* يسأل سعيد سالم المنوفي أرض اللواء: تحتفل الأمة الإسلامية كل عام بالمولد النبوي الشريف - وهناك من يعترض علي ذلك الاحتفال ويقولون إنه بدعة فما حقيقة ذلك؟! ** يجيب الدكتور علي جمعة مفتي الجمهورية السابق: لقد كان المولد النبوي الشريف إطلالة للرحمة الإلهية بالنسبة للتاريخ البشري جميعه. وعبر القرآن الكريم عن وجود النبي بأنه رحمة للعالمين وهذه الرحمة لم تكن محدودة فهي تشمل تربية البشر وتزكيتهم وتعليمهم وهدايتهم.. كما أنها لا تقتصر علي أهل ذلك الزمان بل تمتد علي امتداد التاريخ بأسره "وآخرين منهم لما يلحقوا بهم وهو العزيز الحكيم" والاحتفال بذكري مولده عليه الصلاة والسلام من أفضل الأعمال وأعظم القربات لأنه تعبير عن الفرح والحب له ومحبة النبي أصل من أصول الإيمان وقد صح عنه أنه صلي الله عليه وسلم قال: "والذي نفسي بيده لا يؤمن أحدكم حتي أكون أحب إليه من ولده ووالده والناس أجمعين" ومحبة النبي من أصول الإيمان وهي مقارنة لمحبة الله عز وجل وقد قرنها الله بها. والاحتفال بمولده هو الاحتفاء به أمر مقطوع بمشروعيته لأنه أصل الأصول ودعامتها الأولي. وقد درج السلف الصالح منذ القرن الرابع والخامس علي الاحتفال بمولد النبي الأعظم بإحياء ليلة المولد بشتي أنواع القربات من إطعام الطعام وتلاوة القرآن والأذكار والمدائح في رسول الله. وفي النهاية نري استحباب الاحتفال بالمولد الشريف موافق للأمة والعلماء وأن يكون الاحتفال لا يتطرق إليه مظاهر مذمومة كالرقص والطبل وما إلي ذلك.. وليس الاحتفال بمولده بكثير علي النبي الرحمة المهداة ونحتفل بمولده لأننا نحبه فلاشك أن مولد النبي من أيام الله فيكون الاحتفال به ما هو إلا تطبيقاً لأمر الله وهو سنة حسنة. * يسأل محمد سالم من الجيزة: إذا كان الإسلام هو دين السلام الذي يدعو إلي المحبة والتعايش في أمن وسلام.. فهل الإرهاب والتطرف وترويع الآمنين والتشدد من أخلاق الإسلام؟! ** يجيب الشيخ خيري أبوالروس إمام وخطيب مسجد كفر الجرايدة بكفر الشيخ: إن الإسلام هو دين السلام ينبذ العنف ويرفض الإرهاب وترويع الآمنين وهو دين السماحة والعفو وضد الغلو والتشدد والتعصب فلا فرق بين مسلم وغير مسلم. وقد قرر الإسلام الحنيف من القواعد وسن من المبادئ ما ينظم العلاقات مع المسلمين وغير المسلمين وو قف من أهل الملل والأديان الأخري موقفاً إنسانياً عظيماً وايضا يهتم بالسلام والتسامح ومن أهم هذه المبادئ وتلك القواعد هو عدم إكراه أحد علي ترك دينه للدخول فيه ولقد قال تعالي مخاطباً نبيه سيدنا محمد "صلي الله عليه وسلم" في القرآن الكريم وهو أصدق القائلين: "ولو شاء ربك لأمن من في الأرض كلهم جميعاً أفأنت تكره الناس حتي يكونوا مؤمنين" سورة يونس الآية رقم .99 وقال تعالي ايضا مخاطباً نبيه صلي الله عليه وسلم في القرآن الكريم وهو أصدق القائلين: "فذكر إنما أنت مذكر لست عليهم بمسيطر" سورة الغاشية الآية رقم 21. .22 الإسلام دين السلام وتحت ظله يشعر الناس جميعاً بنعم الأمن والأمان والسلام والوئام والتراحم والتعاطف والتعاون لما فيه من العمل علي جمع القوي المتنافرة المتناثرة المتناحرة وفي ظل أخوة تعلو علي حدود الأوطان والأشخاص والأجناس. لقد روي الإمام ابن جرير الطبري رحمه الله تعالي عن سيدنا عبدالله بن عباس رضي الله عنهما أن رجلاً من بني سلام بن عوف يقال له الحصين كان له ولدان نصرانيان وهو مسلم فسأل رسول الله صلي الله عليه وسلم عما إذا كان يجوز له إكراههما علي اعتناق الإسلام فنهاه الرسول صلي الله عليه وسلم عن ذلك ونزل قوله تعالي وهو أصدق القائلين "لا إكراه في الدين قد تبين الرشد من الغي" سورة البقرة الآية رقم .256 فالحمد لله علي نعمة الإسلام دين السلام وكفي بها نعمة.