* سيدتي: رغم اعتراض أسرته.. صمم علي الارتباط بي.. وتقدم لخطبتي وتمت الخطبة فعلاً.. وبعد إعلانها للأهل والجيران بدأت المشاكل تعترض حياتي بقوة.. بداية من ابن الجيران حتي خالتي التي ستكون حماتي. بدأ ابن الجيران الذي يحبني.. يعترض طريقي بقوة يطاردني أينما ذهبت.. مما دفعني لأن أقول لخطيبي الذي أراد الشجار معه.. إلا أنني رفضت خوفاً عليه.. فجارنا هذا بلطجي وشاب مشبوه هو وعائلته. اتفقت مع خطيبي أن نحدثه بهدوء.. وفعلاً تكلمنا معه إلا أنه لم يمتنع.. بعدها بدأ خطيبي يبتعد عني.. ولا أعرف السبب. أخبرت أمي بما حدث.. فتحدثت إليه وعرفت أن هذا الجار قال في حقي أشياء أغضبت خطيبي الذي صدقها.. مرت فترة.. ثم عاد خطيبي إليّ.. وبعد عدة أشهر مات والده.. وفوجئت به يبتعد ثانية.. بل يمتنع عن الحضور إلينا.. وعرفت أنه ينفذ وصية والده بالابتعاد عني.. حزنت جداً.. لأنه عاد واستسلم لرأي خالتي التي هي حماتي والسبب يا سيدتي في رفضها لي هو أن ابنها الأكبر كان قد تقدم لي ورفضته.. وهذا أغضبها.. إذ كيف أرفض واحداً وأوافق علي الثاني؟! لم تنظر خالتي لمعيار القبول والحب.. هذه الأيام عاد خطيبي وتحدث إلي إخوتي عن رغبته في العودة إليّ.. بل وإتمام الزفاف في شهر أغسطس القادم.. وافق أهلي علي عودته لكنني أصبحت خائفة.. الخوف أصبح يغلف حياتي.. خوف من تركه لي.. وأنا لا أقوي علي البعد عنه.. وخوف من معاملة خالتي لي بعد الزواج إذا حدث.. وخوف من ابن الجيران الذي يهددني بحرق وجهي بماء النار إذا تزوجت غيره.. كم من الخوف يفوق سنوات عمري الذي لم يتجاوز 20 عاماً! لا أعرف كيف أتغلب علي خوفي وكيف أعيش حياتي معه.. وهل يتركني خطيبي للمرة الثالثة إذا عدت إليه.. إنني خائفة من ذلك فلن أحتملها هذه المرة فماذا أفعل؟ ** عزيزتي: الحب يجب أن يكون بناء من الثقة والاطمئنان يغلفان حياة الإنسان ويدفعانه للأمام.. نحو الرقي والفكر السليم أما الخوف فهو معول هدم لهذا الحب.. فالخوف يدمر خلايا الإنسان.. يجعل فكره مشتتاً.. غير قادر علي العطاء أو المضي قدماً ولهذا فهو عدو الحب والحياة معاً.. قد يقول البعض إن الخوف مطلوب للحفاظ علي الحب.. أو أنه شعور طبيعي بين الحبيبين!! أقول نعم ولكن بنسبة. إن زادت أفسدت كل شيء كشأن أشياء كثيرة.. منها الغيرة فهي مطلوبة بين الحبيبين ولكنها إن زادت أفسدت العلاقة بينهما.. ولهذا أقول لك يا عزيزتي.. عليك بالحوار الصريح مع خطيبك وبدون خوف.. إن كان تصرفه نابعاً عن قناعة بموقف والدته فلماذا يعود؟ وإن كان حائراً بين والدته وأخيه.. فعليه أن يكون صريحاً معهما بحيث ينتهي هذا الوضع إما بالفهم الواضح وإنهاء الموقف بالزواج.. أو بالفراق.. المهم أن تعرفي منه لماذا يتركك ويعود؟ أما مسألة سماعه لكلام جارك فهذا شيء غير مقبول منه لذلك عليك بمعرفة طبيعة خطيبك وطريقة تفكيره.. وكونك لا تستطيعين الحياة بدونه فهذا مجرد خيال فالفتاة التي تعيش عمرها بين أحضان والدها وفي كنفه تعيش بعد أن تفارقه بالزواج أو الموت الذي قد يأخذه منها. لا أحد يموت لأن حبيبه تركه.. فقط علينا أن نفكر كيف نتعامل مع مشاعرنا.. نطوعها لما نريده والذي يتوافق مع العقل. فكري يا فتاتي كيف تصبحين قوية لا تنهاري أمام تهديد خطيبك بالابتعاد عنك.. أو ابن الجيران بحرق وجهك.. ضعفك هو عدوك الأول والأخير فلو أصبحت قوية لتعامل الجميع معك من منطلق هذه القوة.. عندها ستعرفين ماذا تفعلين.. فقط تذكري أن الخوف هو القاتل الوحيد للحب وللحياة. ** همسات: الصديق: س. و - طنطا أعتذر عن التأخير في الرد فهو ليس مقصوداً بكل تأكيد ولكن لكثرة الرسائل أجيب علي الرسائل بالترتيب أو علي حسب درجة الخطورة والأهمية.. وتحياتي.