مافيا تجارة الأعضاء البشرية.. تزداد توحشاً وشراسة في مصر! وهذه المافيا تضم بعض منعدمي الضمائر من الأطباء والسماسرة وأصحاب المستشفيات الخاصة! المهم أن هذه "التجارة المحرمة".. تتم تحت مسمي "التبرع".. أي أن شخصاً سليماً يتبرع بأحد أعضاء جسمه.. وخصوصاً في مجال عمليات زراعة الكلي.. والحقيقة أنها عملية بيع وليست تبرعاً..!! وتبدأ العملية أو ينطلق هذا "البيزنس" بذهاب المريض مريض الكلي إلي طبيب في عيادة بحي راق. مثل الدقي أو المهندسين أو مصر الجديدة أو ما شابه.. وبعد التشخيص يتفق الطبيب مع المريض علي تكاليف العملية.. وهي عملية مزدوجة تشمل انتزاع الكلية من الشخص السليم وإجراء جراحة زراعتها للمريض. يضاف إلي ما سبق.. المبلغ الذي يتقاضاه المتبرع بكليته أو بائع كليته وغالباً ما يكون مبلغاً تافهاً مقارنة بتكاليف العملية وأجر غرفة العمليات بالمستشفي الذي تجري فيه والطاقم الطبي وتحاليل "توافق الأنسجة".. وغير ذلك! لكن.. كيف يأتي المتبرع؟! وكيف يتم العثور عليه؟! لا مشكلة في ذلك. هناك كتائب من السماسرة والوسطاء الذين يجوبون القري والمناطق الشعبية الفقيرة.. والتي يمكن العثور علي "الفريسة" فيها..! يبدأ السمسار في نصب شباكه حول الفريسة أو الضحية رجلاً كان أو امرأة وإغرائها بالمال من أجل التبرع. مستغلاً الحاجة الماسة للمتبرع والظروف الصعبة التي يمر بها.. وحالة الفقر المدقع التي يعاني منها.. ويعده بأن العملية بسيطة ولا ضرر منها .. وأن كلية واحدة يمكنها القيام بوظيفة الكليتين دون مشاكل.. وبالطبع فإن "الجوع كافر" كما يقولون..!! عندما يسمع الشاب الفقير عن أنه سوف يتقاضي مبلغاً قدره عشرون ألف جنيه أو ثلاثون ألفاً. سرعان ما يسيل لعابه لأنه لم ير أو يمسك مثل هذا المبلغ من قبل.. كما أن الظروف القاسية التي يعيش فيها وطموحاته التي يحلم بها تدفعه دفعاً للموافقة علي بيع قطعة من جسمه مقابل المال..!! بالطبع هناك ضغوط اجتماعية تمنع الضحية من الإعلان عن بيع كليته.. وبالتالي يوهم أهله بأنه "مسافر" للعمل بمنطقة نائية وسوف يتغيب لمدة أسبوعين مثلاً.. وذلك لتبرير فترة تغيبه ووجوده بالمستشفي..!! وفي حالات كثيرة لا تنجح العملية.. فيموت المريض. بسبب حدوث تلوث أثناء إجراء عملية النقل أو بسبب عدم الدقة في تحليل "توافق الأنسجة" أو بسبب إهمال الأطباء أو وجود خطأ في التخدير.. كما يكتشف "المتبرع الضحية" أنه وقع فريسة عملية نصب.. وأن المبلغ الذي تقاضاه قد ضاع معظمه في فترة النقاهة وما تبقي منه لا يصلح "طبلة ولا طار"!! والمستفيد في النهاية هم مافيا تجارة الأعضاء وبعض المستشفيات الخاصة! هذا بمناسبة قصة الزوج الذي باع كلية زوجته.. ووفاة المريض الذي تم نقل الكلية إليه..!! الفقر.. سيد الموقف!