يبدو أن هناك انقصاماً وعدم اتساق لدي البعض بين ما يقوله وما يفعله.. بين ما يكتبه وما يؤمن به نرفع شعارات لسنا مقتنعين بها.. نضع لافتات ولا ننفذها.. كلام والسلام.. تدخل مؤسسة أو جهة حكومية تجد في كل مكان لافتة ممنوع التدخين لزوم التعليمات وفي نفس الوقت المكان يعبأ بأبخرة الدخان ورائحته.. تزور طبيبا تجده يضع لافتة "التدخين ضار جدا بالصحة" وفي يده سيجار يتباهي بتدخينه .. الأمر ينطبق علي دور الايتام عندما تزور داراً يستقبلك حديث الرسول صلي الله عليه وسلم "أنا وكافل اليتيم في الجنة وأشار باصبعيه السبابة والوسطي" وهذا الحديث الشريف تجده في جميع دور الأيتام لكن للأسف هو مجرد حديث تزدان به الجدران كشكل جمالي فقط دون التأمل والتعمق في معناه الإنساني الجميل ونتيجة من يلتزم به وأن من يعمل به سيكون في معية الرسول الكريم صلوات الله عليه..و لو أن عددا كبيرا من مسئولي دور الرعاية التزموا به ما وجدنا كل هذه المهاترات التي تطالعنا بها وسائل الإعلام من وقت لآخر من قسوة المسئولين في التعامل مع هذه الفئة الضعيفة التي تعاني من الحرمان من الحنان والأمان والحياة وتقاسي الحياة الاجبارية المفروضة عليهم دون ذنب ارتكبوه سوي أنهم أيتام أو فاقدو الأسرة. لم ننسي حادث تعذيب أطفال دار مكة بالهرم منذ شهور علي يد مديرها الذي شعر بقوته علي الأطفال الأبرياء فركلهم بأقدامه لأنهم تجرأوا وفتحوا التليفزيون لمشاهدته والثلاجة لتناول الطعام دون اذنه يالها من مأساة هزت الرأي العام وانتهت بمحاكمة مدير الدار وحبسه علي جريمته النكراء وبالطبع الحادث ليس هو الأول ولن يكون الأخير والدليل الهروب الجماعي لنزلاء دار الرعاية الاجتماعية بطنطا ولجوئهم للمبيت في مخزن أحد التجار رغم برودة الطقس التي نلمسها جميعا.. بالطبع هروب جماعي للأطفال له أسباب وعوامل ضغط أجبرتهم علي ذلك والأطفال الأبرياء وأعمارهم ما بين 10 و18 سنة هربوا من سوء المعاملة والروتين الأعمي والقهر الذي يمارسه عليهم المسئولون والتمييز فيما يتناولونه من أطعمة وما يستخدمونه حتي التواليت شكا الأطفال من انه يساء معاملتهم ويشعرون بالتفرقة ورغم ذلك صبروا علي ذلك لكن القشة التي قصمت ظهر البعير هو اجبارهم علي النقل إلي دار أخري بالمحلة بعيدا عن مدارسهم وعن المتبرعين الذين يعطفون عليهم ويمدون لهم يد المساعدة وكأن الأطفال مفعول بهم دائما ليس لهم الحق في التعبير عن رغبتهم في البقاء في المكان الذين نشأوا فيه وانتموا اليه وهي مشكلة تسبب مشاكل نفسية للأيتام عندما يشعرون بحياة المطاريد وعدم الاستقرار..وعندما تستعرض كلام الأبرياء تصيبك الحسرة فالأطفال يرددون نار المخزن ولا جنة دار الأيتام وهو كلام ينذر بالخطر أن ينضم هؤلاء لطوابير أطفال الشوارع بسهولة ويسر بسبب تصرفات مسئولي هذه الدور. بصراحة أحوال دور الأيتام تحتاج إلي مزيد من المتابعة الصادقة من وزارة التضامن ومديريات الشئون التابعة لها بالمحافظات والتفتيش المفاجئ ليروا بأنفسهم حجم الاهمال والمعاناة التي يعانيها حتي الرضع ومن خلال عملي الصحفي علي مدار أكثر من ربع قرن أزور هذه الدور وأجد الرضع ملابسهم مبللة أو مخلوعة وهم يزحفون علي الأرضيات وهم بلا ملابس لابد من متابعة حتي لا يغتر مديرو هذه الدور بقوتهم ويمارسون الاستقواء علي الضعفاء ولن أتطرق لحوادث الاعتداء الجنسي والشذوذ الممارس في بعض الدور بعيدا عن أعين المسئولين فهل نفيق حتي لا نخرج أفراداً عبئا علي المجتمع يضمرون له الكراهية ويهددون أمنه وأمانه. كلمات لها معني * ستعلمك الحياة أن أكبر خطأ يصدر منك ان تكون كالكتاب المفتوح يقرأك كل من يقترب منك فالبعض يستهين بالسطور والبعض الآخر يسئ الفهم والبعض لا يفهم اطلاقا. * كلام الناس مثل الصخور إما أن تحملها علي ظهرك فينكسر أو تبني بها برجا تحت أقدامك فتعلو. * حين يموت الضمير يصبح كل شئ مباحاً السرقة والقتل والخيانة وكلام الزور والفساد اللهم أرحمنا.