تحولت منطقة ماسبيرو إلي ميدان للمظالم أو مكان للتظاهر والتعبير عن الرأي علي شاكلة ال "هايدبارك" بلندن. وآخر المتظاهرين هم سكان الإيواء الذين تجمعوا من مناطق مختلفة من السلام ومنشأة ناصر والنهضة وشبرا الخيمة وغيرها من المناطق اعتراضاً علي الكوسة في توزيع الشقق. سكان الإيواء المظاليم جاءوا إلي "ماسبيرو بارك" بعد علمهم بتوزيع شقق علي بعض المضارين دون الآخرين. وعبروا عن اعتراضهم ومازالوا يواصلون الاعتصام. أكدت الأسر المعتصمة انهم سقطوا من حسابات المسئولين الذين يتجاهلون مشكلتهم فور تسكينهم بخيام الإيواء وكأنهم لا يستحقون العيش إلا في الشارع فلم يجدوا مفرا من الاعتصام أمام ماسبيرو بأبنائهم الصغار. ورغم حرارة الجو الشديدة إلا أنهم نقلوا خيامهم أمام ماسبيرو حتي يتم تنفيذ وعود الحكومة لهم وتوفير شقق سكنية تؤويهم من مخاطر الإقامة بالخيام. يقول فخري عبدالحفيظ عفيفي من سكان الإيواء: كنت أعيش مع أسرتي المكونة من 6 أبناء في منزل متصدع وأصدرت المحافظة قرارا بازالة المنزل بعد أحداث الثورة ووعدنا وقتها المسئولون بتوفير شقة بديلة في أقرب وقت ممكن وقاموا بتسكيننا في الخيام بشكل مؤقت حتي يتم توفير الوحدات السكنية التي وعدونا بها إلا انهم مازالوا يماطلون في تسليم الوحدات. أضاف.. بعد فترة طويلة من المطالبات تم استخراج استمارات في منتصف مارس الماضي بتسليم وحدة سكنية لنا ولكن لم يتم التنفيذ. ولم تحصل أي أسرة علي مسكن وانه منذ حوالي أربعة أشهر علمنا بقرار المحافظة بتسليم 50 60 شقة لبعض الأسر دون الآخرين رغم ان الظروف واحدة. قال: قررنا الاعتصام حتي نجد حلا للأوضاع السيئة التي نعيشها علما بأني أعمل باليومية ولا يوجد مصدر ثابت لي ولأولادي الستة الذين في مراحل تعليمية مختلفة. يؤكد عبدالحكيم عطا الكريم عامل ونصار فرغلي الضبع ان وضعنا لا يرضي عدوا ولا حبيبا فلا نشعر لحظة ان شيئا تغير بعد الثورة بسبب مماطلة المسئولين بالمحافظة في تسليمنا الشقق التي تؤوينا بدلا من التي تمت ازالتها وتركونا نواجه واقعنا الصعب في الخيام التي لا تستر ولا تؤوي من البرد أي أن الحشرات والأمراض تطاردنا ليل نهار وتهدد حياتنا وحياة أطفالنا فأصبح من كان يتمني السكن في شقة لا تزيد سوي غرفة "أربع حيطان" تحمي أطفالنا. تقول سهير عبدالقادر مطلقة: نعيش في التراب وليس خيام ومن الأفضل علي الحكومة أن تتخلص مننا طالما لا نريد حل مشكلتنا التي وضعتنا فيها فبعد ترك وإزالة المنزل أخطرت للعمل بالخدمة في المنازل حتي أستطيع العيش وعلاج نفسي بعد كسر قدمي بسبب صعوبة المرور في الخيام. يشير علي خليفة صنايعي إلي أن الظروف الصعبة التي تمر بها في الخيام هي التي أتت بنا إلي ماسبيرو للاعتصام بأن هناك شققا سوف يقوم د. عصام شرف بتوزيعها علي بعض الأسر المتضررة مثلنا في أماكن أخري لذلك خشينا أن يتجاهلنا المسئولون.. وقد حضرنا أمام ماسبيرو للاعتصام حيث فوجئنا بأسر عديدة لها نفس الظروف تحضر بأولادها للاعتصام في هذا المكان الذي أصبح منبراً لتوصيل صوتنا. تقول فتحية عبدالرحيم ان قرار الإزالة الذي صدر لمنزلنا وتأخر المسئولون في ايجاد حل للمشكلة أضر كثيرا بصحتي ولم أعد قادرة علي العمل حتي أوفر مصاريف علاج ابنتي المصابة بمرض خطير في القلب يلزم إجراء عملية قلب مفتوح لا أستطيع توفير نفقاتها في ظل عدم استقراري في سكن يؤويني مع ابنتي.. وبعد علمنا بنية رئيس الوزراء في تسليم شقق لبعض الأسر قررنا الاعتصام حتي يصل صوتنا إلي المسئولين ويرحمونا من العذاب والأمراض وعدم الاستقرار.