ظلم كبير يقع علي "الخوارج" ونحن نري الآن مسماهم هذا ملتصقاً بالإرهابيين والمتطرفين الذين انتشروا كالسرطان في جسد العرب والمسلمين. تحت مسميات شتي: الإخوان. وأنصار بيت المقدس. وحماس. وداعش. وجبهة النصرة. والقاعدة.. وكل هذه الكيانات المدمرة التخريبية تلتصق بالإسلام. أو تتخذه ذريعة وستاراً لترويع المسلمين وتخريب الأقطار العربية. وتمزيق دولنا لتصل جميعاً لما آلت إليه الأمور في سوريا وليبيا والعراق وأفغانستان. سبب هذا الظلم الذي وقع علي الخوارج - كما يقول بعض المتحدثين في ندوة لفرع ثقافة القاهرة عقدت بقصر ثقافة السلام. هو أن الخوارج - رغم عنفهم وقتلهم للإمام علي بن أبي طالب. وسفك كثير من دماء المسلمين.. فإنهم لم يكونوا ممولين من مخابرات إنجلترا وأمريكا وأوروبا والصهيونية العالمية. ولم يكونوا أداة في يد أعداء العرب والمسلمين وخنجراً يغرسه هؤلاء الأعداء أينما شاءوا. ولم يكن الخوارج مقاتلين لدولة الخلافة - ابتداء من عليِّ - من أجل الوصول للسلطة وتفتيت البلاد. بل كانوا مندفعين بحماسة دينية فجة تقوم علي الفهم السطحي والظاهري لبعض آيات القرآن الكريم. المتحدثون في الندوة التي أدارها محمد الشرقاوي مدير عام ثقافة القاهرة. بحضور إبراهيم عبدالمنعم مدير قصر ثقافة السلاح والروائية نور الهدي عبدالمنعم والباحث السياسي عبدالقادر الهواري. أكدوا أن الخوارج - منذ بدء الصراع بين علي ومعاوية وانشقاقهم عن جيش علي - كانوا زهاداً صوامين قوامين. بينما خوارج هذا الزمان. أو الخوارج الجدد. كما يطلق عليهم في ندوات فرع ثقافة القاهرة. ؟؟ إلي الملذات. ساعون إلي اقتناص المال والسلطة والشهرة والنساء والقناطير المقنطرة من الذهب والفضة!!! ولديهم المليارات التي حصلوا عليها من نهب ثروات الشعوب العربية والإسلامية. أو من تمويل تركيا وقطر وغيرهما لهم. من هذه الكيانات التي تتزيل بالإسلام - كتركيا - وهي تخربه من الداخل.. أما عنصر الاتفاق الأهم بين هؤلاء وهؤلاء فهو دموية الجميع. وسطحية تفكيرهم. أو توظيفهم لآيات القرآن الكريم مصالحهم. ومحاولة فرض رؤيتهم الجاهلة بالقوة. إلي حد أن الخوارج قتلوا الإمام علي - كرم الله وجهه - لاختلافه معهم في قبول التحكيم من عدمه. وقتل الإخوان الذين يسميهم البعض الخوارج الجدد النقراشي بابا رئيس وزراء مصر قبل ثورة يوليو لاختلافهم معه سياسياً. وكذلك قتلوا القاضي الخازندار لإصداره حكماً لم يعجبهم.. وبعد ذلك قتلوا السادات.. لم تتوالي عمليات قتلهم للمصريين الآن. سواء أكانوا جنوداً في سيناء وعلي الحدود. أو كانوا مدنيين.. أطفالاً ونساءً وشيوخاً في عدة أماكن. من خلال المتفجرات والقنابل والاغتيالات الآثمة.. هم يتشابهون مع الخوارج في هذا فقط. لا في تدينهم وحماسهم الأخرق. انما هذه الجماعات تقوم علي النفاق والكذب والجهل بالدين والدنيا معاً. .. والبلطجية أيضاً!! قال عبدالقادر الهواري إن جميع الجماعات الإرهابية صناعة مخابرات دولية. سواء أكانت هذه الجماعات في مصر أو سوريا أو العراق أو غيرها.. كما أنه من المعروف كذلك أن كل البلطجية صناعة رجال الأعمال منتمين لنظم سياسية سابقة.. وهناك كيان آخر اسمه "جمعيات المجتمع المدني" يتلقي أشكالاً من الدعم المخابراتي من دول أجنبية. والهدف في النهاية بث الفرقة بين المسلمين: سنة وشيعة. وبين المسلمين والديانات الأخري. وخاصة المواطنين المسيحيين ليسهل لأمريكا والغرب السيطرة علي العالم الإسلامي. ويذكر محمد الشرقاوي أن كيانات مثل حماس وحزب الله تم تأسيسها من خلال الدول الغربية المعادية لنا.. وهي الدول التي اختارت مسمي "الإخوان" بدقة وتعمد. حتي يتم توظيفه من خلال شعارات تخدع الناس. وكنا نصدقها من قبل مثل "الإسلام هو الحل".. فهل يتفق هذا الشعار مع القتل والإرهاب والترويع الذي يمارسه هؤلاء؟!!.. ولابد من الإشارة كذلك إلي أن هناك أسباباً أدت إلي قيام ثورة 25 يناير و30 يونية. مثل الحرية والعدالة ورفض الاستبداد وسيطرة المال علي السلطة. فينبغي التعامل مع هذه الأسباب جميعاً. وتساءلت نور الهدي عبدالمنعم عن وسائل حشد هذه التنظيمات. حتي يمكن التعامل معها وإفساد مخططاتهم قبل أن يتمكنوا من تنفيذ أعمالهم الإرهابية. ورأي مجدي فؤاد ود. جمال عابدين أن فتاوي كثيرة تصدر لدعم هذه النزعة الإرهابية والتطرف. وينبغي تبصرة الناس بالفتاوي الحقيقية والرأي الصائب في هذا السلوك الدموي كما أنه لابد من التفرقة بين رئيس أسقطه الشعب ورئيس آخر عزله الشعب وهو جاسوس رسمي.. وأضافت سامية محمد أن المقصود بالجاسوس هو مرسي!! وأكد د. أسامة محمد علي ضرورة اتخاذ الحوار وسيلة مع هذا التطرف. وأن نقدم وقائع علي الأرض تفيد أن هناك تغييراً جذرياً قد حدث بالفعل. وليس مجرد كلام عاطفي. ندوة قصر ثقافة السلام هذه قدم خلالها علي نوح رئيس نادي الأدب بعض المواهب من الأطفال الذين ألقوا قصائد فصحي وعامية. وهم: ممدوح محمد وعبدالرحمن إبراهيم ومنة الله إبراهيم ومحمد عبدالناصر وبسملة فريد. مع ختام للأمسية بقصيدة "صرخة" لعبدالباسط الغرابلي.. ثم فقرة غنائية من الإنشاد الوطني لفرقة أنغام السلاح بقيادة سراج منير محمد. وفقرة طريفة قدمها عمرو الجوكر بعزف بعض الآلات الموسيقية وخاصة الغربية من خلال فمه!! قلق وتوتر بمصر الجديدة!! أمسية أخري لفرع ثقافة القاهرة أقيمت بقصر ثقافة مصر الجديدة. وتطرقت للوضع السياسي الراهن. من إرهاب وتطرف وحتمية أن تسود العدالة وتوجه العلاقة بين الشعب والحكومة. خاصة مع حالة القلق والتوتر التي شاعت حول عودة النظام الذي خلق الشعب. أمسية مصر الجديدة أدارها شرقاوي حافظ. وقدمت خلالها نماذج شعرية راقية للشعراء: نبيل أبوالسعود ود. جيهان سلام وعماد سالم وفوزي عيسي وعبدالحكيم عبدون وعبدالله حامد وأحمد فتحي وسمير بيومي وياسر نبيه وفاطمة بدر. ما بين الفصحي والعامية. وعرج المتحدثون علي نشأة جماعة الجيل الجديد الفكرية منذ ربع قرن. وما قدمته من أسماء إبداعية ونقدية وأكاديمية للساحة الثقافية. منذ تأسيسها بإحدي مقاهي وسط البلد بالقاهرة. قبل انتقالها إلي نقابة الصحفيين وعقد ندوتها الأسبوعية هناك كل ثلاثاء.