عاش منتجا رغم فقره.. ومضطهدا رغم إنتاجه.. ومناضلا رغم اضطهاده.. هذا ما قاله المناضل "عريان نصيف" عن الفلاح المصري الذي يحتفل غدا بعيده والذي يواكب صدور قانون الإصلاح الزراعي الذي صدر في مثل هذا اليوم عام .1952 الفلاح المصري أنصفه الزعيم الراحل جمال عبدالناصر ولكنه ذاق الأمرين من بعده.. عبدالناصر جعله من عامل ومستأجر للأرض الزراعية لمالك لها بعد أن عاش حياة العبودية والإقطاع. الفلاح المصري الذي ظلمه السابقون ينتظر الكثير من الرئيس السيسي لكي يضعهم في بؤرة اهتمامه ليحل مشاكلهم ليتفرغوا للعمل وفلاحة الأرض لكي تعود مصر صومعة غلال الشرق كما كانت. حدد ممثلو الفلاحين مطالبهم لتحقيق الطفرة المأمولة وتحقيق الاكتفاء الذاتي من القمح.. لكنهم وضعوا شروطا لذلك في مقدمتها دعم الدولة وتوفير 240 صومعة جديدة تصل تكلفتها إلي 3 مليارات جنيه. طالبوا بتوزيع أراضي الاستصلاح علي صغار المزارعين وتحديد أسعار المحاصيل قبل زراعتها وعودة التسويق التعاوني ودعم الدولة للأسمدة. يقول محمد الشربيني رئيس اتحاد الفلاحين بمحافظة الدقهلية ان أهم المشاكل التي تواجه الفلاح هي التسويق فمحصول الأرز موجود علي الأرض ولم نحصده بسبب الأسعار المنخفضة فالطن سعره حوالي 1500 جنيه والفدان ينتج من 2.5 إلي 4 اردب بالإضافة أن مستلزمات الإنتاج غالية من أسمدة وتقاو وخلافه. يضيف ان الأيدي العاملة أسعارها مرتفعة بالقياس بما يكسبه الفلاح.. مطالبا بعودة التسويق التعاوني الذي كان موجودا من قبل بحيث تتسلم الجمعية المحصول منوهًا إلي أهمية أن تحدد الدولة أسعار المحاصيل قبل زراعتها حتي لا تتركنا لاستغلال التجار. يشير الشربيني إلي نجاح قطاع الزراعة خلال حقبة الثمانينيات بسبب النظام وأي قطاع يوجد به نظام أكيد سيكون النجاح حليفه والدليل علي ذلك وزارة الدفاع التي يحكمها النظام ونجاحها ملموس علي أرض الواقع.. منوها إلي ما كان يحدث في هذه الفترة من وجود المرشد الزراعي مع الفلاح منذ الصباح حتي المساء يطالب الشربيني الرئيس السيسي باستغلال المزارعين الموجودين الآن وليس لديهم أراض زراعية في استصلاح الصحراء لأنهم لديهم الخبرة الكافية لإنجاح المشروع وذلك بمنح كل مزارع منهم 5 أفدنة لاستصلاحها. يضيف: تحقيق الاكتفاء الذاتي من محصول القمح ممكن عن طريق استخدام أفضل التقاوي التي تدر أكبر إنتاجية فمثلا هيئة البحوث تنتج 33 أردبا للفدان من القمح في حين ينتج الفلاح من 10 إلي 15 أردباً. يشير محمد وحيد نقيب الفلاحين ببورسعيد إلي أن أكبر المشاكل عندنا في بورسعيد هي نقص مياه الري وأن الأراضي تشرب من قبل سحارة قناة السويس وللأسف المياه لا تصل الأراضي. يضيف اننا لم نحصل علي عقود تمليك لهذه الأراضي من هيئة التعمير وهي الأراضي الموجودة جنوب بورسعيد بها 4 قري خريجين كل خريج لديه حوالي 3.5 فدان.. مطالباً بتوصيل مياه الشرب والكهرباء إلي مساكن الخريجين. يطالب الدولة بدعم الفلاح عن طريق التقاوي الجيدة التي تزيد من إنتاجية الأراضي وأيضا الأسمدة.. منوها إلي أن الدولة تشتري أردب القمح ب 420 جنيها في حين انها تبيع لنا شيكارة التقاوي 35 كيلو جرام ب 140 جنيها كما أن الدول تبيع لنا شيكارة الأسمدة ب 75 جنيها في الجمعية الزراعية في حين سعرها في السوق السوداء 150 جنيها. يؤكد فريد واصل نقيب الفلاحين والمنتجين الزراعيين ان أهم المطالب التي نتمني من الرئيس السيسي إعلانها خلال الاحتفال بعيد الفلاح هو وضع الفلاح تحت مظلة تأمينية وخاصة التأمين الصحي وأيضا صرف معاش لتعويض المزارع عن تعبه طوال سنين عمره تقيه من شر العوز. يضيف: أيضا هناك أعباء جديدة تحملها الفلاح مثل زيادة أسعار الطاقة والتي يستخدمها لتشغيل الميكنة الزراعية وأيضا زيادة أسعار العمالة مع غياب تام لدور الدولة في عمليات التسويق.. مطالبا بتفعيل المادة "77" من الدستور التي تنص علي دور الدولة في شراء المحصول من الفلاح بسعر مناسب يحقق هامش ربح مناسب. يطالب بنصيب لأبناء الفلاحين في أراضي الاستصلاح التي أعلن عنها الرئيس وهي خطة تضم استصلاح 4 ملايين فدان وتم البدء بمليون منها وعدم اقتصارها للمستثمرين.. منوها إلي أن الفلاح هجر المهنة بسبب تجاهل الدولة حتي أن القرية باتت مستهلكة وليست منتجة كما كانت في السابق. يضيف ان من المطالب أيضا تنفيذ الدستور بإنشاء نقابة واحدة موحدة للفلاحين تكون منبرا لهم خاصة انه يوجد الآن حوالي 37 نقابة كل واحدة منها تقول انها النقابة العامة مع انه لا يوجد واحد منهم منتخب.. منوها إلي أهمية تعديل قانون التعاونيات الزراعية التي اقتصر دورها الآن علي توزيع الأسمدة علي الفلاحين فقط وغياب الأدوار السابقة من إرشاد وتسويق وخلافه مع أن هذه التعاونيات لها أدوار اقتصادية كبري في دول العالم المختلفة. يشير إلي دور بنك التنمية والائتمان الزراعي بوضعه الحالي وخرج من دوره الحالي كبنك تسليف إلي بنك استثماري حيث كان يعمل كشريك للفلاح في كل شيء إلا أنه الآن ينهش في الفلاح بعد أن تحول للاستثمار. وعن كيفية تحقيق الاكتفاء الذاتي من القمح قال واصل أولا: عن طريق تطبيق سياسة زراعية متكاملة تلتزم بها الدولة وأولها عودة الدورة الزراعية. وثانيا: إنشاء صوامع للغلال ونحن بالفعل نستطيع تحقيق اكتفاء ذاتي لاستخدام رغيف الخبز المدعم وهو يستهلك 9 ملايين طن سنويا ونحن بالفعل ننتج حوالي 8.5 مليون قمح الدولة نأخذ من الفلاحين 3.5 مليون طن فقط ونستورد الباقي لعدم وجود صوامع. يؤكد ان الدور الأساسي علي الدولة فلابد من إنشاء صوامع ونحن نحتاج 300 صومعة ولدينا بالفعل 60 فقط وبالتالي نحتاج 240 صومعة بتكلفة 3 مليارات جنيه منوهة أن الفلاحين يضطرون لبيع القمح إلي شركات المكرونة وشركات الحلويات مع أن الأفضل أن تستورد هذه الشركات والمصانع من الخارج ورغيف الخبز يكون من الفلاحين.