نبدأ من اليوم تحليل اعترافات هيلاري كلينتون وزيرة خارجية أمريكا السابقة في كتابها الجديد "كلمة السر 360" والتي نشرتها أمس في هذه الزاوية وتكشف حجم المؤامرة التي كانت معدة لمصر والدول العربية وأحبطتها ثورة 30 يونيه. قالت هيلاري في اعترافاتها: "دخلنا الحرب العراقية والسورية والليبية وكل شيء كان علي ما يرام وجيد جداً.. وفجأة قامت ثورة "30/6 3/7" في مصر وكل شيء تغيَّر في خلال 72 ساعة". في هذه الفقرة من الاعترافات يتأكد لنا أن ما حدث في العراقوسوريا وليبيا كان معداً له مسبقاً كأول بند في المؤامرة.. وكان بمثابة "تمهيد نيراني" لما أتي من زرع الإخوان في مصر وما سيأتي كما خططوا وفشلوا من إسقاط وتقسيم مصر وباقي الدول العربية. كان لابد من إسقاط العراق واحتلاله وتفكيك جيشه القوي الذي كان يهدد أمن إسرائيل وهو ما حدث بالفعل حيث رفضت أمريكا انسحاب الجيش العراقي من الكويت بكامل أسلحته رغم أن صدام حسين أبدي استعداده فعلاً للانسحاب.. فالقضية بالنسبة لأمريكا لا هي تحرير الكويت ولا معاقبة صدام علي جريمته التي ارتكبها بمباركة أمريكية بل كسر جيش العراق وإزالته من الوجود واحتلال أرض الرافدين والسيطرة علي بتروله الوفير وتأمين إسرائيل ووضع أول لبنة في مؤامرة "سايكس بيكو 2" بالشرق الأوسط.. وارجعوا إلي تصريحات اللواء محمد علي بلال قائد القوات المصرية في عملية "درع الصحراء" لتحرير الكويت المنشورة أمس الأول بجريدة الأخبار لتتأكدوا من أهداف واشنطن الحقيقية من غزو الكويت وحرب العراق. وكان لابد من إسقاط ليبيا العمق الاستراتيجي الغربي لمصر.. ولذا ضربها "الناتو" وأصبحت اليوم مرتعاً لكل الجماعات الإرهابية التي تهدد مصر وسنعرف بعد ذلك في اعترافات هيلاري أن المؤامرة كان من أهدافها فتح الحدود الغربية من ناحية السلوم. وكان لابد من إسقاط سوريا كدولة مهمة وكجيش عربي قوي آخر يجب تدميره.. وإذا كانت سوريا لم تسقط حتي الآن.. فإنها "دولة معلقة" لا هي سقطت ولا هي ذات سيادة كاملة. كل هذا كما تقول هيلاري تم بشكل جيد جداً وعلي ما يرام.. وبنود "المؤامرة" تنفذ بنداً وراء الآخر.. ولكن فجأة قامت ثورة يونيه في مصر ضد الإخوان الذين زرعوهم لنسف أرض الكنانة من الداخل وتغير كل شيء خلال 72 ساعة فقط وتوقف تنفيذ أهم بند في المؤامرة "إسقاط مصر وتقسيمها". كيف؟؟.. هذا ما سنعرض له غداً بإذن الله.