أصبح ركوب المواصلات العامة رحلة عذاب يومية لأبناء الاسكندرية بعد أن تحول الميكروباص أشهر وسائل النقل الجماعي إلي امبراطورية خاصة وعالم مستقل. بينما أرجع السائقون أسباب رفع الأجرة إلي ارتفاع تكلفة المعيشة والصيانة وقطع الغيار إضافة إلي سوء حال الطرق والازدحام الشديد. كما دخلت "التوناية" سبق الفوضي والبلطجة مع الميكروباص بالرغم من ترخيصها كملاكي وفي جانب من أبرز المناطق التي تتجسد فيها أزمة المواصلات التقت "المساء" بعدد من الركاب بمنطقة المنشية حيث الأعداد الغفيرة من الموظفين المنتظرين في ساحة الطريق في انتظار سائق ميكروباص يمتلك جزءاً من ضمير ينقلهم في رحلة العودة قال محمود محمد حسن موظف بمحكمة المنشية والذي ظهرت عليه علامات الضيق والاستياء الميكروباص تحوول إلي رحلة عذاب يومية خاصة في لحظات الذروة حيث موعد الخروج وعودة الموظفين من أعمالهم والطلبة من مدارسهم وأشار إلي أن هذه الأزمة ليست بفعل الزحام فقط ولكن بسبب ياب الرقابة مما جعل أبناء المحافظة تحت رحمة السائقين الذين استغلوا احتياجات المواطنين فضاعفوا الأجرة وامتنعوا عن ركوب المواطنين من أبناء المناطق البعيدة كي يتمكن من تحميل وتفريغ السيارة أكثر من مرة عند تقطيع المسافات. بينما طالب محمد فاروق المحامي بالموافقة علي تحويل "التوناية" إلي أجرة لاستفادة الدولة منها ضريبياً وإخضاعها للقوانين المنظمة لخط سير السيارات الأجرة مشدداً علي أن الحكومة تتبع سياسة النعام ودفن الرأس في الرمال. قال فاروق سائقي هذه السيارات يتفقون مع الركاب في حال قيام أي كمين باعتراضهم بأنهم أفراد العائلة مما يصعب علي ضباط المرور اتخاذ موقف ضدهم. أشار محمد إسماعيل صاحب شركة استيراد وتصدير ومقيم بسيدي بشر إنه عند تجوله في المناطق المتطرفة بالمدينة يشعر وكأنه في بللد آخر لا يخضع لولاية القوانين المصرية حيث الميكروباصات المتهالكة التي تنتهك مقاعدها آدمية البشر بخلاف أنها لا تحمل لوحات معدنية تبين هويتها بالإضافة إلي السائقين الذين يتبادلون شرب سيجارة الحشيش والتخميس فيها أمام الركاب الغلابة ونووه إسماعيل إلي أن أبرز تلك المواقف تقع في منطقة خورشيد والعوايد وكرموز والعجمي والورديان وطالب بضرورة خضوع تلك الأماكن لرقابة صارمة من قبل أجهزة الأمن والجهاز التنفيذي وعدم تركها لضعاف النفوس.