تحولت السيارة الأجرة الصغيرة الملقبة ب "التوناية" بين السائقين إلي كارثة مرورية في شوارع الاسكندرية لعدة أسباب أبرزها أنها تعمل في مجال الأجرة رغم رخصته الملاكي مما يفوت علي الدولة الحصول علي ضرائب من خلالها بخلاف قيام السائقين برفع سعر الأجرة بشكل يثير غضب واستياء الركاب في بعض الأحيان ولم يستطع الركاب الاعتراض بسبب مملكة البلطجية التي تحمي السائقين والسيارات وتحصل علي إتاوة مقابل تلك الحماية. وهناك مخاطر تسببها التوناية أكبر من الضرائب وسعر الأجرة والتي تهدد حياة الركاب وأهمها تناول كثير من سائقي هذه السيارات لعقار الترامادول مما يؤثر علي قواهم العقلية أثناء قيادة السيارات مما يؤدي إلي حوادث تؤدي بحياة مئات الركاب سنوياً وفقاً لعدد من الاحصائيات والأدهي من ذلك ان هؤلاء السائقين يقومون بترويج هذا العقار المخدر والحشيش بين الركاب لتحقيق ربح اضافي بخلاف يومية قيادة السيارة مما يزيد من رقعة المدمنين في المناطق التي تنتشر فيها التوناية. المثير للدهشة أنه رغم هذه الكوارث بأن المسئولين كثيراً ما يتجنبون التعامل مع هؤلاء السائقين واتخاذ مواقف قانونية ضدهم بسبب البلطجية الذين قاموا بالاعتداء علي عدد من ضباط المرور في أعقاب ثورة 25 يناير. ويرجع انتشار التوناية بشكل يفوق سعة الشوارع في بعض المناطق مثل العجمي وأبوسليمان وأبيس وخورشيد والرأس السوداء إلي رخص سعرها مقارنة بتحقيق ربح يومي يتجاوز 150 جنيهاً حيث يتراوح أسعارها من 30 إلي 75 ألف جنيه حسب حالتها كما أنها تباع بالتقسيط في أغلب الأحيان عن طريق البنوك مما يسهل عملية شرائها. كما تنتشر التوناية عن غيرها من أنواع السيارات بسبب قيام المصريين في الخارج باستثمار أموالهم في مصر عن طريق شراء هذه السيارات التي تحقق ربحاًشهرياً يصل لنحو 5 آلاف جنيه. طالب محمد فاروق محام بتحويل هذه السيارات إلي أجرة لاستفادة الدولة منها ضريبياً ولخضوعها للقوانين المنظمة لخط سير السيارات الأجرة مشدداً علي أن الحكومة تتبع سياسة النعام ودفن الرأس في التراب فلا تسمح بتحويلها إلي سيارة أجرة وفي نفس الوقت لا تستطيع منعها كسيارة أجرة. أضاف: سائقو هذه السيارات يتفقون مع الركاب في حال قيام أي كمين باعتراضهم بأنهم أفراد العائلة مما يصعب علي ضباط المرور اتخاذ مواقف ضدهم حيث لا يوجد قانون يمنع ركوب الأقارب والأصحاب والمعارف في السيارات الملاكي. ويكشف إيهاب محمد عطية من قاطني منطقة العجمي عن كوارث أخري ل "التوناية" مؤكداً أن هذا النوع من السيارات يستخدم في خطف الفتيات والتعدي عليهم جنسياً وقال تعرضت احدي الفتيات لحادث خطف واغتصاب من خلال احدي التونيات التي كانت تستقلها عقب أدائها الامتحان وقام الأهالي بتحريرها والتعدي علي السائق الذي كان يقع تحت تأثير المخدرات. بينما يؤكد عبدالله محمود أحد سكان منطقة كرموز أن التونيات يتم استخدامها في الإتجار بالمخدرات علي حد قوله مثل مخدر الترامادول والحشيش والبانجو خاصة أنها تستطيع اختراق الشوارع الضيقة والوصول إلي أوكار المخدرات مثل مناطق جبل ناعسة والضاهرية والدراع البحري مشدداً علي أن سائقي هذه السيارات يحققون ربحاً يومياً من تجارة المخدرات يفوق يومية قياداتهم السيارة. أضاف علي محمد علي موظف بالتربية والتعليم من منطقة بولكلي ان التوناية تتسبب في زحام شديد بشوارع الاسكندرية بسبب وقوفها المخالف بصفة دائمة وعمل السائقين مواقف خاصة لهم في مناطق تعاني من زحام شديد مما يزيد الطين بلة علي حد وصفه خاصة أنها تؤدي إلي غلق شوارع رئيسية مثل مصطفي كامل بالقرب من منطقة أبوسليمان. وأبدي علي استياءه من التراخي في التصدي لتلك الظاهرة والحد من كوارث هذه التوناية التي تولد الحوادث والفوضي في شوارع الثغر. اعترف مسئول بالمرور طلب عدم ذكر اسمه ان تلك السيارات تسبب أزمة بشوارع الاسكندرية لكنه يلقي باللوم علي المواطنين بدعوي أنهم لا يتعاونون. قال إن الركاب ينقذون المخالفين أثناء حملات المرور بدعوي ان السائق قريبهم وأنهم لا يدفعون أجرة طالب المواطنين بالتعاون مؤكداً أنه سيتم تطبيق عقوبات رادعة علي المخالفين حيث تصل العقوبة إلي المصادرة.