وقت المحن والشدائد تظهر معادن الرجال.. والمصريون دائماً رجال وقت الشدائد لا يسجدون إلا لله سبحانه وتعالي ولا يركعون ولا تهمهم إلا المصلحة العامة التي تجني ثمارها لصالح مصر والمصريين.. لقد تجسدت كل هذه المعاني الطيبة في موسم سفر وعودة ضيوف الرحمن حيث التفت القلوب حول بعضها وتكاتفت الأيادي بكافة الجهات العاملة بمطار القاهرة الدولي للخروج بموسم حج ناجح يشار له بالبنان.. الكل كان في خدمة الحجاج لا يدخر أحد جهداً من أجل التيسير عليهم بخاصة أن من بينهم كبار السن وأصحاب الاحتياجات الخاصة فشاهدنا خلال سفرهم انسيابية في إنهاء الإجراءات حتي وصولهم إلي متن الطائرات التي تقلهم إلي الأراضي المقدسة دون عناء. والآن نشاهد ملحمة من الجهد والعناء في رحلات الوصول.. الكل خلية نحل لخدمة الحجاج والبشائر تؤكد أن هناك إصراراً علي نجاح الموسم من كافة الاتجاهات.. طائرات تهبط في مطار القاهرة في المواعيد المحددة لها.. وإجراءات الجوازات يتم إنهاؤها علي متن الطائرات وجمارك تيسر ولا تعسر وتنهي الإجراءات في زمن قياسي ورجال الشرطة يؤمنون من الداخل والخارج.. لقد رأينا سيمفونية حب تعزف في مطار القاهرة الدولي شارك فيها الجميع دون أن يفضل أحداً عن الآخر فكانت النتائج إيجابية. بديهي أن مصر للطيران تحمل عبئاً ثقيلاً في هذا الموسم فهي التي تقل ما يقرب من 70 ألف حاج في رحلات السفر و90 ألف حاج في رحلات العودة وأي خلل سواء في مواعيد الإقلاع والهبوط أو تخلف الحقائب كان سيجعلها في دائرة التقصير في أداء المهمة التي تتولاها وبخاصة أن أي خلل في ذلك يؤدي إلي الارتباك والتخبط والازدحام الذي ينتج عنه تكدس الحجاج في صالات الوصول.. والالتزام في مواعيد هبوط رحلات مصر للطيران في مطار القاهرة يكون دائماً نتاج جهد وتنسيق مع السلطات السعودية بالطيران المدني لتحديد مواعيد إقلاع الطائرات بمطاري جدة والمدينة المنورة وبالتالي لابد أن تعي تماماً أن النجاح وراءه رجال يعملون في صمت ولديهم إصرار علي تحقيق الأهداف المنشودة ويدركون أنهم أمام اختبار صعب ولا مناص من تحقيق النجاح بالخبرة والكفاءة التي يشهد لها الجميع. النجاح لم يكن وليد ضربة حظ أو صدفة إنما دائماً وأبداً وراءه جهد وعلم وخبرة وإصرار علي الوصول إليه.. والشركة الوطنية تمتلك كل هذه الأدوات وقد استعدت لموسم سفر وعودة الحجاج قبل البدء بعدة شهور ولديها دليل عملي تسير عليه يحدد الوظائف والمهام وكيفية مواجهة الأزمات والعمل علي حلها في أسرع وقت ممكن ومجموعات عمل في استقبال ضيوف الرحمن بالأراضي المقدسة ومجموعات عمل لعودتهم بعد الانتهاء من أداء مناسك الحج من هنا كان النجاح الذي لمسناه مع بداية الجسر الجوي للشرركة الوطنية مصر للطيران لنقل ضيوف الرحمن. الكل كان في ملحمة العطاء وفي مقدمتهم الطيار حسام كمال وزير الطيران المدني والطيار سامح الحفني رئيس الشركة القابضة لمصر للطيران والطيار هشام النحاس رئيس شركة مصر للطيران للخطوط الجوية وهناك رجال يعملون في صمت منهم القطاع التجاري برئاسة شريف المغلوب والإدارة العامة للمحطات برئاسة أحمد شاهين الموجود حالياً بالأراضي السعودية لتولي مسئولية تفويج رحلات العودة والإدارة العامة للعلاقات العامة بشركة الخطوط برئاسة هشام عبدالوهاب. ويبقي الأبطال شركة مصر للطيران للخدمات الأرضية برئاسة المهندس محمد سعيد ورجاله الأبطال الذين يبذلون أقصي جهد بدني دون أن يتوجعوا من أجل أداء لمهمتهم علي أكمل وجه ولم لا وهم يرون رئيس شركتهم يشاركهم العمل والأداء فزادهم حماساً وإصراراً علي إنهاء عملهم في زمن قياسي وخروج الحجاج وهم يحملون حقائبهم. وتأتي شركة مصر للطيران للصيانة والأعمال الفنية برئاسة المهندس هشام ناصر التي تتحمل المسئولية في أعمال الصيانة الفنية لطائرات مصر للطيران وكان الجميع مهندسين وفنيين وعمالاً رجالاً فوق العادة من أجل تحقيق السلامة. ولا ننسي الدور الأمني البناء لرجال الشرطة برئاسة اللواء علاء علي مساعد وزير الداخلية لأمن مطار القاهرة وأيضاً رجال الجمارك برئاسة أحمد حسن فقد كانوا جميعاً فرساناً في أداء مهامهم. أما القابضة للمطارات والملاحة الجوية برئاسة د.مهندس محمود عمصت فقد عزفت سيمفونية العطاء وحب العمل والأداء اللامحدود سواء في مطار القاهرة الدولي عروس المطارات المصرية أو المطارات الداخلية وأيضاً الشركة المصرية للملاحة الجوية حيث كان رجال المراقبة الجوية رجالاً كالعادة ولهم دور حيوي وبناء في نجاح موسم الحج. مطار القاهرة في أبهي صوره برئاسة اللواء محمد كامل رئيس شركة ميناء القاهرة الجوي قدم كل التيسيرات لضيوف الرحمن وذلك ذلك العقبات ووفر الخدمات فلم يشعر أحد بأي مشكلة وتمضي رحلات عودة الحجاج الواحدة تلو الأخري دون أن يشعر أحداً بذلك سواء في صالة الرحلات الموسمية المخصصة لرحلات مصر للطيران أو بصالة 3 بالمبني القديم المخصصة لرحلات الخطوط الجوية السعودية. وللإنصاف دائماً يبقي الجندي المجهول مثار إعجاب وتقدير من الجميع وهم ضباط المراقبة الجوية بشركة الملاحة الذين يعملون ليل نهار ولا يؤتون أو يتوجعون ويدركون أنهم مسئولو علي إقلاع وهبوط كافة رحلات شركات الطيران فاستحقوا من الجميع التحية والتقدير. علي العموم نكرر ما ذكرناه في بداية المشوار وقت المحن والشدائد تظهر معادن الرجال.. والمصريون دائماً رجالاً وقت الشدائد لا يسجدون إلا لله الواحد القهار ولا يركعون إلا من أجل مصر والمصريين.