تزامنًا مع الاحتفال القومي بعيد تحرير سيناء، غدًا الخميس، وهو اليوم الذى استردت فيه مصر سيناء بعد انسحاب آخر جندى إسرائيلى منها، تتجه الدولة بقوة نحو تعمير هذه الأرض المليئة بالخيرات؛ حيث تشجع رجال الأعمال على الاستثمار فيها، بجانب خطط التنمية التي تعدها لاستغلال هذه المنطقة الحيوية في المرحلة المقبلة. فيما أكد خبراء اقتصاديون ضرورة وضع تنمية سيناء على أولوية تحركات الحكومة المصرية، مشددين على أن تأمين سيناء سياسيا وأمنيا لا يتم إلا عن طريق التنمية الشامل وتعمير كل شبر فيها. من جانبه، قال د. حمدي عبد العظيم، أستاذ الاقتصاد ورئيس أكاديمية السادات السابق: إن مشروعات العهد السابق أهدرت ثروة سيناء ولم تستفد منها على النحو الأمثل، مشيرًا إلى أنه على مستوى التنمية الزراعية والاستفادة من مياه "ترعة السلام" فلم يتم زراعة سوى 66 ألف فدان رغم أنه كان من المفترض أن يتم زراعة 400 ألف فدان. وذكر عبد العظيم في تصريح ل«الحرية والعدالة» أنه "لا بد أن تكون التنمية على مستويين: الأول من خلال التنمية الزراعية والتوسع في إنتاج المحاصيل والاستفادة من مياه ترعة السلام على النحو الأمثل، وكذلك الاستفادة من الثروات المعدنية والتوسع في الصناعات التحويلية في وسط سيناء، وتحقيق التنمية الشاملة". وأشار إلى أن المستوى الثاني يتمثل في التنمية الأمنية والعمرانية من خلال إنشاء المدارس والجامعات وحل مشاكل تملك الأراضي والعمل على ترسيخ مبدأ المواطنة، مشددًا على أن التنمية هي الأمان السياسي والأمني. وبدوره، كشف د. محمد الفقي، رئيس اللجنة الاقتصادية بمجلس الشورى، أن الموازنة العامة الجديدة خصصت جزأ منها لتنمية سيناء، مشيرًا إلى أن تنمية سيناء تأخر عمدًا وآن الأوان أن نرد لأهالي سيناء بعض ما قدموه لهذا الوطن". وأضاف أن الدولة بدأت الاهتمام بهذا الملف من خلال خطة التنمية وقانون تنمية سيناء ونصيب عادل في الموازنة الاستثمارية، لافتًا أن هناك ثروات كثيرة لم يستفد منها بعد في سيناء منها القدرات الزراعية والمقومات السياحية والثروات المعدنية، ضاربا مثالا بصناعة الزجاج والرخام وزراعات الزيتون والنباتات الطبية. وشدد رئيس اللجنة الاقتصادية بمجلس الشورى على أننا نستطيع أن ننهض وأن ننجح لكن إذا كانت لدينا القدرة على التضحية، وفضلنا مصلحة مصر على مصالحنا الشخصية. من الناحية الأمنية، قال اللواء طلعت مسلم الخبير الأمني والإستراتيجي: إن سيناء جبهة خطيرة يجب الاهتمام بها والقيام علي تنميتها كأحد نقاط الارتكاز الأمنية التي يجب دعمها. وأوضح مسلم في- أن تطوير الوضع الأمني في سيناء يحتاج إلى تكاتف كل القوى الأمنية الشرطة والجيش لمواجهة الخارجين عن القانون، مؤكدا أن ما يتم في سيناء من تطهير المجرمين وتطهير الأنفاق سيُسهم في إعادة صياغة سيناء من جديد بعد الثورة وتحويلها إلى جبهة دفاع قوية. وطالب مسلم بتوصيل المياه لسيناء حتى تبدأ في زراعة واستطلاح الأراضي السيناوية، وليجد أبناء سيناء الوسيلة لزراعة أرضيهم بدلاً من أن يدخلوا في عمليات تجارة غير شرعية.