بعيداً عن الاجراءات التي تتم الآن بشأن إقامة منطقة عازلة علي الحدود الشرقية لمواجهة الإرهاب واغلاق الانفاق التي تشكل خطراً علي الأمن القومي المصري. وبعيدا عن تفهم أبناء سيناء لاجراءات الحكومة الخاصة باخلاء المساكن وتعويض أهلها.. أقول ان الأمر يتطلب الآن وبسرعة ودون ابطاء ألا نغض البصر عن عملية تنمية وتعمير سيناء.. وهو الأمر الذي أهملناه طويلا بقصد أو بدون. الله أعلم!! سيناء بها امكانات سياحية وتعدينية وزراعية كبيرة فضلا عن الصناعة والصيد.. وكلنا نعلم أن شمال سيناء به زراعة والجنوب يعتمد علي السياحة أما وسط سيناء فهي صحراء قاحلة!! فهل من المعقول ان نترك 6% من مساحة مصر دون استغلال ودون اهتمام بزراعتها بالبشر؟! سيناء تستوعب أكثر من 4 ملايين مواطن.. وهي مهمة قومية يجب ان نعطيها الاولوية ونوفر لها الامكانات والاستثمارات وعوامل الجذب لأن زراعة الأرض بالبشر حماية وأمان من الاطماع في هذه البقعة الغالية.. كما انه خط دفاع لمواجهة العناصر الإرهابية التي استغلت الظروف وتغلغلت محاولة زعزعة الاستقرار والايحاء بأن يدها هي الطولي. أعلم ان شيوخ القبائل يطالبون بهذه التنمية ويؤكدون علي أهميتها وضرورتها.. ويبقي علي الدولة ان تسرع الخطي في هذا المجال الذي اهملناه منذ تحرير سيناء حتي الآن مكتفين بالاغاني الوطنية مثل "سينا رجعت لينا ومصر اليوم في عيد"!! الاغاني شيء والعمل علي أرض الواقع شيء آخر.. ولذلك اتمني ان تشهد الفترة القادمة تقدما في هذا الاطار من خلال تصريحات اللواء محمد ناصر رئيس الجهاز المركزي للتعمير الذي أكد ان هناك خطة شاملة لتنمية سيناء مشددا علي انها تعد من أفضل اقاليم مصر من ناحية البنية الاساسية عكس ما يظن الجميع.. حيث تتوافر الطرق ومحطات المياه والصرف الصحي والكهرباء بشكل كبير وكامل.. المشكلة علي حد قوله تتمثل في نقص الاستثمارات والمشروعات التنموية نتيجة للاوضاع الأمنية. واجبنا كدولة وحكومة ان نهيء المناخ لجذب الاستثمارات وان نواجه الاوضاع الأمنية لنحقق الامان والاستقرار الذي ينشده رأس المال.. فهل نفعل اليوم قبل الغد؟! واقع الحال يؤكد ان الدولة بدأت الخطوة الأولي.. ولكن لابد من استمرار باقي الخطوات دون ابطاء.. ليتحقق الأمل الذي نرجوه جميعاً.