الفارق شتان بين النقد الذي يبني والآخر الذي يهدم.. الأول يصبو إلي تحسين الأداء وتلافي الأخطاء وإيجاد حلول سريعة للمشاكل والأزمات بينما الآخر هدفه إحداث بلبلة وزعزعة الاستقرار ووضع المسئولين في دائرة الاتهامات وإصابتهم بالإحباط والذي يتبعه الأداء الضعيف الذي لا يتناسب مع قيمة المكان. بعض المسئولين بالطيران المدني لا يفرقون بين النقيضين ولا يدركون الخطوط الفاصلة ما بين الغث والثمين فكلاهما في نظرهم واحد ومتساو نتيجة لفقدان الخبرة في تقبلهم للنقد البنَّاء وبالتالي تتساقط أوراق الأشجار الواحدة تلو الأخري بعد أن تم زرعها وعنايتها علي مدي سنوات عديدة ماضية وتعلقت بها الأنظار. مطار القاهرة بوابة مصر الأولي شأنه شأن مؤسسات عديدة لا تخلو من السلبيات كما أن لديها إيجابيات لكن عندما تظهر السلبيات وننتقدها ونحذِّر من استمرارها ونطالب بتلافيها نري إصراراً علي الاستمرار والابتعاد عن تصحيح الأخطاء وأيضاً انعدام مبدأ المساءلة!! كان ينبغي أن يستيقظ كل من أخطأ من سباته العميق لأننا نعيش الآن فترة في غاية الحساسية وأيضاً الخطورة تتطلب البناء والتقدم والرخاء والازدهار والابتعاد عن كل أشكال وأنواع الوساطة والمحسوبية التي عانينا منها خلال سنوات عجاف من حكم المخلوع والمعزول ولابد من الاعتماد علي أهل الخبرة لا أهل الثقة حتي لا يسقط البنيان الذي ينخر فيه السوس ويهدد أعمدته. مطار القاهرة لا يخلو من سلبيات وقرارات عشوائية وتعيينات تحيط بها الشبهات من كل جانب وتخالف القانون وكأن من شارك أو ساهم أو أصدر قراراً يخالف اللوائح والقوانين يملك عصا سحرية تتيح له الضرب بعرض الحائط لكل القواعد وهي القوي التي تحمي المتورطين من المساءلة؟! إنها تساؤلات أتمني الإجابة عنها من المسئول الأول عن شركة ميناء القاهرة الجوي اللواء محمد كامل القائم بالأعمال والذي لا يختلف عليه اثنان في أنه رجل دمث الخلق وإنسان مرهف الحس.. رقيق المشاعر وطاقة من الجهد لا حدود لها.. وقد يكون ما حدث من أخطاء نتيجة لقرارات مسئولين بالشركة خاطئة هو أيضاً يتحمل أوزارها وكان ينبغي محاسبتهم بدلاً من غض الطرف عنهم؟! في المقابل نري الجهد الخارق الذي يبذله الدكتور مهندس محمود عصمت رئيس الشركة القابضة للمطارات والملاحة الجوية من أجل النهوض بكافة أنشطة القابضة وإنصافاً للحق الرجل عندما تولي شركة الميناء في نهاية 2012 حقق نجاحات كثراً لا ينكرها سوي حاقد أو جاحد وعندما تولي مسئولية القابضة تمكن من إصدار قرارات حاسمة يشار لها بالبنان إضافة إلي استعادته مليارات الجنيهات كانت ضائعة وهذا هو دور المسئول الذي يهتم بالنقد البنَّاء ولا يبالي بالنقد الآخر لأنه يضع نصب عينيه هدف الوصول إلي بر الأمان. لقد واصل الرجل الليل بالنهار حتي تسللت الآلام إلي جسده فانتقل علي إثرها إلي العناية المركزة بمستشفي مصر للطيران حتي شفاه الله فصمم علي الخروج رغم تحذيرات الأطباء ونصحوه بالراحة إلا أنه عاد إلي مكتبه ليواصل عمله باقتدار بكل جهد وإرادة مما يؤكد أن الرجل مسئول فوق العادة يدرك أهمية منصبه ويبذل كل جهد من أجل مصر أولاً ثم الطيران المدني. وأخيراً عافاك الله يا دكتور.