لا الدراسات الاسلامية التي درسناها ولا حتي الثقافة العامة التي تلقيناها علي يد اساتذة أجلاء أقرت أو أجازت أو حتي سمحت للضرورات التي تبيح المحظورات بهدم المساجد والكنائس أو تهجير المسيحيين من ديارهم أو اجبار خلق الله علي تسليم بناتهم كالذبائح لممارسة الزنا تحت أي مسمي أو منح صكوك غفران للناس تبرئهم من الكفر.. لا.. ليس هذا اسلامًا.. وليس من يفعلون ذلك مسلمين ولن يكونوا ابدًا. لكن.. يجب أن نعترف ايضًا ان هذا الفكر التكفيري المنحط ليس وليد اليوم أو الصدفة.. لكنه صناعة ظروف ايديولوجية وعقول خربة وقلوب عميت واظلمها البهتان والأطماع والغل والحقد. ارجعوا إلي عهد الخلفاء الراشدين وبداية الدولة الأموية.. ستجدون ان من قتل ذي النورين عثمان بن عفان وهو يقرأ القرآن قطع رأسه وهو يصيح "الله اكبر.. يا كافر" رغم ان عثمان أحد العشرة المبشرين بالجنة..!! وستجدون ان من قتل علي بن أبي طالب كرم الله وجهه وهو يصلي قتله وهو يصيح "الله أكبر.. يا كافر" مع أن علياً ايضا احد المبشرين بالجنة..!! وستجدون ان من قتلوا سيد شباب أهل الجنة الحسين بن علي رضي الله عنه وارضاه وحفيد الرسول الكريم قتلوه ومزقوا جثته وقطعوا رأسه وهم يهتفون "الله اكبر.. يا كافر"..!! هؤلاء الخوارج يتكررون كل فترة وأخري.. وهاهم يظهرون من جديد في اردية مغايرة واسماء أخري وان ظل الفكر هو نفس الفكر.. تشويه ثوابت الدين ببدع وخرافات وتكفير المجتمع والوصاية عليه لصالح الغير.. يقطعون رءوس الموحدين بالله وهم يهتفون "الله اكبر.. يا كفرة"..!! ان خوارج العصر الحديث بدأوا في الظهور تحت راية "جماعة الإخوان" عام 1928 ومنها تفرعت جماعات وتنظيمات وفرق بمسميات لا حصر لها أبرزها التكفير والهجرة. والجهاد. والقاعدة. وانصار الشريعة. وانصار بيت المقدس. وكتائب القسام وغير ذلك كثير.. كلهم خرجوا من تحت عباءة الإخوان واستخدمهم اعداء الاسلام لضرب الاسلام. آخر عنقود خوارج العصر ما يسمي "داعش".. وهو تنظيم تكفيري أسسه الامريكان والصهاينة بالاتفاق مع الإخوان مثلما صنعوا القاعدة وبن لادن والظواهري.. أموال التنظيم وسلاحه وخططه من واشنطن وتل أبيب وافكاره اخوانية ماسونية.. وتعالوا لنري هل ما يفعله "داعش" في سوريا والعراق من الاسلام في شيء..؟؟ هل من الاسلام ان يهدموا المساجد التي قال فيها رب العزة في الآية 114 من سورة البقرة "ومن أظلم ممن منع مساجد الله ان يذكر فيها اسمه وسعي في خرابها أولئك ما كان لهم ان يدخلوها إلا خائفين لهم في الدنيا خزي ولهم في الآخرة عذاب عظيم"؟؟ وهل من الاسلام ان يهدموا أو يحرقوا الكنائس رغم انها بيوت الله ايضا وان جميع وصايا الرسول الكريم لقادة جيوشه في الغزوات نصت فيما نصت علي أن يحافظوا علي الكنائس وعدم اكراه أحد علي الدخول في الدين..؟؟ وهل من الاسلام هدم أضرحة أولياء الله الصالحين الذين قال فيهم المولي عز وجل في الآية 62 من سورة يونس "ألا ان أولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون"..؟؟ وهل من الاسلام حرق محلات الخمور وقتل الزناة ثم يأتي من فعل ذلك ليشرب هو الخمر ويزني تحت مسمي "جهاد النكاح" ناسين أو متناسين أو متجاهلين قوله تعالي "اتأمرون الناس بالبر وتنسون انفسكم" في الآية 44 من سورة البقرة..؟؟ وهل من الاسلام ان يطلب داعش من أهل الموصل تسليم بناتهم لجهاد النكاح وتهديد الفتيات الرافضات بالرجم حتي الموت..؟؟ وهل من الاسلام تهجير المسيحيين من بيوتهم رغم انهم الأقرب للمسلمين في الوقت الذي لا يلقي داعش فيه طوبة علي دولة الصهاينة مع انهم الأكثر عداوة للمسلمين وكل ذلك ثابت بنص قرآني يتلي حتي تقوم الساعة. هو الآية 82 من سورة المائدة "لتجدن أشد الناس عداوة للذين آمنوا اليهود والذين اشركوا ولتجدن اقربهم مودة للذين آمنوا الذين قالوا انا نصاري ذلك بأن منهم قسيسين ورهبانا وانهم لا يستكبرون"..؟؟ ثم نأتي للطامة الكبري.. اصدار شهادة بعدم الكفر..!! تصوروا.. وصل الخبل والهبل والهطل ان يحكم انسان علي انسان بأنه كافر أو غير كافر.. وإيه.. يمنحه "شهادة ضمان" سارية لمدة ثلاثة أشهر تجدد أو لا تجدد.. مع ان الثابت في السيرة العطرة ان الرسول الكريم غضب أشد الغضب بعد قتل أحد المشركين عقب تلاوته الشهادتين بحجة انه منافق اراد بهما ان ينجو بنفسه وقال لمن قتله: ألا شققت عن قلبه..؟؟ يجب ان نعلم جيدًا.. ان الاخوان وداعش والقاعدة وكل تنظيم وجماعة وفرقة مسلحة علي وجه الأرض انما هي صناعة أمريكية اسرائيلية لتشويه وضرب الاسلام وتفتيت الجيوش العربية وتقسيم دولنا. ولأن أمريكا وآل صهيون يعلمان جيدا ان مصر هي "عمود الخيمة" وجيشها هو "رأس الحربة".. فإن الهدف الأسمي لهما هو كسر وتفكيك الجيش المصري آخر الجيوش العربية وأقواها والعاشر علي العالم ثم تقسيم مصر.. وبعدها قل علي الأمة العربية السلام. هذا ليس كلامًا نظريًا أو افتراء أو مبالغة.. انظروا إلي الخريطة وركزوا جيدًا علي الأوضاع علي الأرض في سوريا شمالاً والعراق ومن خلفها ايران شرقًا واليمن والسودان جنوبًا وليبيا وتونس والمغرب غربًا وكل سرايا الارهاب الموجودة حاليا في غزة وسيناء.. لتدركوا طبيعة المخطط الارهابي ضد أرض الكنانة بالذات.. انهم يحاولون حصار مصر من كل الجهات.. لكن.. كل هذا مكشوف لنا ومستعدون له ولن يفلحوا فيه ابدًا. لسنا بخائفين.. الضعفاء فقط هم الذين يخافون.. ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين. كلام اعجبني.. يضحكني الرجل الذي يبكي علي مال فقده ولا يبكي علي رجولة فقدها. وأتعجب ممن يجيد الغزل في امرأة بأجمل الكلام ووسط الرجال نجده "أخرس". وأحتقر من يرفع يديه لضرب امرأة ولا يرفع يديه بتكبيرة لله. وعندما تسأل كل هؤلاء من أنتم: يقولون: نحن رجال..!! بأمارة ايه إن شاء الله؟!!