لم أستغرب كثيراً حين قرأت تصريحات الدكتور جابر عصفور وزير الثقافة لوكالة الأناضول ونقلتها جريدة "المساء".. قال لافض فوه: إن الفكر الديني الجامد يمارس قيودا علي الثقافة مما جعل مصر في تصنيف متأخر بسبب هذه القيود ولم يكتف بذلك وإنما أشار إلي مواد الدستور التي تتمسك بمبادئ الشريعة الإسلامية وأنها الأصل كما لو كنا في دولة دينية مع أننا في دولة مدنية حقيقة تلك هي آراء الدكتور وزير ثقافة أكبر دولة عربية معروفة بهويتها العربية والإسلامية ومن المدهش أن الوزير تجاهل تلك القيم الحضارية التي جاءت بها شريعة الإسلام الغراء وكيف انتشلت المصريين من الظلم والتخلف ونهضت مصر بتلك المبادئ ولم تكن القيم قيودا تؤدي إلي تصنيف متأخر وإنما نهضت وازدهرت لكن الدكتور عصفور يصر علي مناهضة تلك المبادئ التي يري أنها تؤدي للتأخر والتخلف!! يبدو أن الدكتور عصفور لم يتخل عن آرائه التي عرفناها عنه منذ فترة طويلة ليقل ما شاء فلا حجر علي رأي لكن من يتربع علي عرش ثقافة مصر لابد ألا يبتعد عن الحقيقة بأي حال من الأحوال ففي العصر الإسلامي فتلك أم الدنيا زمام نهضة ثقافية وحضارية منها خرج الشعراء وهل يستطيع الدكتور عصفور أن ينكر مدي تألق أمير الشعراء أحمد شوقي وما قاله من إبداع في إطار من الالتزام بمبادئ الشريعة الإسلامية وذلك الرجل الذي تربع في قلوب كل مبدع ملتزم.. إنه عباس محمود العقاد إبداعه ملء السمع والبصر هل تناسيت كل مؤلفات هذا العملاق التي أبدع فيها في إطار من حرية الرأي والفكر دون أن تشكل له هذه المبادئ قيودا أو حجرا علي رأيه أو إبداعه. ألم تقرأ يا دكتور عبقرياته والتي يتأكد فيها أن هذا هو الإسلام الذي يترقي بمشاعر البشرية دون إسفاف أو جحود أو تحلل من المبادئ ادعاء بأنها قيود تعطل انطلاق الإبداع "كبرت كلمة تخرج من أفواههم إن يقولون إلا كذبا" وهل تتجاهل يا د. عصفور ذلك الشاعر المغوار حافظ إبراهيم ابداعاته في كل المجالات من أفضل المبدعين في الوطنية وتربية الأجيال وهل تتناسي مدي إنصافه لبنات حواء التي سبق الإسلام كل أهل الحضارات وأنصفها وعلي ضوء هذه المبادئ قال حافظ: الأم مدرسة إذا أعددتها أعددت شعبا طيب الأعراق الظلم حرام يا دكتور عصفور.. إن الإبداع تألق في ضوء قيم الإسلام وهل التحلل من القيم هو الطريق لرسم قصورة المستقبل أم نريد تقليد الغرب في سلوكيات ونهدر هؤلاء الرموز الذين أثروا الحياة الثقافية وأبدعوا أيما إبداع في شتي مجالات الثقافة.. مسرحيات شوقي وغيره من القامات العالية التي أشاد بابداعاتهم كبار الأدباء والإبداع من الشرق والغرب ان الحفاظ علي هذه القيم حماية للإبداع من الإسفاف والانفلات كما أنها في نفس الوقت حماية للأجيال من الانحراف ولا يخفي عليك يا دكتور عصفور ما يجري في الغرب من ضياع لأوامر العلاقات بين الأجيال .