ما بين أطباء ماتت ضمائرهم ونسوا القسم الذي حلفوه بعد التخرج, وما بين أناس أطاح الفقر بآمالهم في الدنيا, لم يبق لهم سوي أجسادهم ليبيعوها من شدة الفقر. ليسقطوا ضحايا سماسرة أصبح البشر في عيونهم خرافا يتاجرون في لحومها، يجوبون الشوارع بحثا عن فرائسهم بعد أن ماتت الرحمة في قلوبهم وأعمي المال عيونهم, ولم يكد تمر عدة أشهر علي كشف مافيا مصاصي الدماء بالسيدة زينب حتي كشفت مباحث القاهرة عن مافيا جديدة للاتجار بأعضاء البشر يقودها طبيب شهير بمدينة نصر. كانت معلومات قد وردت للرائد محمد الصعيدي رئيس مباحث قسم مدينة نصر ثان بقيام عامل رخام يدعي محمود خميس ببيع كليته بأحد المستشفيات بطريق المنيب مقابل عشرة آلاف جنيه لتتكشف بعد ذلك أول خيوط الكشف عن مافيا بيع الأعضاء البشرية, وأن عامل الرخام لم يكن الضحية الأولي حيث تبين وجود ثلاث ضحايا آخرين وهم: إسلام محمد(21 سنة) سائق توك توك و شفيق أحمد(21 سنة) عاطل ومحمد السيد(37 سنة) عامل بمقهي وأمام اللواء سيد شفيق مدير الإدارة العامة لمباحث الجيزة اعترف الضحايا بأنهم وقعوا في فخ مافيا من السماسرة والأطباء الذين استغلوا فقرهم وحاجتهم للمال وقد ألتقت الأهرام بالمتهمين الثلاثة من السماسرة المقبوض عليهم حيث قال المتهم حسام: كنت إحدي ضحايا هذه المافيا بعد أن تمت سرقة كليتي منذ سبع سنوات, ولم أتمكن من العثور علي الطبيب وكأنه الأرض انشقت وعندما دخلت في دهاليز هذه المافيا علمت أن هناك أطباء آخرين في هذه المافيا, ولم استطع الخروج منها وكنت أنا المسئول عن إحضار الضحايا إلي مقر المركز الطبي, ولم نكن نحن سوي مجرد أدوات في أيدي6 من كبار الأطباء ممن يقودون هذه المافيا. أما شقيقه عمرو فقال: أعمل فرانا بالمطرية وكنت جالسا علي أحد المقاهي وتعرفت علي اثنين من المتهمين وكانا دائما ما يجلسان علي هذا المقهي, وتكونت بيننا صداقة وعندما علم أحدهما بحاجتي إلي المال عرض علي العمل بمعمل تحاليل بالمطرية مقابل20 جنيها في اليوم, وطلب مني تحرير إيصالات أمانة بحجة وجود أجهزة بالمعمل وأوهمني بأن هذا المعمل خاص بعمل تحاليل للمسافرين خارج البلاد لاستكمال إجراءات السفر, حتي اكتشفت أنه يعمل ضمن مافيا لتجارة الأعضاء البشرية, ونقوم في المعمل بإجراء التحاليل الطبية للضحايا قبل إجراء العمليات وعندما طلبت منه أن أترك العمل هددني بإيصالات الأمانة, وفي الوقت نفسه كان قد اتفق مع اثنين من الضحايا وهما إسلام علي ومحمد السيد عبدالعزيز علي إجراء تحاليل طبية لهما, واتفق معي علي إعطائي مبلغ ألف جنيه عقب الانتهاء من كل عملية, كما أنه سيعطيني إيصالات الأمانة التي حررتها إلي أن ألقت الشرطة القبض علينا. أما رجب الممرض بالمركز الطبي فقال: أعمل بالمركز لدي الطبيب منذ25 عاما ومعي مفتاح المركز وأنا المسئول عنه وأتابع مواعيد حضوره للمركز ومواعيد إجراء العمليات الجراحية خاصة أنه يعمل بأحد المستشفيات الجامعية المعروفة بالقاهرة, ومنذ فترة لاحظت توافد مرضي حالتهم المادية فقيرة جدا, وعلمت أنهم يحضرون إلي المركز لمقابلة الطبيب والتبرع بكليتهم مقابل مبالغ مالية.