946 شكوى للأوقاف و9 آلاف للبيئة.. استجابات واسعة وجهود حكومية متواصلة    عاشور يستقبل مفوض التعليم والعلوم والابتكار بالاتحاد الإفريقي    وزير الاتصالات يفتتح عددًا من المشروعات التكنولوجية بالدقهلية| اليوم    محافظ أسيوط يؤكد على استمرار رفع كفاءة الإضاءة وتدعيم الشوارع بمركز منفلوط    سعر كرتونه البيض الأبيض والأحمر اليوم السبت 6ديسمبر 2025 فى المنيا    مصر تبحث مع وكالة الطاقة الذرية الاستخدامات النووية السلمية بمحطة الضبعة وملف إيران    استشهاد ثلاثة فلسطينيين وإصابة آخرين في قصف الاحتلال بيت لاهيا    «ميلوني»: يجب أن يتحمل الاتحاد الأوروبي مسؤولياته الدفاعية بنفسه    وزير الخارجية القطرى: نحن في مرحلة مفصلية ولم يطبق الاتفاق بشأن غزة فيها بالكامل    تشكيل تشيلسي المتوقع أمام بورنموث في البريميرليج    انتهاء الفصل الدراسي الأول للصفين الأول والثاني الابتدائي 30 ديسمبر في عدة محافظات بسبب انتخابات مجلس النواب    خالد جلال يدعم منى زكي بعد مشاهدة فيلم «الست»    «الشروق» تسلط الضوء على «حياتي» لأحمد أمين تزامنا مع احتفاء معرض القاهرة للكتاب بمرور 140 عاما على ميلاده    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم السبت 6-12-2025 في محافظة الأقصر    بحضور وزير الأوقاف بدء المؤتمر العالمي لافتتاح المسابقة العالمية للقرآن الكريم في "نسختها ال32"    «الصحة»: فحص أكثر من 7 ملابين طالب بمبادرة الكشف عن الأنيميا والسمنة والتقزم    مصر ترحب بتجديد ولاية وكالة الأونروا ل3 سنوات    أسعار البيض اليوم السبت 6 ديسمبر 2025    ماذا قدم الفراعنة أمام منتخبات المجموعة السابعة قبل كأس العالم 2026    لاعب بلجيكا السابق: صلاح يتقدم في السن.. وحصلنا على أسهل القرعات    بيراميدز يسعى لمواصلة انتصاراته في الدوري على حساب بتروجت    منتخب مصر المشارك في كأس العرب يواجه الإمارات اليوم بحثا عن الانتصار الأول    مدرب نيوزيلندا يتحدث عن مواجهة مصر بكأس العالم (ريل)    الرئاسة في أسبوع.. السيسي يوجه بإطلاق حزمة التسهيلات الضريبية الثانية.. يشهد افتتاح المعرض الدولي (إيديكس 2025).. يهنئ منتخب الكاراتيه.. ويؤكد الموقف المصري الثابت والداعم للقضية الفلسطينية    النشرة المرورية.. سيولة وانتظام بحركة السيارات في القاهرة والجيزة    فرق غوص متطوعة تصل مصرف الزوامل بالشرقية للبحث عن التماسيح (صور)    وزير الري يستعرض موقف أعمال حماية الشواطئ المصرية    «مدبولي» يتابع حصاد جهود منظومة الشكاوى الحكومية خلال نوفمبر 2025    متحف التحرير يكشف دور الجعارين عند الملوك القدماء    الموت يفجع الفنان أمير المصري    جامعة القاهرة الأهلية تناقش ترتيبات امتحانات الفصل الدراسي الأول    القومي للمرأة ينظم فعاليات الاجتماع التنسيقي لوحدات المرأة الآمنة بالمستشفيات الجامعية    برعاية السيسي.. انطلاق الجلسة الافتتاحية للمسابقة العالمية للقرآن الكريم    بجوائز 13 مليون جنيه.. انطلاق المسابقة العالمية للقرآن الكريم اليوم    المحامون يبدأون التصويت على زيادة المعاشات والاشتراكات السنوية    «الصحة» تشارك في الجلسة الافتتاحية للدورة السابعة للمجلس العربي للسكان والتنمية ببغداد    طريقة عمل مكرونة بالبسطرمة والكريمة، وجبة لذيذة وسريعة    وزارة الصحة تعلن تفاصيل الإصابات التنفسية فى مؤتمر صحفى غدا    سعر الدولار في البنوك المصرية اليوم السبت 6 ديسمبر 2025    بعتيني ليه تشعل الساحة... تعاون عمرو مصطفى وزياد ظاظا يكتسح التريند ويهيمن على المشهد الغنائي    "قتل اختياري".. مسلسل يفتح جرحًا إنسانيًا عميقًا ويعود بقضية تهز الوجدان    أولى جلسات محاكمة عصام صاصا فى مشاجرة ملهى ليلى.. اليوم    اليوم.. أولى جلسات محاكمة المتهمين في قضية رشوة الضرائب الكبرى    استكمال محاكمة 32 متهما في قضية اللجان المالية بالتجمع.. اليوم    رئيس وزراء الهند يعلن عن اتفاقية مع روسيا ومرحلة جديدة من التعاون الاقتصادي    مروة قرعوني تمثل لبنان بلجنة تحكيم مهرجان الكويت المسرحي بدورته 25    إخماد حريق داخل شقة سكنية فى مدينة 6 أكتوبر دون إصابات    عائلة أم كلثوم يشاهدون العرض الخاص لفيلم "الست" مع صناعه وأبطاله، شاهد ماذا قالوا (فيديو)    مصر والإمارات على موعد مع الإثارة في كأس العرب 2025    رغم العزوف والرفض السلبي .. "وطنية الانتخابات" تخلي مسؤوليتها وعصابة الانقلاب تحملها للشعب    قائمة أطعمة تعزز صحتك بأوميجا 3    كأس العالم - دي لا فوينتي: ترشيح إسبانيا للفوز باللقب خطر عليها    كندا ترفع سوريا من قائمة الدول الراعية للإرهاب    تفاصيل مثيرة في قضية "سيدز"| محامي الضحايا يكشف ما أخفته التسجيلات المحذوفة    نتنياهو بعد غزة: محاولات السيطرة على استخبارات إسرائيل وسط أزمة سياسية وأمنية    أزمة أم مجرد ضجة!، مسئول بيطري يكشف خطورة ظهور تماسيح بمصرف الزوامل في الشرقية    وزارة الداخلية تحتفل باليوم العالمي لذوى الإعاقة وتوزع كراسى متحركة (فيديو وصور)    ننشر آداب وسنن يفضل الالتزام بها يوم الجمعة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



يوم واحد لايكفي
عصافير الجنة في يوم اليتيم: ماتنسوناش


الأطفال الأيتام يحلمون بغدٍ أفضل
إبراهيم: نظرة ياحكومة
وحيد: لولا الدار لتهنا في الشوارع
محمد: نفسنا نعيش في أمان
سماح أبو العلا: الإعفاء من المصاريف أهم المطالب
لماذا الجمعة الأولي من أبريل ؟
يَسْأَلُونَكَ مَاذَا يُنفِقُونَ قُلْ مَا أَنفَقْتُم مِّنْ خَيْرٍ فَلِلْوَالِدَيْنِ وَالأَقْرَبِينَ وَالْيَتَامَي وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا تَفْعَلُواْ مِنْ خَيْرٍ فَإِنَّ اللّهَ بِهِ عَلِيمٌ».. الآية 215 سورة البقرة.. لقد أوصي الإسلام برعاية وكفالة اليتيم..
هؤلاء الأطفال الذين خرجوا الي الدنيا ولم يجدوا من يضمهم إلي «حضنه» ويوفر لهم حياة كريمه فشاءت لهم الأقدار أن يقطنوا في دور الأيتام التي تحاول إعطاءهم جزءا من حقوقهم رغم قلة التبرعات وإهمال الحكومة..
هؤلاء الأيتام يحلمون بمستقبل افضل يطمعون في «حضن» يعطيهم الأحساس بالعطف والحب.. يحتاجون فقط من يجلس بجوارهم وينسيهم «مرارة الوحدة» ويعوضهم عن غياب الوالدين.. «الأخبار» عاشت يوما في دورالايتام واستمعت لحكايات مؤلمة ورصدت مشكلات وهموم الأيتام.
البداية كانت من مؤسسة الفسطاط لرعاية الايتام والتي تضم 20 طفلا تتراوح اعمارهم ما بين عامين الي 15 عاما، كما تضم عددا كبيرا من الشباب حتي 22 عاما.. في أثناء التجول داخل الدار تحاصرك الابتسامات من الجميع العاملين والمقيمين من الأمهات البديلات والاخصائيين الاجتماعيين هذه الحالة من الفرحة والهدوء والطمأنينة داخل الدار تؤكد العلاقة الوثيقة من قاطني الدار.. سلسلة من الإحتواء مكتملة الحلقات تضم كل مراحل التنشئة التي يحتاجها الطفل حتي خمس وعشرين سنة، فقد قسم مجلس إدارة هذا الدار انفسهم بحيث يقوم كل منهم بدور فرد من افراد الأسرة وذلك بدء من مديرة الدار والتي هي بمثابة المشرف العام علي هذه الحلقة ثم « الأمهات البديلات» وهن يجسدن دور الأم بكل عاطفتها ومسئولياتها تجاه طفلها ثم الأخصائيين الإجتماعيين والذين يقومون بدور الأب والأخ الأكبر المنصح والمرشد والمختص بالثواب والعقاب وخاصة في مرحلة مابعد الطفولة التي تتميز بالتمرد وتعدد المشكلات.. والأجمل من ذلك هو دور الكبار من الأيتام في حياة الأطفال الصغار وكأن كلا منهم تبني ذلك الطفل الصغير ليعطيه كل ما يشعر انه يحتاجه فهو ادري الناس بأدق تفاصيل حرمانه.
الأطفال ايضا تجدهم مبتسمين يشاركهم الكبار في الفرحة ويلعبون معهم انه جو اسري اشبه ببيت العائلة التي نعيشها جميعا.. يقول وحيد 19 عاما طالب في كلية التربية النوعية ويهوي الرسم، صمم لمديرة الدار صورة جميلة أهداها لها في عيد الام.. رسمها بالقلم الرصاص وهي علي شكل وجه محاط ب 5 آلاف كلمة »أم« استغرقت منه يوما كاملا.. هذه الصورة تعبر عن مدي حبي واحترامي لهذه السيدة التي اعطتني حنان الام، ويضيف وحيد انه يحتفل كل عام مع اخوته الصغار في الدار بيوم اليتيم ويعتبرهم كلهم اخوته بعطف عليهم ويلهو معهم ويشاركهم افراحهم ومعاناتهم ويحاول ان يعوضهم غياب الاسرة لانه يشعر بهم فهم صورة صغيرة له.. ويطالب وحيد الحكومة بضرورة الاهتمام بالطفل اليتيم واعطائه حقوقه كاملة موضحا انه كان يحلم بأن يدخل الكلية الحربية ولكن لم يستطع بسبب شرط «الاب والام» علي الرغم أن الدولة تلزمه بالتجنيد، مضيفا انه لايرفض التجنيد ولكن أريد المساواة كما جاء بالدستور.
وعن المشاكل التي قابلته في حياته وهي كثيرة.. صمت وحيد قليلا وقال «مش عاوز اتكلم» الحياة خارج الدار وفي المدرسة صعبة.. أحلم بالاستقرار والامن والامان «لولا الدار والناس الخيرين كنا ضعنا».
التقط الحديث ابراهيم 16 عاما طالب متفوق قي دراسته فهو في المرحلة الثانوية حصل في التيرم الاول علي 85٪ ت واثناء دراسته في المرحلة الابتدائية والاعدادية حصل ايضا علي 95٪ يحب العلم ويهوي ايضا الرسم.. قليل الكلام خجول يحب كل من في الدار ويدين لهم بالفضل.. يقول ابراهيم اهتم بدراستي واذاكر ليل نهار حتي احقق احلامي.. «أريد دخول كلية الحقوق لادافع عن الغلابة»، مضيفا انه لايريد الحديث عن الماضي لكنه يريد الحديث عن المستقبل فالمستقبل افضل بإذن الله. يضيف اننا هنا اخوة نحتفل ونفرح ونضحك ونلهو مع بعض ونحتفل باعياد ميلادنا ونخرج الي الحدائق والمتنزهات وننام ونصحي ونعيش في بيت واحد.
عصافير الجنة
عقارب الساعة تشير الي الثانية عشرة ظهرا جاءت «عصافير الجنة» الاطفال من المدارس الي غرفهم بدلوا ملابسهم ولبسوا ثيابا جديدا ليحتفلوا معنا بيوم اليتيم جاءوا في طابور واحد منظم ، دخلوا الدار بمنتهي الهدوء والنظام، دخلوا علينا الغرفة فالقوا التحية بصوت واحد وسلموا علينا واحدا تلو الآخر جلسوا معنا تكسو وجوههم فرحة وابتسامة عريضة تملأ المكان بالحب .. بدأوا معنا الكلام وكأنهم وجدوا من ينقل أصواتهم. محمد أحد أطفال الدار والذي يبلغ 4 سنوات يقول انه يحلم بأن يكون طبيبا يداوي جراح المرضي. واضاف انا كل يوم أذهب للمدرسة في الصباح وأري اصحابي مع ابائهم وامهاتهم.. ولكن ما يخفف عني آلامي وأحزاني هو وجود الام البديلة التي تعوضني جزءا صغيرا من حنان الأم.. الطفل محمد متقلب المزاج ويحب اللعب ويهوي الرسم والكتابة يحلم بأن يكون رساما كبيرا يرسم لوحات تعبر عن حياة الاطفال الايتام ويبيعها ويتبرع بها لصالح دور الايتام.. يحب المصارعة ويعشق أبوتريكة ويحب أكل الكشري.

أهل الخير
تقول سماح ابو العلا مدير إدارة دار الفسطاط للأيتام: هذه الدار تتابع وزارة الشئون الإجتماعية وتقوم علي تبرعات اهل الخير من ذوي القلوب الرحيمة حيث المواد الغذائية التي يحتاجها الأطفال وكذلك الملابس وغيرها من إحتياجات ضرورية لهم .. فقد تبدأ سن الأطفال في الدار من ثلاث سنوات وحتي خمسة وعشرين عاما موضحة انه « بعد سن الثامنة عشرة سنة يكون الشاب قادرا علي الإعتماد علي نفسه ولذلك فيتجه إلي السكن بعيدا عن الدار في شقة ولكن في شقة تابعة له بحيث تضم كل شقة خمسة شباب ممن تعدي عمرهم الثامنة عشرة وهذه المرحلة تسمي «الرعاية اللاحقة» اي ان الشاب انفصل عن الدار ولكنه مازال تحت رعايتها فقد يقوم المشرفون بعمل زيارات مفاجئة لهؤلاء الشباب للمتابعة المستمرة لهم وهو نفس دور الأهل بعد كبر صغارهم والبدء في مرحلة الشباب , اما عن عملهم فكل منهم لديه طبيعته الخاصة تجاه العمل بحيث يستقر البعض سريعا في اي من الوظائف وذلك بمجرد إلتحاقه بها ومنهم من يمل سريعا ويطلب تغيير المهنة بعد مدة بسيطة.. فالشباب في هذه السن يمر بحالة من التخبط وهو شأن كل اقرانهم في هذه المرحلة ولذلك فنحن نحاول توفير سبل الإستقرار النفسي لهم منذ مرحلة الطفولة وحتي النضج التام، ففي مرحلة الطفولة منذ إستلامنا للأطفال التي لا يقل عمرهم عن ثلاث سنوات يحرص الدار علي إختيار الأمهات البديلة، فقد وضع مجلس إدارة الدار مؤهلا تعليميا معينا يجب ألا تقل عنه الأم البديلة وهو ان تكون حاصلة علي دبلوم ,اما الأخصائيون الإجتماعيون فيشترط ان يكونوا مؤهلين وخبرة في التعامل مع الأولاد حيث يبدأ دور الإخصائي من المرحلة الإعدادية وحتي الجامعة وهي مرحلة ليست سهلة مضيفة ان الدار تقوم بتوفير جميع المشرفين من رياضيين وإجتماعيين وغيرهم وكذلك محفظ للقرآن الكريم وخلال فترة الاجازة يتم عمل معسكرات صيفية خاصة بهم وكذلك رحلات علمية بهدف التنشئة السوية لهؤلاء الأيتام.
مرحلة التمرد
ومن جانبه يقول محمود كفافي أخصائي اجتماعي بالدار: المرحلة العمرية التي نتعامل فيها مع الأولاد صعبة جدا علي أقرانهم أصحاب الظروف السوية.. فما بال هؤلاء اذا؟! فهذه المرحلة العمرية تتطلب جهدا كبيرا من الأخصائيين لإحتواء الأولاد وخاصة المراهقين منهم، موضحا ان اهم شئ في التعامل مع هذه الفئة هو ان تجعل معاملتك له تشعره بأنه طبيعي ويمر بظروف طبيعية ولا ينقصه شيء.. مؤكدا علي ان التدليل الزائد في هذه المرحلة ليس مطلوبا، كما ان العنف والحزم الدائم ايضا غير مطلوب، ولذلك فالموازنة بين الحزم والتدليل هي اساس التعامل مع الأولاد في هذه المرحلة تحديدا وهو مايعرف «بفن الإحتواء» بمعني ان يعرف الإخصائي جيدا متي يستخدم الحزم ومتي يستخدم الرفق.
كما اكد هاني توفيق اخصائي إجتماعي بالدار علي ضرورة قدرة من يمارس دور الأخصائي الإجتماعي علي خلق الثقة بينه وبين هؤلاء الأولاد وذلك حيث توجد بعض الأسرار في حياته بحكم طبيعة المرحلة التي يمر بها التي قد تتحول لكوارث كبيرة إن لم يتم التوجيه الصحيح لهم، فالصداقة القائمة بيننا في هذه الفترة تؤثر بإيجابية كبيرة علي نفسية المراهقين منهم مما يدفعهم إلي مستوي دراسي افضل.. مشيرا إلي ان دور الدار ممتد مع هؤلاء الأيتام في رحلة مستمرة منذ مرحلة الطفولة وحتي ان يتوجهوا إلي مرحلة الإرتباط الجاد والجواز وذلك حيث توفر لهم الدار شقق وكذلك لكل منهم مبلغ في دفتر توفير منذ طفولته يصل الي ثلاثين الف جنيه وهو المبلغ الذي يدبر به زواجه وقد تم بالفعل زواج اثنين من ابناء الدار وارتبطا من اسر محترمة إعتبرتهما أبناءهم، فبعض الأسر تتقبل الوضع الإجتماعي للشاب وتخبر بقية العائلة بدون اي خجل والبعض الآخر يطلب من مجلس إدارة الدار التقدم امام العائلة علي انهم اهل الشاب.
الأم البديلة
ليست الأم دائما هي من حملت وانجبت فهناك امهات انجبن وألقينا ابناءهن في الشارع او أمام مسجد او في المستشفي، دون رحمة او شفقة، وهناك اباء ايضا يضحون باطفالهم لانهم جاءوا نتيجة غلطة او «نزوة».. وفي المقابل هناك ايضا امهات وآباء يحتضون هؤلاء الايتام كأنهم ابناؤهم من اصلابهم.
وتري فاطمة إبراهيم إحدي الأمهات البديلة في الدار « ان من تقرر العمل في هذه المهنة يجب ان تكون لديها قدرات خاصة , اهمها العاطفة الحنونة التي تجعلها تحتوي ذلك الطفل اليتيم الذي يحتاج إلي مشاعر حنونة وصادقة تجعله ينشأ تنشئة سوية بنفسية سليمة.. وتقول فاطمة: حبي الشديد للأطفال هو مادفعني للتفكير في العمل في دار ايتام ولكني واجهت عقبة كبيرة وهي رفض اهلي تماما للفكرة وخاصة ان طبيعة عملي كأم في الدار يتطلب مني البقاء بشكل دائم وذلك حيث انني اقوم برعاية اربعة اطفال واكون مسئولة عنهم مسئولية تامة وعندما ضغط عليّ اهلي واخبرتهم بالثواب العظيم الذي سيعود علينا من هذه المهنة اقتنعوا بفكرة عملي في هذه الدار.. ومنذ ان وضعت قدمي في الدار وقلبي معلق بالأطفال في الدار وأشعر خلال الاجازة بأنني تركت جزءا مني ولا تكتمل سعادتي إلا بجانبهم.
نفسية الأطفال
وأوضحت مني حسين احدي الأمهات البديلات بالدار ان اليوم بالنسبة للأطفال في الدار مقسم إلي فقرات مرتبة وتنفذ بطريقة دقيقة حرصا علي نفسية الأطفال فهم يستيقظون في الساعة السابعة صباحا ليذهبوا إلي مدارسهم ثم العودة في منتصف النهار إلي الدار فيتناولون طعام الغداء ثم نتجه إلي غرفة الرسم لتفريغ الطاقة المتبقية لديهم ومراجعة ما تمت دراسته طوال اليوم ثم موعد حصة القرآن الكريم والتي يقوم فيها محفظ القرآن الكريم المختص بالدار بتحفيظ الأطفال ومراجعة القرآن الكريم لهم يوميا، مشيرة إلي ان طبيعة الأطفال تختلف فبعض الأطفال هاديء ومطيع تماما والبعض الآخر عنيد، ولذلك فعلي الأم البديلة أن تفهم جيدا طبيعة كل طفل تتعامل معه
علماء الدين: نأمل ألا ينشغل أصحاب القلوب الرحيمة عن كفالة اليتيم
لقد حدد الدين الإسلامي في العديد من نصوصه القرآنية واحاديثه النبوية معني اليتيم فهو من فقد أباه ولم يبلغ مبلغ الرجال، بمعني كل إنسان مات أبوه ولم يبلغ سن البلوغ كما جعل التكفل باليتامي والإنفاق عليهم الي أن يرشدوا من الأعمال التي يتقرب بها العبد لربه، وسن الرشد حسب بعض الفتاوي المعاصرة يقارب ثماني عشرة سنة لكل من الجنسين فقد اهتم الإسلام باليتيم ووقف بجانبه ومنح له مجموعة من الحقوق، ألزم الناس علي إحترامها والعمل بها ولكن العديد اغفلها ولم يعد من ذوي القلوب الرحيمة التي تتذكر هذه الفئة إلا أقل القليل.
فيقول الشيخ إبراهيم رضا من علماء الأزهر الشريف «ان الإسلام قد رتب لليتيم حقوقا وأمر المسلمين بحفظها وأدائها، وحذرهم من التقصير فيها، مشيرا إلي أن اليتيم محل تقدير واهتمام كبيرين في الشريعة الإسلامية فقد كرم الله تعالي اليتيم حين اقره في النصوص القرآنية واوصي به خيرا كما منَّ علي رسوله الكريم بقوله تعالي «ألم يجدك يتيم فآوي» فنحن نعاني من عدم الفهم الصحيح لحقوق اليتيم في المجتمع وعلي الدولة ان تهتم بهذه الفئة اكثر من ذلك حتي لا يكونوا اطفال شوارع يساء إستخدامهم ضد المجتمع فهم من حقهم ان يدمجوا ادماجا كاملا في نسيج المجتمع وليس من حق احد ان يهمشهم او ينقص شيئا من حقوقهم الإجتماعية فإحتواؤهم حق علي المجتمع ككل.
الاحتواء
ومن جانبه اكد الشيخ سالم عبد الجليل داعية إسلامي: ان الدين الإسلامي احتوي اليتيم بشكل يجعله يفخر بيتمه فلم يكرم إنسان علي وجه الأرض كما كرم اليتيم في الشريعة الإسلامية ويكفي اليتيم فخرا انه يتبع نبيه الكريم في يتمه وهو مايعطيه كل الفخر والأمل بأن غده افضل وبأن يتمه جعل له درجة اعلي عند ربه فقمة التكريم التي منحها الله تعالي للأيتام حين قال في كتابه العزيز: «أرأيت الذي يكذب بالدين فذلك الذي يدع اليتيم» فقد جعل الله جل وعلا جزاء أذي اليتيم «التكذيب بالدين» وهو ذنب عظيم يعد من الكبائر .. فاليتيم له العديد من الحقوق في رقبة المسلمين جميعا أولها الرعاية والعناية والعطف والإيواء والرأفة هذه الأمور يجب ألا يغفلها احد لأن ذنبها عند الله عظيم.
عبء نفسي
ويقول الدكتور يسري عبد المحسن استاذ الطب النفسي: أن غياب الاسرة يشكل عبئا نفسيا كبيرا علي الاطفال الايتام مما يصيبهم باضطراب في حالتهم النفسية، مضيفا ان الحاجات النفسية والاجتماعية للأيتام ضرورية لتحقيق الشخصية المتوافقة نفسيا واجتماعيا وصحيا ، وتتوافر هذه الحاجات من خلال الرعاية اللازمة المتكاملة التي تقدمها دور الرعاية والمؤسسات القائمة علي رعاية الأيتام، مضيفا ان الام البديلة التي تقوم مقام والدته تؤدي إلي تعويض الأيتام من فقدان الحنان والحب والعاطفة، فلقد حقق وجودها نجاحا هائلا في علاج الآفات المترتبة علي فقدان الأبوين وعوضتهم لا شك عن الحرمان العاطفي بل وأكسبتهم من الخبرات الحياتية المهمة التي تساعد علي تجاوز عقبات الحياة، وتشكلت لديهم شخصيات قادرة علي مواجهة متطلبات الحياة في المستقبل، ولذلك فأنه من الضروري العمل والحث علي توفير مثل هذه الام البديلة حتي تتولي رعاية اليتيم وتعوضه عن الفقدان النفس.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.