مأساة إنسانية تشهدها شواطئ الإسكندرية بصورة شبه أسبوعية من محاولات الهجرة غير الشرعية إلي ايطاليا.. إلا أن اللافت للنظر هو تزايد اعداد المهاجرين من مجرد عشرين أو ثلاثين علي مركب واحد لتصل إلي المئات.. وأيضاً ظهور جنسيات غريبة لم تكن تحرص علي الهجرة من قبل منها من جيبوتي والصومال وجزر وادي القمر. "المساء الأسبوعية" التقت بمجموعة تم ضبطها قبل هجرتها لإيطاليا علي شواطئ شرق الإسكندرية وقامت المحافظة بتوفير محل اقامة مؤقت لهم بمركز شباب الأنفوشي. يقول "علاء مهدي" 28 سنة "عراقي" أن المتبقين من المصاحبين لنا في المرحلة هم 130 رجلاً بخلاف النساء والأطفال والمصريين الذين تم عودتهم لمنازلهم بعد أن تعدي عدد الضحايا خلال الرحلة ال "300" مهاجر. واضاف: أنا حاصل بكالوريوس تربية قسم جغرافيا وحضرت للقاهرة الشهر الماضي حيث مكثت في شقة مفروشة بمبلغ 1200 جنيه موضحاً أنه هرب من الأوضاع الأمنية في العراق وحصل علي "2200" دولار من والده الذي أستدان حتي يسدد له الأموال التي يسافر بها من أجل مستقبل أفضل!!. أشار إلي أن شبكة التهريب للمهاجرين هي شبكة كبيرة علي مستوي العالم وتستهدف السفر من خلال ثلاث دول هي "ليبيا" الأسهل في السفر و"مصر" ثم "تونس" وهي الأصعب في السفر من خلالها. أوضح أن بالعراق سماسرة معروفين للتعاقد معهم علي الهجرة غير الشرعية ولكن للأسف تعرضت للخداع بعد أن أوهموني بالسفر علي باخرة عملاقة ثم اكتشفت أنني استقل مركباً صغيرة!! أما "محمد يوسف" "32 سنة" سوداني الجنسية فيقول: حضرت لمصر بعد الاتفاق مع سمسار بالسودان علي الهجرة مقابل 2000 دولار والاتفاق والاتصال كان مع سمسار تليفونياً بمصر وكان أملي في مستقبل أفضل. ولكن للأسف حتي الآن لم يحضر أحد من السفارة لمتابعتنا أو الاطمئنان علينا. يضيف معتز مروان "38 سنة" سوري الجنسية حاولت الهجرة مع زوجتي وطفلي "4 سنوات" وللأسف باءت محاولتي بالفشل.. وفجر مفاجأة حينما أكد علي أنه متواجد بمصر منذ عام 2013 بعد أن هربت من سوريا بسبب الحرب وكنت أجدد اقامتي كل ستة أشهرحيث عملت بمصنع ملابس مقابل 400 جنيه أسبوعياً ولكن الايجار الشهري لشقتنا يبلغ 1200 جنيه في الشهر. قال: بالمصادفة وجدت زميلاً لي يبلغني علي صفحة الفيس بوك باسم "لاجئ من الموت للموت" ويوجد عليها أرقام تليفونات السماسرة فأتصلت بهم واتفقت معهم علي دفع مبلغ 2000 دولار للفرد و"استلفت" من اصدقائي حتي أتمكن من السفر وخلق مستقبل أفضل بلا جدوي لأنني عدت من حيث بدأت بلا مال ولا مستقبل. أما "أغيد حاج" "29 سنة" "سوري" فقال.. حصلت علي ليسانس حقوق وللأسف لم أتمكن من العمل بمؤهلي فهربت لمصر عن طريق سفري لتركيا وحضرت الشهر الماضي ومعي زوجتي وطفلتي وعمرها خمسة أشهر.. عندما علمت عن طريق النت بإمكانية السفر إلي الخارج مقابل 2000 دولار أعدت زوجتي لسوريا وقررت السفر بحثاً عن مستقبل أفضل لنا وللأسف سرعات ما تم ضبطي. أما "زياد بادر" 44 سنة فيقول: أقيم بمصر منذ 12 سنة بمدينة نصر حيث عملت "خياط" ولدي أربعة أطفال في أعمار مختلفة وللأسف بعد الثورة لم يعد هناك عمل وتراكمت الديون فبعت كل ما أملك وقررت الهجرة مع أولادي وتواصلنا مع مجموعة من السماسرة عن طريق الإنترنت لدفع مبلغ ألفي دولار لكل واحد منا.. وبالطبع ضاع المال والأمل في حياة مختلفة ولا أعلم مصيري الآن. علي الجانب الآخر أكد مصدر أمني "للمساء" علي أن نسبة المضبوطين خلال شهر أغسطس بلغ 386 في محاولة للهجرة غير الشرعية ولكن الملاحظ أن هناك جنسيات لم تكن تهاجر عن طريق الإسكندرية من قبل منها شباب من السودان وجزر القمر وأريتريا وجيبوتي والصومال.. وذلك بعد انتشار سماسرة الإنترنت الذين يتمكنون من خداع الحالمين بالهجرة وللأسف بمجرد سقوطهم يعاد ترحيلهم إلي بلادهم مرة أخري وتضيع أموالهم. أضاف أن نسبة السماسرة المضبوطين لا يتعدي ال 15% نظراً لعدم ذكر أسمائهم بالكامل وعدم تعرف ضحاياهم عليهم إلا من خلال وسيط.