مترو "ترام" مصر الجديدة يعود تاريخ انشاؤه إلي 1907 بواسطة شركة بلجيكية .. وبدأ أول رحلة ب 27 عربة بلجيكية بين محطة كوبري الليمون وروكسي بمسافة 7 كيلو مترات بمدة تقاطر نصف ساعة .. وفي عام 1951 بدأ تشغيل خط عبدالعزيز فهمي ثم توالي إنشاء الخطوط .. ومنذ عام 62 وحتي 1989 انضم لأسطول المترو 280 عربة صناعة يابانية .. وظل "الترام" منذ إنشائه يمثل وسيلة نقل هامة لسكان المناطق التي يمر بها .. حتي أصبح جزءاً من تاريخ مصر. ومؤخراً فوجئ السكان بالغاء خط مترو "ترام" مصر الجديدة وتحديداً بعد مرور حوالي 107 سنوات علي إنشائه بجرة قلم. ولأن " الترام" كان منضبطاً في المواعيد .. فقد كان المواطنون يضبطون ساعاتهم علي مواعيد وصوله إلي المحطات وخاصة طلاب جامعة عين شمس لتوقفه في محطات تطل علي معظم كليات الجامعة. وتميز المترو علي مدار ال 107 أعوام الماضية بعدم تلويثه للبيئة .. تخريب المرفق بدأ فور نقل تبعيته بمكوناته ومشتملاته وعماله عام 1992 من شركة مصر الجديدة للاسكان والتعمير إلي هيئة النقل العام التابعة لمحافظة القاهرة .. واكتملت فصول المهزلة وسيناريو الحكم بالاعدام عليه .. بامتداد أيادي الفاسدين إليه لهدمه والقضاء عليه والعبث بمقدرات العمال ومستحقاتهم البالغ عددهم وقتها أكثر من 5 آلاف عامل. بالاضافة إلي إهمال ورشة بمنطقة ألماظة مساحتها حوالي 56 ألف متر مربع ومركز تشغيل يسمي ً"الدريسة" بمنطقة روكسي مساحته 3 آلاف متر مربع ويقدر ثمن المساحتين بمليارات الجنيهات .."المساء" تفتح ملف مرفق مترو مصر الجديدة المسكوت عنه من المسئولين الذين يغضون أبصارهم عن أوضاعه المتردية وأصابع الفساد التي تعبث به وأدت إلي تسريح العاملين الذين تناقصت أعدادهم من 5 آلاف إلي حوالي 800 فقط بالإضافة إلي 900 آخرين انضموا إليهم من هيئة النقل العام لعدم قيام الهيئة بتعيين موظفين أو عمال جدد بالمرفق بدلاً من الذين يصلون إلي سن المعاش أجمع العمال والموظفون الذين رفضوا ذكر أسمائهم خوفاً من البطش بهم علي أن الهيئة عندما تسلمت المرفق كان به 180 عربة مترو ولم تقم بعمليات التجديد والاحلال حتي وصل عدد عربات المترو الصالحة للتشغيل إلي 10 عربات فقط علماً بأن قطار المترو يتكون من عربتين بالاضافة إلي 6 قطارات باجمالي 12 عربة يتم تشغيلها منذ الصباح وحتي وقت الظهيرة فقط لكثرة أعطالها ثم يتم سحبها إلي الجراج. اضافوا أن العربات الباقية وعددها 158 عربة تم تخريدها وبيعها بأبخس الاسعار مؤكدين أن آخر عملية بيع خردة تمت في 18 يونيه الماضي ببيع 10 عربات باجمالي سعر 161 ألف جنيه قيمة الواحدة 61 ألفاً علماً بأن سعر شراء العربة الجديدة 2 مليون جنيه!! قال العمال ل "المساء" إن الفساد منع شراء قطع غيار أو مواتير أو عربات جديدة حتي من الدعم المالي السنوي المخصص من الدولة للمرفق حيث استولت عليه الهيئة لشراء اتوبيسات جديدة. أوضحوا انه كان يتم إصلاح العربات من خلال مكونات العربات الأخري وبالتالي تقوم عربات المترو بأكل نفسها مما أدي إلي تنقاصها لهذا العدد الهزيل. قال العمال ان لم تكن هناك نية لدي المسئولين لمحاربة الفساد وإصلاح المرفق بل اتجهت سياساتهم إلي تصفية المرافق والقضاء عليه .. فألغوا معظم الخطوط من التحرير إلي رمسيس وخطوط المطرية والدراسة والمطرية رمسيس والدراسة رمسيس ومدينة نصر والميرغني .. ورفعوا القضبان عن الطريق بمناطق مدينة نصر آخر شارع مصطفي النحاس وحتي كلية البنات مروراً بشارع يوسف عباس وبمصر الجديدة من أمام نادي هليوبوليس وحتي ميدان السبع عمارات وفي منطقة الماظة من نهاية خط الماظة وحتي محطة دار الاشارة وفي النزهة من مساكن الشيراتون وحتي محطة ملعب الاسكواش أمام نادي الشمس. أضاف العاملون أن المسئولين تركوا محطات كهرباء للاهمال والتخريب .. والأدهي أنهم عرضوا ماكينة دك الطرق للبيع بأي سعر من أن ثمنها يتعدي العشرة ملايين جنيه وتستخدم في تثبيت القضبان علي الأرض وتأمين الطريق وقياس مدي سلامته لتجنب وقوع أي كارثة. . كما تخلصوا من الماكينات والمخارط بورشة اجراء العمرات للمواتير بالماظة سواء بيعها أو إتلافها بسبب الأهمال أو عدم استخدامها. وقال العاملون : توجد محطة كهرباء داخل الورشة بالماظة وحتي الآن لم يتم افتتاحها.. وامتد الاهمال ليشمل المغسلة المخصصة لتنظيف عربات المترو حيث تم غلقها بالضبة والمفتاح ولم يتم استخدامها. أضافوا: العجيب والغريب أنه في نفس الوقت الذي يتم فيه رفع القضبان من الطرق وتخزينها بكميات كبيرة جداً بمنطقة الجبل بورشة ألماظة قام المسئولون باهدار المال العام بشراء 750 طن قضبان حديدية بخلاف المكدس بالمخازن .. والمثير للدهشة أن العمال عثروا أثناء تجولهم منذ عدة شهور بمنطقة الجبل بالورشة علي ماكينة ثني القضبان ملقاه علي الأرضي وتم إدخالها إلي المخازن كعهدة وإنشاء بطاقة صنف لها.