام 1964، وكنا نتسابق فى موقع العمل من الجهتين الشرقية والغربية لنهر النيل أثناء عملية ردم المجرى القديم وقبل تفجير المجرى الجديد، حتى يكون أحدهم أول إنسان عبر على جسم السد، وتحول شكل الصخور إلى غمامة من العمال الذين تسابقوا لنيل هذا الشرف العظيم، مضيفًا أنه عقب تحويل مجرى النيل تم تمهيد الطريق ليعبر موكب الرؤساء والملوك من شرق النيل إلى الغرب فى يوم مشهود للغاية، لأنه كان يعكس مدى قدرة المصريين على تحدى الصعاب.
الاحتفال بتحويل مجرى النيل..
أوضح "عبده محمود يوسف" من بُناة السد العالى، أن يوم تحويل مجرى النيل هو تكليل لجهود العاملين الذين شاركوا فى بناء السد العالى، حيث نظمت احتفالية ضخمة لأضواء المدينة، وأحياها مشاهير الفنانين والمطربين ومن بينهم العندليب عبد الحليم حافظ والفنانة شادية، وكانت الاحتفالية على مدار يومين، وكان اليوم الأول مخصص للعائلات والثانى مخصص للشباب وغير المتزوجين، مضيفًا أن هيئة السد العالى كانت توزع العديد من الهدايا على العاملين فى السنوات الأولى لذكرى تحويل السد العالى مثل اللحوم والألبان والأقمشة ابتهاجا ببناء السد العالى، وتم تصميم نموذج يوضح مراحل إنشاء السد العالى، ولكنه مغلق حاليًا أمام الزوار وكان يتردد عليه جمع زوار السد، وتم إغلاقه بدون أسباب فى السنوات الماضية".
وقال "إن الرئيس جمال عبد الناصر منح العاملين فى مشروع السد العالى العديد من الأنواط والميداليات والشهادات بمناسبة مشاركتهم فى بناء السد العالى وإنجاز المرحلة الأولى من السد العالى ومازال العاملون فى المشروع محتفظين بهذه الشهادات والميداليات حتى اليوم".
همة السيسى وروح عبد الناصر..
أكد "أبو الوفا محمد أبو زيد" من بُناة السد العالى أن: "الرئيس عبد الفتاح السيسى كثيرًا ما يعيد إلى أذهاننا روح الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، وذلك بسبب همته فى العمل المتواصل ورغبته الطموحة فى نهضة مصر منذ توليه مسئولية البلاد فى عام 2014، مشيرًا إلى أن همة الرئيس السيسى وحرصه على مشروع قناة السويس الجديدة يعيد إلى أذهاننا روح الزعيم جمال عبد الناصر، فهو يشبهه تمامًا".
وذكر "عبد الغنى حامد محمود" 68 سنة، أحد بُناة السد العالى، أن بُناة السد ينظمون رحلات جماعية لعدد منهم إلى القاهرة، لزيارة ضريح الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، وقال عبد الغنى "هناك بكيت عند صورته بعد أن رأيت فيه هرمًا رابعًا لأهرامات مصر".
رسالة إلى الرئيس عبد الفتاح السيسى..
وجه "صالح أحمد صالح، ومحمد عبد اللطيف، وعلى ترك محمد، وعز عبد السلام، وشوقى على، ونجيب حنا" من بُناة السد العالى، إلى الرئيس عبد الفتاح السيسى، رسالة حب، ودعوة له بالتوفيق فى عمله، ودوام الصحة، ونصرته على الإرهاب، مؤكدين بأنهم والشعب المصرى أجمع، يقفون خلفه لمحاربة أعداء الوطن.
قصة بناء السد وتحدى البنك الدولى..
يروى "أحمد النوبى" 60 سنة، فنى هيدروليكى أثناء بناء السد العالى، عن قصة بناء السد العالى قائلًا "بعد ثورة 23 يوليو وخروج مصر من نفق الظلام فكر الزعيم الراحل جمال عبد الناصر فى بناء مشروع قومى لنهضة مصر الحديثة وقتها، وجاء فى مقدمة تلك المشاريع مشروع بناء السد العالى، والذى يعد إنجازًا تاريخيًا لتحقيق تنمية زراعية واستقرار اقتصادى، من خلال توفير مياه الفيضان التى كانت تلقى دون التمكن من استعمالها، لزيادة الرقعة الزراعية المحدودة، بالإضافة إلى تفادى الجفاف وتوليد الطاقة الكهربائية لاستخدامها فى التصنيع الوطنى وتطوير البلد من وطن زراعى إلى بلد صناعى".
وجاء التكليف للخبراء الألمان بإعداد الدراسات عن المشروع وظهرت من الدراسة مشكلة التمويل لضخامتها، ولكن إصرار مصر على بناء السد العالى، لم يثنيها عن محاولة التوصل إلى حل، ولجأت مصر إلى الولايات المتحدة الأمريكية، وإنجلترا، والبنك الدولى، الذى أقر تمويل مشروع بناء السد فى سنة 1955 ، وتقدمت كل من إنجلترا وأمريكا فى عام 1955 بعروض جزئية للمشاركة فى تمويل قروض مشروع بناء السد العالى تبلغ فى جملتها 130 مليون دولار، واشترط لهذه المعونة موافقة البنك الدولى على تقديم قرضه لمصر البالغ 200 مليون دولار.
شروط البنك الدولى التعجيزية..
أشار النوبى، إلى أنه فى نوفمبر عام 1955 سافر الدكتور عبد المنعم القيسونى وزير المالية إلى واشنطن ليبدأ وقتها المفاوضات مع رئيس البنك الدولى يوجين بلاك، ومع ممثلى الحكومة الأمريكية والبريطانية من أجل المساهمة فى تمويل المشروع، وواصلت مصر مفاوضاتها مع البنك الدولى، حتى أعلن البنك الدولى يوم 17 ديسمبر 1955 بأنه سيقوم بتمويل مشروع بناء السد العلى مشتركا مع إنجلترا وأمريكا، وأن البنك سيقوم بدفع نصف العملات الصعبة بينما تقوم حكومتا لندن وواشنطن بدفع النصف الآخر، إلا أن الولايات المتحدة وانجلترا وضعت شروط تعجيزية من أجل تمويل مشروع بناء السد كان أبرزها أن تتعهد مصر بعدم إبرام أى اتفاقات مالية أو الحصول على أى قروض دون موافقة البنك الدولى، وأحقية البنك الدولى فى مراجعة ميزانية مصر، ومراجعة ميزانية مصر حتى لا يحدث تضخم، وأن تتعهد مصر بتركيز تنميتها على مشروع السد العالى فقط، وتخصيص ثلث دخلها لمدة عشر سنوات لهذا الغرض، واستبعاد الكتلة الشرقية كلية من المشروع، وأن تجرى عقود الإنشاء على أساس المنافسة.
رفض شروط أمريكا وإنجلترا والتفكير فى بناء السد..
قال النوبى، "كان من الطبيعى أن ترفض مصر هذه الشروط لأنها تؤدى إلى سيطرة الغرب على اقتصاد مصر، ثم تنتهى بالإطاحة باستقلالها كما حدث لمصر فى عهد الخديوى إسماعيل نتيجة لحفر وبناء قناة السويس، وهذا يعنى أن يعيد التاريخ نفسه مرة أخرى وهو وضع ترفضه الثورة، ورغم ذلك الرفض لم تتخلى مصر عن هدفها فى ضرورة بناء السد العالى لضرورته الاقتصادية".
وبدأ التفكير فى تنفيذ مشروع السد العالى بواسطة المهندس اليونانى المصرى دانينيوس فى نهاية عام 1952، وبدأ التنفيذ الفعلى للمشروع فى 9 يناير 1960، وانتهت المرحلة الأولى فى منتصف مايو 1964 بتحويل مياه النهر إلى قناة التحويل، وفى منتصف أكتوبر 1967 ارتفع جسم السد إلى 172 مترا، وانطلقت الشرارة الأولى من محطة كهرباء السد العالى فى 9 يناير 1969 بتشغيل 3 توربينات، وفى يوليو 1970 اكتمل المشروع بتشغيل 12 توربين.
"لو أردنا بناء السد العالى اليوم لكلفنا 18 مليار جنيه"..
أوضح أحمد النوبى، أن تكلفة بناء السد العالى بلغت حوالى 400 مليون جنيه، مضيفًا أننا لو أردنا بناء السد العالى اليوم سيتكلف 18 مليار جنيه، موضحًا أن السد بنى من رخام الجرانيت والرمال والطمى تتوسطه طبقة صماء من الطين الأسوانى، ويغلق السد مجرى النهر فى مسيرة حوالى 7 كم إلى الجنوب من سد أسوان القديم، ويحول المياه إلى مجرى جديد عبارة عن قناة مكشوفة تتوسطها 6 أنفاق متصلة فى نهايتها بمحطة كهرباء مزودة ب12 وحدة، وسعة بحيرة ناصر 164 مليار متر مكعب منها 30 مليار متر مكعب لاستيعاب الطمى بعد استمراره فى الترسب لعدة قرون و 37 مليار متر مكعب لمواجهة الفيضانات العالية، و97 مليار متر مكعب تمثل السعة التخزينية الحية للخزان، التى تضمن تصرف سنوى ثابت مقداره 84 مليار متر مكعب يخص مصر منها 55,5 مليار ويخص السودان 18,5 مليار والباقى 10 مليار مقدر أنه يفقد من حوض الخزان بالبخر والتسرب.
مواصفات السد العالى..
وعن مواصفات السد يوضح أحمد النوبى، أن عرض مجرى النهر عند موقع السد 520 مترا، وطول السد عند القمة 3820 مترا، وأقصى ارتفاع للسد 111 مترا، وعرض قاعدة السد 980 مترا، وعرض الطريق فوق السد 40 مترا، بينما الطول الكلى لمجرى التحويل 1950 مترا، وطول القناة الأمامية المكشوفة 1150 مترا، وطول الأنفاق شاملا محطة الكهرباء 315 مترا، وطول القناة الخلفية المكشوفة 485 مترا، وطول النفق 282 مترا، وعدد الأنفاق 6، وأقصى تصرف يمكن تمريره بمجرى التحويل 11000 متر مكعب / ثانية، والقطر الداخلى للنفق 15 مترا.
أهمية السد العالى..
شرح "أحمد النوبى"، أن أهمية بناء السد العالى تكمن فى أن نهر النيل هو المصدر الرئيسى للمياه فى مصر، وقد أدرك المصريون أهمية النيل منذ أقدم العصور، فأقيمت مشروعات التخزين السنوى مثل خزان أسوان وخزان جبل الأولياء على النيل للتحكم فى إيراد النهر المتغير، كما أقيمت القناطر على النيل لتنظيم الرى على أحباس النهر المختلفة، إلا أن التخزين السنوى لم يكن إلا علاجا جزئيا لضبط النيل والسيطرة عليه، فإيراد النهر يختلف اختلافا كبيرا من عام إلى آخر، إذ قد يصل إلى نحو 151 مليار متر مكعب أو يهبط إلى 42 مليار متر مكعب سنويا، وقال "هذا التفاوت الكبير من عام لآخر يجعل الاعتماد على التخزين السنوى أمرا بالغ الخطورة، حيث يمكن أن يعرض الأراضى الزراعية للبوار وذلك فى السنوات ذات الإيراد المنخفض، ولذلك اتجه التفكير إلى إنشاء سد ضخم على النيل لتخزين المياه فى السنوات ذات الإيراد العالى لاستخدامها فى السنوات ذات الإيراد المنخفض".
واستطرد، بأنه تم اختيار موقع السد العالى فى مكانه الحالى جنوب خزان أسوان، بمسافة 5و6 كيلو مترات، وذلك لضيق مجرى النيل نسبيا فى هذا الموقع، وبعد دراسات وأبحاث عالمية عديدة تم تصميم السد العالى، بحيث يكون من النوع الركامى ومزود بنواة صماء من الطفلة وستارة رأسية قاطعة للمياه، ومنسوب قاع السد 85 مترا، ومنسوب قمة السد 196 مترا، وطول السد عند القمة 3830 مترا، وطول السد بالمجرى الرئيسى للنيل 520 مترا، وعرض قاعدة السد 980 مترا، وعرض السد عند القمة 40 مترا، وعمق ستارة الحقن الرأسية 170 مترا.
ومن الفوائد الاقتصادية التى حققها السد العالى منذ إنشائه وحتى اليوم، هو زيادة نصيب مصر من مياه النيل حيث أصبح 5و55 مليار متر مكعب سنوياً، وزيادة مساحة الرقعة الزراعية فى مصر بحوالى 2و1 مليون فدان، وتحويل 970 ألف فدان من نظام الرى الحوضى إلى نظام الرى الدائم مما زاد من إنتاجية الفدان، والتوسع فى زراعة الأرز إلى 700 ألف فدان سنويا، وتوليد طاقة كهربائية جديدة تصل إلى 10 مليارات كيلو وات سنويا، استغلت فى إنارة القرى والمدن وأغراض التوسع الصناعى والزراعى، ووقاية البلاد من أخطار الجفاف فى السنوات العجاف مثل ما حدث فى الفترة من عام 1979 إلى عام 1987، بالإضافة إلى وقاية البلاد من أخطار الفيضانات العالية مثل الفيضان المدمر الذى حدث عام 1964 والفيضان الأكثر خطورة الذى حدث عام 1975.
السد العالى يتفوق على 122 مشروعًا عملاقًا فى العالم..
وصدر تقرير عن الهيئة الدولية للسدود والشركات الكبرى وقيم السد العالى فى الصدارة فى كافة المشروعات، وقال إن السد العالى تجاوز ما عداه فى المشروعات الهندسية المعمارية واختارته الهيئة الدولية كأعظم مشروع هندسى شيد فى القرن العشرين، متحديًا المشروعات العملاقة الأخرى مثل مطار "شك لاب كوك" فى هونج كونج، ونفق المانش الذى يربط بين بريطانيا وفرنسا.
وأكد التقرير الدولى أن السد العالى تفوق على 122 مشروعًا عملاقًا فى العالم، لما حققه من فوائد عادت على الجنس البشرى.
جمعية بُناة السد العالى بمحافظة أسوان..
مؤخرًا احتفل بُناة السد العالى، بتأسيس جمعية بناة السد العالى بمحافظة أسوان، بعد أن وافق الدكتور محمد شاكر، وزير الكهرباء، على تخصيص مقر لفرع جمعية بناة السد العالى فى نادى الكهرباء والسد العالى بمنطقة كيما جنوب مدينة أسوان.
وصرح أحمد النوبى، الأمين العام المساعد لجمعية بناة السد العالى بأسوان، بأنه تم تشكيل مجلس إدارة مؤقت للجمعية عقب موافقة وزير الكهرباء على تخصيص المقر فى نادى (الكهرباء)، بكيما والمشهور باسم نادى (الروس).
وأضاف فى تصريحات خاصة ل"اليوم السابع"، أنه تم البدء فى تحرير استمارات عضوية لهذه الجمعية من بناة السد العالى، وذلك تقديرا لجهودهم فى انجاز هذا المشروع القومى العملاق خلال فترة الستينيات من القرن الماضى، مشيراً إلى أن أعضاء الجمعية سيشاركون فى الاحتفال بذكرى إنشاء السد العالى يوم 15 يناير الحالى، والذى يتضمن إيقاد الشعلة أمام رمز الصداقة المصرية الروسية وتقديم بعض العروض الفنية، مشيرا إلى أن مجلس إدارة جمعية بناة السد العالى بأسوان يرأسه بشكل مؤقت المهندس محمد فرج الله، وبعضوية المهندس محمد محمود نجار، والمهندسة آمال ثابت كرمى، وشكرى عبد الخالق، ومصطفى بركات، وسامية عباس راشد.
صورة حديثة للسد العالى
محطات الكهرباء بالسد العالى حاليًا
جسم السد العالى
الحاج جابر عبد الحفيظ وهو يمسك بصورة من ذكريات بناء السد
صحفى اليوم السابع أثناء حديثه مع بُناة السد العالى
الحاج حسين الدردير أحد بُناة السد العالى
الحاج أبو الوفا محمد أبو زيد أحد بُناة السد العالى
بناة السد العالى أثناء الاحفتال بتأسيس الجمعية
الرئيس الراحل جمال عبد الناصر يلقى التحية لعمال السد
عبد الناصر يتفقد موقع العمل بالسد العالى
لحظة ضغط زر تحويل مجرى مياه النيل أمام السد
صورة أرشيفية لعاملين أمام موقع العمل فى السد العالى
صورة أرشيفية لأعمال البناء بجسم السد العالى
زيارة الرئيس جمال عبد الناصر ورئيس الوزراء السوفيتى للسد
صورة أرشيفية توضح العمل فى مشروع السد العالى
العمال فى ورشة الميكانيكا
العمال فى أنفاق السد العالى
صور تذكارية لبُناة السد العالى
بُناة السد يلتقطون الصور التذكارية مع رؤساء العمل تقديرًا لجهدهم
بُناة السد العالى
داخل إحدى الورش بجسم السد العالى وقتها
غلاف نوط الشرف الممنوح لبُناة السد العالى
إهداء الرئيس عبد الناصر لبُناة السد العالى أثناء الانتهاء من العمل
نوط شرفى لأحد بناة السد العالى
مانشيتات الصحف وقتها
الحاج جابر عبد الحفيظ وصورة تذكارية وقت بناء السد
موضوعات متعلقة:
أسوان تحتفل اليوم بعيدها بإيقاد شعلة الصداقة المصرية الروسية بالسد العالى


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.