غداً نحتفل بذكري تحرير سيناء.. ولكن هل اكتمل بالفعل هذا التحرير؟ سؤال يلح عليّ كثيراً كلما ذهبت إلي سيناء.. وأنا من عشاقها.. أو كلما نظرت إلي خريطة مصر التي تمثل سيناء فيها ثلاثة أمثال مساحة دلتا النيل!. وأكاد أعترف أننا رغم تحريرنا «لأرض سيناء» إلا أننا عجزنا، وتأخرنا كثيراً عن تعمير هذه المساحة التي تصل إلي 61 الف كيلو متر.. حقيقة حررنا أرض سيناء، وهنا الشكر واجب لبطل هذا العمل العظيم الرئيس أنور السادات.. وأيضاً الشكر موصول للرئيس حسني مبارك - ورجاله - الذي لم يفرط في متر واحد من أرض طابا، في سيناء.. ولكنني أكاد أري صدق مقولة أن هناك من تآمر علي استكمال هذا التحرير..أي تنمية وتعمير هذه الأرض .. فهل يا تري مازالت المؤامرة علي سيناء مستمرة؟! أقول - وبالفم المليان - نعم، لم نستكمل ذلك، وإذا كنا قد أقمنا الكثير من البنية الأساسية من طرق ومياه وكهرباء.. وبعض الصناعات الوليدة.. إلا أننا لم نحرر الإنسان السيناوي، أي لم نوفر له أبسط أشكال الحياة الحرة وفي مقدمتها تمليك الارض التي يعيش عليها أو يزرعها.. وإذا كان «الإخوان» خلال سرقتهم للسلطة علي مصر قد منحوا بعض الغرباء الجنسية المصرية، فإن هذه الجنسية استغلها البعض أسوأ استغلال، بشراء أراضي سيناء مقدمة للاستيلاء عليها ليقيموا عليها امارتهم.. بعد أن نسوا معركتهم الأساسية ضد إسرائيل.. وبسبب التواطؤ الإخواني مع إخوان حماس فإن سيناء- بل ومصر كلها- تعاني من تلك الشبكة العنكبوتية من الانفاق التي تستهدف حماس عبرها خيرات مصر.. ولا أحد يعرف بالضبط، عدد هذه الأنفاق.. وكل ما نعرفه أن جيشنا نجح- حتي الآن- في تدمير أكثر من 1500 نفق!! فماذا عن الباقي؟ وماذا عن جذب استثمارات المصريين- وغيرهم- لتعمير سيناء واستغلال ثرواتها لصالح أهلها، ولصالح مصر والمصريين فقط- أم أن المخطط هو ترك كل هذه الثروات.. إلي حين يستولي هؤلاء عليها ضمن مخططهم للاستيلاء علي سيناء نفسها؟ هل يكون الحل هو «عسكرة» كل سيناء.. أي تتولي قواتنا المسلحة كامل عملية تنمية وتعمير سيناء- بما تملكه من أفراد.. وأموال.. وأفكار ومعلومات كاملة عن سيناء، لنستفيد بذلك من ثقة أبناء سيناء بجيش مصر، عن دون أجهزة مصر بلا منازع. أم تتولي قواتنا المسلحة طرح عمليات التنمية علي شباب سيناء وعواقلها من رجالات سيناء.. وما أكثر هؤلاء وهؤلاء ليقوموا بتنفيذ الحلم المصري الكبير بتنمية سيناء بأيدي أبنائها من شباب المستثمرين بشرط أن يكون للبنوك المصرية- الوطنية- اليد الطولي في تمويل عمليات هذه التنمية، من خلال قروض بلا حدود، لتحويل سيناء إلي مركز عالمي للصناعة والزراعة والإنتاج- في كل المجالات- والحمد لله تمتلك البنوك الوطنية كل ما تحتاجه عملية تنمية سيناء من أفكار وأموال. وأن تبدأ هذه العملية شديدة الطموح، بإنشاء «بنك سيناء للتنمية والتعمير» بشرط أن نضع ضوابط لحماية هذا المشروع القومي من تغلغل أي نفوذ أجنبي مالي - أو غيره إلي سيناء لحماية هذه الأرض المقدسة من أي مخاطر للقفز عليها.. مهما كانت المغريات. وأقول هنا إن أهل سيناء برعوا كثيراً في الزراعة بدون تربة سوداء وبأقل مياه موجودة، من خلال الهرابات التي تصطاد نقط المياه حتي ولو كانت من الندي والمطر.. نقول ذلك وسيناء تمكننا من زراعة أكثر من نصف مليون فدان - في المرحلة الأولي- ورحم الله اللواء منير شاش محافظ شمال سيناء السابق الذي كان رائداً في هذا المجال.. وأن نحل وبسرعة مشكلة ترعة السلام بأن نوصلها إلي منطقة السر والقوارير لزراعة مئات الألوف من الأفدنة.. وأن نقوم بتحلية مياه الآبار المالحة، أو نصف المالحة.. باستغلال الطاقة الشمسية. هل يفعلها المهندس إبراهيم محلب، رئيس الحكومة، وهو سليل أسرة الانشاء والتعمير الأولي في مصر «المقاولون العرب» بأن ينشئ وفوراً وزارة لتنمية سيناء، في هذه المناسبة العزيزة.. وأن يطرح الأفكار الأساسية للتنمية هناك.. حتي نقول له: مبروك استمرار حكومتك إلي ما بعد الانتخابات، وفيها، وزارة تنمية سيناء.. وبنك سيناء للتنمية والتعمير».. هكذا يكون الاحتفال - كما يجب- بذكري تحرير سيناء.