لفت نظري إشادة عدد كبير من الإعلاميين بما قام به نجيب ساويرس بإعلانه التبرع بثلاثة مليارات من الجنيهات لصالح صندوق "تحيا مصر" مطالبين رجال الأعمال الكبار الآخرين في مصر بالحذو حذوه منتقدين عدم استجابة هؤلاء لدعوة الرئيس عبدالفتاح السيسي بالتبرع للصندوق. تكرار الاشادة بتبرع "ساويرس" جعلني أعود للتفتيش في الدفاتر القديمة والملفات التي يريد البعض اغلاقها فوجدت ضمن ما وجدت ان حكومة رئيس الوزراء الأسبق هشام قنديل قد وجهت اتهامات إلي ناصف ساويرس شقيق نجيب أكبر مساهم في شركة "أوراسكوم" بالتهرب من دفع 14 مليار جنيه وبعد مباحثات طويلة تم تسوية النزاع الضريبي في أبريل من العام الماضي بتعهد ساويرس دفع 1.7 مليار جنيه علي أقساط معترفا بأن هذا حق الدولة وقام بالفعل بسداد أول قسط بقيمة 5.2 مليار جنيه في شهر يونيو عقب هذه التسوية قرر النائب العام رفع اسم ساويرس ووالده أنسي من قوائم المنع من السفر وتم استقباله بمطار القاهرة في مشهد حافل. المهم انه بعد ثورة 30 يونيو توقفت أوراسكوم وتوقف ساويرس عن سداد الشريحة الثانية من التسوية الضريبية مع مصلحة الضرائب المصرية وامتنع عن سداد شيكات مستحقة للمصلحة وقد سمعت ان ساويرس لجأ إلي القضاء الأجنبي لاسترداد ال5.2 مليار جنيه التي دفعها لكن المؤكد انه لم يسدد باقي حق الدولة ومقداره 4.6 مليار جنيه حتي اليوم. لذا أقول ان سداد حق الدولة يجب أن يكون في المقام الأول وبعده يأتي الحديث عن التبرع وإلا نكون كمن يقوم بصلاة "السنة" دون أن يؤدي الفرض.. فهل هذا كلام مقبول أو منطقي؟ الأستاذ نجيب ساويرس وكل أفراد عائلته يعلمون ما هو مصير من يتهرب من الضرائب في الخارج ولكنهم هنا في الداخل يجدون من يشيد بتصرفاتهم. بالمناسبة إذا كان البعض ينتقد موقف بعض رجال الأعمال الكبار من عدم الاستجابة لدعوات التبرع لصندوق "تحيا مصر" فأنا لا أتعجب من موقف هؤلاء الذين استباحوا ثروات مصر طوال السنوات الماضية في ظل نظام فاسد مكنهم من أراضي وثروات مصر بأبخس الأثمان ليحققوا هم الثروات التي يبخلون بها اليوم علي الوطن ولسيادة الرئيس. وللمسئولين الشرفاء في مصر أقول لا تنتظروا من هؤلاء التبرع.. فقط اعيدوا لمصر ما نهبه هؤلاء منها.. اعيدوا لمصر حق الدولة فهذا سيحقق لمصر المليارات والمليارات.. اسألوا رجل الأعمال اياه من أين أتي بخمس طائرات خاصة ومن أين أتي بأموال القصور والسيارات الفارهة.. ومن أين أتي بعضهم بالملايين التي يبعثرها في قنوات فضائية وغير فضائية.. يا سيادة الرئيس ويا أيها السادة المسئولون ارجعوا إلي ملفات الأجهزة الرقابية بل وملفات الصحف عن التحقيقات المنشورة بالمئات والتي تتحدث عن ثروات مصر المنهوبة.. اعيدوها ولا تنتظروا التبرعات. حمي الله مصر وحفظها من كل سوء.