بديهي ألا يجرؤ أحد علي توجيه أي نقد إلي السلطة القضائية لأننا ندرك أن القضاء سلطة تنفذ القانون علي القوي والضعيف والغني والفقير ولا أحد فوق المساءلة إذا خالف القانون .. في نفس الوقت لابد أن نعرف أن المتهم برئ حتي تثبت إدانته وبالتالي وجدت نفسي مضطراً إلي الحديث حول القطار الآلي وأهميته في المرحلة الحالية خاصة بعد أن تمت إحالة مسئولين سابقين هما الطيار محمد فتحي فتح الله رئيس الشركة القابضة للمطارات والملاحة الجوية الأسبق وعبدالفتاح مطاوع إبراهيم بدران نائب رئيس مجلس إدارة شركة ميناء القاهرة الجوي إلي الجنايات بعد إحالة الدعوي إليها بتهمة الإضرار العمدي بأموال شركة الميناء بعد أن حملا الشركة تكلفة إنشاء القطار الآلي الذي ترتب علي إنشائه ضرراً مالياً قدره أربعمائة وخمسة ملايين جنيه. شهادة أساتذة بكلية الهندسة بجامعة القاهرة أكدت أن الدراسات والأبحاث العالمية في مجال النقل داخل المطارات انتهت إلي أنه لا جدوي اقتصادية من اقامة الناقل الآلي إلا إذا كانت المسافة تقل عن 2كم أو كان عدد الركاب يقل عن 5 آلاف راكب في الساعة والمسافة بين أبعد نقطتين بمطار القاهرة هي 1800 متر وكان عدد ركاب الترانزيت لا يتجاوز 2000 راكب في الساعة.. هذه هي الدراسات العلمية لكن السؤال الذي يفرض نفسه هل القطار الآلي في مطار القاهرة له أهمية أو كان مجرد ديكور الغرض منه أشياء أخري. حقيقي أن مطار القاهرة كان يتوجع علي مدي ال 24ساعة يومياً من تكدس السيارات في ساحة الانتظار إضافة إلي أن الركاب المصريين معظمهم لا يعرف التعامل مع ابنية المطار التي أصبحت بعيدة عن بعض ونري يومياً رحلة عذاب سواء من الركاب أو المودعين والمستقبلين علي السواء ولذلك كانت فكرة إنشاء القطار الآلي الذي يتناسب مع الطيران المدني المصري الذي يحمل الريادة في هذا النشاط بإفريقيا ومنطقة الشرق الأوسط خاصة بعد أن استعاد ريادته من جديد وحصل علي شهادات دولية من المنظمات والهيئات العالمية. الجميع يعرف أن الوصول إلي مبني من مبني آخر أمر صعب نظراً لصعوبة الطرق ولكن بعد إنشاء القطار الآلي انتهت رحلة العذاب والدوران حول مطار القاهرة للوصول إلي المكان المطلوب بأقل جهد ووقت ولذلك رأينا السياح الأجانب يحرصون علي مشاهدته واستخدامه والتقاط الصور بداخله لأنهم باختصار لا يجدون التجربة في دول الجوار رغم كل ما تمتلكه من امكانات لأن الفارق بين مصر وأي دولة من دول الجوار هو الريادة والخبرة والتفكير في الأفضل. هذه رؤية يجب تسجيلها بعيداً عن وقائع وأحداث القضية أما الناحية القانونية فهذا من اختصاص الجهات المسئولة تجاه العمل بنظام الأمر المباشر لشركة فرنسية لتتولي التصميم والإشراف علي تنفيذ القطار الآلي بمطار القاهرة وأيضاً التفاوض معها.. ما يهمنا في ميناء القاهرة الجوي هو جدوي القطار الآلي حيث تبين من تشغيله أن هناك اقبالاً من الركاب والمودعين والمستقبلين وأيضاً العاملين في التنقل إلي عملهم بين المبنيين في سهولة ويسر وخلال فترة زمنية قصيرة مما يؤكد أن القطار له جدوي في المطار ويعد نقله حضارية تؤكد ريادة مصر للطيران المدني في المنطقة والأهم التغلب علي ظاهرة الازدحام التي كانت سائدة قبل تشغيله. علي العموم في كل دول العالم المتطورة نري مترو الأنفاق يصل إلي المطارات والركاب يستقلون المترو ويرفضون سيارات التاكسي والليموزين وفي مطار القاهرة مازلنا نعاني من ارتباك المرور من وإلي المطار وسوء السيارات وأتوبيسات النقل العام وسطوة السائقين والضحية في النهاية هو الراكب سواء كان مصرياً أو أجنبياً. أرجوكم حاسبوا كل من تمت إدانته أو تسبب في إهدار المال العام .. أما وجود القطار الآلي في المطار فهو واجهة حضارية وساهم في حل مشاكل عديدة.