أكد خبراء الاقتصاد أن تنمية محور قناة السويس "مشروع القرن" سيكون بمثابة نقلة كبيرة لمصر ودفعة قوية للاقتصاد القومي وعلاجاً لمشاكل مزمنة أهمها البطالة. أشار الخبراء إلي أن المصريين هم من سيجنون ثمار نجاح المشروع إذا تكاتف الجميع وسعي القادرون وأصحاب رؤوس الأموال إلي التبرع لصندوق دعم مصر حيث إن المعوق الرئيسي لأي مشروع هو الموارد المالية. أوضح الخبراء أن مجموعة المشروعات التي ستقام في قناة السويس منطقية ومتكاملة من أهمها ازدواج الممر المائي للقناة والذي يزيد من الدخل القومي ويقضي علي مشكلة انتظار السفن وكذلك مشروع محطات التموين والشحن والتفريغ مما سيكون له مردود اقتصادي قوي وكذلك تطوير الطرق التي تربط العاصمة بأجزاء من المحافظات. شدد الخبراء علي ضرورة احتفاظ مصر بالسيادة الكاملة علي القناة ومنع احتكار جهة واحدة لهذا المشروع مع أهمية مراعاة البعد البيئي والعمل وفقاً للمعايير الدولية في إقامة الصناعات المختلفة حتي لا تؤثر علي البيئة. مشروع القرن د. صلاح الجندي استاذ الاقتصاد بجامعة المنصورة يري أن المجمل العام لمشروع القرن وتنمية محور قناة السويس إيجابي للغاية وإذا نجحنا في تنفيذه علي النحو المخطط له سيكون نقلة عظيمة لمصر ومكانتها ونتمني أن تنتهي المرحلة الأولي للمشروع كما وعد الرئيس عبدالفتاح السيسي خلال العام القادم لكن الأزمة في التمويل فإنشاء مثل هذا المشروع الضخم يتطلب موارد مالية ضخمة وللأسف الموازنة العامة لا تستطيع أن تلبي احتياجات هذا المشروع لذلك ندعو أصحاب رؤوس الأموال والقادرين علي التبرع لصندوق دعم مصر لدعم هذه المشروعات القومية حيث طالب الرئيس السيسي بزيادة التبرعات لصندوق دعم مصر حيث أكد الرئيس أن ضعف الامكانيات المالية هي السبب في عدم استكمال مشروع توشكي حيث لم تتجاوز نسبة تنفيذ المشروع إلا 10% فقط. أوضح أن المشروع يخلق فرص عمل اسعة من خلال اقامة صناعات مختلفة مع إنشاء مجمعات سكنية حيث تم الأخذ في الحسبان جميع الاتجاهات وكذلك دخول العملة الصعبة من خلال ترانزيت للسفن والمنتجات السياحية ومن أهم توجهات المشروع تطوير الطرق لسهولة النقل والتحرك بين أجزاء الاقليم. مشكلات مزمنة د. باهر محمد عتلم "رئيس قسم الاقتصاد بجامعة القاهرة سابقا" أوضح أن المشروع سيكون بمثابة المنقذ والعلاج لعدد كبير من المشكلات المزمنة منها البطالة وأزمة السكن والدخول في مشروعات صناعية جديدة وتكنولوجية متطورة ودفعة قوية للاقتصاد المصري. أكد أن هذا المشروع سيكون بتكلفة 2.8 مليار دولار ومخطط له أن يخرج للنور العام القادم ونتمني أن يكون هذا المشروع مصرياً 100% وبأيد وموارد مصرية لأنه سيساهم بالفعل في انقاذ الاقتصاد وازدهار الوطن. أضاف أن هذا المشروع لم يغفل شيئا حيث اهتم بتطوير الطرق والأنفاق الموجودة.. بالإضافة لانشاء أنفاق جديدة حتي يكون هناك بنية أساسية لتسهيل الحركة والانتقالات كما أن الصناعات الجديدة سوف تقضي علي أزمة البطالة وتحفز الشباب علي الانتقال للعيش هناك خاصة مع توفير السكن و العمل مما يساهم أيضا في تخفيف الاختناقات الرهيبة في العاصمة. السفير جمال بيومي أمين عام اتحاد المستثمرين العرب وكبير المفاوضين المصريين قال إن مشروع محور قناة السويس هو مشروع القرن بسبب الايجابيات الكثيرة التي ستستفيد منها مصر ومنها مضاعفة قدرة عبور السفن التجارية في القناة التي تتحمل ملايين الأطنان من الموارد التجارية بجانب انشاء محطات تموين في جنوب القناة سواء بالوقود أو الطعام للبحارة علي هذه السفن بالإضافة إلي صيانة البواخر وتشغيل الشباب. أضاف أن هناك فرصة كبيرة لإنشاء المنتجعات السياحية التي تعمل علي تنشيط السياحة ودخول آلاف السائحين لمصر وإقامة أنفاق جديدة بجانب النفق الحالي منها 3 بمحافظة بورسعيد و3 أنفاق بالإسماعيلية والسويس وهذه الأنفاق تفتح المجال لتنمية منطقة سيناء ودخول مايقرب من 3 ملايين مصري للعمل بهذه المنطقة. أضاف أنه لا يوجد مانع من مساهمة دول أجنبية في المشروع فمثلا مترو الأنفاق تم انشاؤه بمساعدة شركة فرنسية والسد العالي بشركات روسية. د. شريف حافظ رئيس المنتدي الاقتصادي للتنمية والعدالة الاجتماعية يجب ألا يتم اختيار جهة واحدة بعينها لتنفيذ مشروعات تنمية قناة السويس لأن هناك تخوفاً لدي الكثيرين وأكثرهم المستثمرون من تحكم جهة واحدة في هذه المشروعات لأن فكرة الاحتكار لا تجعل السوق يعمل ورأس المال يهرب وأخشي من عدم دخول أموال أجنبية.. ولذلك من الأفضل أن تدار هذه المشاريع بواسطة الحكومة وليس من خلال جهة واحدة. د. أسامة عبدالخالق الخبير الاقتصادي بجامعة الدول العربية والاستاذ بجامعة عين شمس قال إن المشروع هو المنقذ الوحيد لمرور تدفقات النفط من كافة دول الدول وتلتقي مصالحها عند هذه النقطة وسرعة تنفيذ هذا المشروع ليري النور سوف تأتي من مساعدة وتمويل الإمارات ودول الخليج مع الاحتفاظ بالسيادة الكاملة لمصر علي قناة السويس واقتسام الأرباح بنسب معينة.. مشيراً إلي أن مصر لا تستطيع القيام بهذا المشروع بمفردها والواقع وعجز الموازنة يؤكد ذلك لكن دخول دول عربية يؤدي إلي سرعة التنفيذ وتنمية العلاقات بين مصر ودول الخليج. خدمات متكاملة أضاف أن مشروع تنمية قناة السويس سيجعل منطقة القناة من مجرد مجري ملاحي إلي منطقة خدمات متكاملة ومنطقة تجارة حرة وحجم الإيرادات كبير جدا ونصيب مصر لن يقل عن 100 مليار دولار سنويا أي يغطي عجز الموازنة لمدة عامين. يؤكد أن هذا المشروع سيكون المانع الرئيسي لنشوب أي حروب تكون مصر طرف فيها لأن المصالح الاقتصادية للدول الأوروبية كلها ستكون هي المحرك الرئيسي لأي قرار.. وتشغيل عمالة شبابية. يقول اللواء عصام بدوي أمين عام اتحاد الموانئ البحرية العربية إن ما يتم علي ضفاف قناة السويس والمشروعات العملاقة التي يبدأ العمل بها لتنمية القناة هي نقلة كبيرة ستضع مصر ضمن أهم بلدان العالم الاقتصادية وذلك لمضاعفة دخل قناة السويس بالإضافة للمشروعات العملاقة الأخري مثل المطارات ونفق قناة السويس والخدمات اللوجيستية الأخري يجعل من مصر أكبر المراكز الصناعية الكبري. يضيف بدوي أن ازدواج قناة السويس هو بمثابة قناة جديدة تحمل الخير لمصر فالآن عندما تأتي ناقلة من الشمال أو الجنوب عليها الانتظار لأكثر من 11 ساعة حتي تستطيع المرور وبالتالي يؤدي لتعطيلها وزيادة التكلفة عليها. أشار عصام إلي أن إنشاء أنشطة جديدة مصاحبة مثل المشروعات السياحية والمزارع السمكية والمطارات هي مكملة ولكن أري أن أهم المشروعات المطروحة هو مشروع خدمة السفن وتمويلها لأنها تعطي أموالا كثيرة ولأن مصر حتي الان لا يوجد بها في أحد موانئها محطة واحدة لتمويل السفن ولكن هذا المشروع سينعكس بالايجاب علي تنمية الموانئ المصرية فهناك دول مجاورة كل اقتصادها قائم علي خدمة الموانئ. مناطق خدمية أكد د. عمرو صالح استاذ الاقتصاد بجامعة عين شمس ومستشار البنك الدولي الأسبق أن مشروع تنمية قناة السويس هو مشروع القرن لمصر بتحويل كامل المنطقة من خدمية لمنطقة انتاجية فكل هذه المشاريع الطموحة من اقامة مطارات وأنفاق وازدواج لقناة السويس والقري السياحية ما هي إلا مجموعة انتاجية متكاملة تؤدي لتنوع كبير في الأنشطة الاقتصادية وما يتبع ذلك من نمو في النشاط الاقتصادي وزيادة في الاستثمارات المحلية والأجنبية. أشار إلي أن نجاح المشروع يتوقف علي قدرته علي جذب الاستثمارات الأجنبية مع الأخذ في الاعتبار نسب التلوث وما يصاحب المشروع من أضرار بيئية في المنطقة وهذا لن يتحقق سوي بمراعاة المعايير العالمية في التنفيذ. أكد د. سعيد توفيق استاذ الاستثمار والتمويل الاقتصادي بجامعة عين شمس أن تنمية قناة السويس هو بمثابة قناة سويس جديدة وهو مشروع ضخم يشجع أصحاب رؤوس الأموال علي استثمار أموالهم ويحقق طفرة اقتصادية كبيرة ويضاعف من دخل القناة.