الطيران المدني يمر الآن بأزمة مالية بسبب ضعف التشغيل.. المطارات بعد أن كانت ممتلئة بالركاب طوال ساعات اليوم أصبحت لا تسر أحداً. شركات الطيران قامت بتخفيض رحلاتها الأسبوعية لعدم الاقبال علي السفر.. أما مصر للطيران فقد ألغت بعض الخطوط وقامت بتقليص رحلاتها إلي بعض الدول لتفادي الخسائر.. كل ذلك بسبب الأحداث التي تشهدها المنطقة بعد ثورة 25 يناير وهذا وضع طبيعي لأن الطيران المدني يتأثر بالأحداث سواء كانت محلية أو عالمية لكن سرعان ما يتعافي ويعود لوضعه الطبيعي مرة أخري.. العاملون بكافة أنشطة الطيران المدني عليهم واجب والتزام وطني بالمحافظة علي كافة الانجازات التي تحققت خلال السنوات الماضية والتي قفزت سواء بالمطارات أو بمصر للطيران للعالمية بشهادة الهيئات والمنظمات الدولية لكن واضح أن هناك فئة لا تعي الأزمة الطارئة وعواقبها إذا استمر الوضع لشهور قادمة وهدفهم تحقيق مكاسب فئوية بعد أن اختلط الحابل بالنابل وأصبح الهدف هو الحصول علي مكاسب بصرف النظر عن الأزمة.. في مصر للطيران الضيافة الجوية تطالب بلائحة مالية تتماشي مع لائحة الركب الطائر وهناك خطوات لتنفيذها ومن حقهم إعلان اللائحة لكن ليس كل ما يتمناه المرء يدركه ولا تؤخذ الحقوق عنوة إنما تؤخذ بالحوار والاتفاق طالما أنها حقوق مشروعة ومن حق جميع العالمين بالضيافة علي المسئولين أن يريحوا الصدور التي تألمت لسنوات طويلة ولا داعي للوقفات الاحتجاجية التي أعلن عن البدء فيها.. أما المراقبة الجوية فالوضع مختلف تماماً وما تم إعلانه عن وقفة احتجاجية الخميس القادم يسيء إلي مصر.. ومن حق الوطن علي أبنائه أن يدفعوه إلي الأمام لا إلي الوراء وأن يتذكروا أنه في ظل الظروف والأحداث التي تمر بها البلاد لا مناص عن تكاتف الأيادي وبذل الجهد والعطاء لدفع عجلة العمل إلي الأمام وتعويض الخسائر والحفاظ علي مكانة الطيران المدني الذي أصبح في عنان السماء.