فجر د.سعيد توفيق -الأمين العام للمجلس الأعلي للثقافة- مفاجأة من العيار المتوسط.. حيث انسحب أمس من جلسة المجلس المخصصة لإعلان جوائز الدولة. واضطر د.جابر عصفور وزير الثقافة إلي الاستعانة بالدكتور فوزي فهمي للقيام بمهام أمين عام المجلس. أما المفاجأة من العيار الثقيل فهي نص الاستقالة التي قدمها د.سعيد توفيق إلي وزير الثقافة وهاجمه فيها بضراوة. قال سعيد توفيق موجهاً كلامه ل"عصفور": يؤسفني إبلاغكم بأنني لا أرغب في العمل تحت رئاستكم بصفتي نائباً لكم أو بأي صفة أخري تربطني بوزارة الثقافة. انتقد سعيد توفيق قيام د.جابر عصفور بالتفتيش علي دورات المياه بالمجلس.. وقال: أدهشني أن تكون أول مهام وزير الثقافة هي متابعة شئون الصرف الصحي بالمجلس! أضاف في بيان استقالته: لقد قمت بنقل مدير مكتبي دون علمي أو استشارتي أو حتي إخطاري. رغم أن شئون الصرف الصحي هذه لا تقع ضمن مسئولياته الوظيفية. وقد تبين لنا فيما بعد قرار نقله كان معداً سلفاً إرضاء لبعض أعوانكم بالمجلس. قال: أعلم علم اليقين إنكم مثل سلفكم لا تريدون لأي إنجاز حقيقي أن يظهر باسم غيركم. ولذلك فقد عانيت طويلاً لتمرير لائحة جوائز الدولة التي أنفقت أكثر من عام لإنجازها. والتي تحاولون إسقاطها من خلال إعاقة تفعيل مشروع تعديل قرار إنشاء المجلس. اختتم سعيد توفيق استقالته بقوله: من عجائب الأمور انني قدمت استقالتي من قبل في عهد الإخوان. ولكنني أقدم استقالتي مجدداً بعد ثورة قامت علي نظام الإخوان في 30 يونيو. وقد يبدو في ظاهر الأمر اننا إزاء وزارة جديدة. ولكن المتأمل الفطن لحقائق الأمور سوف يكتشف أننا إزاء نظام شكلي جديد يستخدم أدوات نظام الإخوان ذاته.. إقصاء الآخرين المختلفين.. وتمكين الأتباع والموالين!! في نفس الوقت عبر الفائزون بجوائز الدولة التي تم إعلانها أمس عن سعادتهم بحصولهم علي الجائزة واعتبرها بعضهم جاءت متأخرة أكثر من اللازم. وإن كان الحصول عليها متأخراً أفضل بالتأكيد من عدم الحصول عليها. قال الشاعر عزت الطيري الحاصل علي الجائزة التشجيعية في المسرحية الشعرية: الحمد لله بعد أن تأخرت الجائزة عني ثلاثين عاماً. وبعد أن سرقوها مني خمس مرات ومنعوها عني خمس مرات وجاءتني الجائزة تتهادي دون أي توقع مني. أضاف: صحيح انني تجاوزتها إبداعياً ولكن هذا قدرنا.. قدر أولاد البطة السوداء الذين يعيشون بعيداً عن العاصمة وأضوائها ومهرجاناتها. وأهدي هذه الجائزة لكل المهمشين أمثالي.. وأقول لهم: لا تيأسوا ولن يصح إلا الصحيح في النهاية. أضاف الشاعر الكبير سمير عبدالباقي الحاصل علي جائزة الفنون في الشعر: أنه لم يسع طوال حياته إلي جوائز. وأن ما يشغله هو العمل علي إبداعه وتجويده والوصول به إلي الناس. بدليل أنه طبع معظم أعماله علي نفقته الخاصة وكان يصدر نشرته "شمروخ الأراجوز" كل أسبوع علي نفقته أيضا. ورغم أن الكثير من أصدقائه يعتبرون أنه تجاوز هذه الجائزة منذ عشرين عاماً علي الأقل فإنه سعيد بها لأنها تعبر عن ثقة المثقفين في إبداعاته وتقديرهم لمسيرته الطويلة. قال الفنان ثناء شافع الحاصل علي تقديرية الفنون: أكيد الجائزة تسعد أي فنان ناضل طوال حياته من أجل الارتقاء بثقافة هذا الوطن.. لقد تعبنا كثيراً واجتهدنا في أعمالنا. خاصة في مجال المسرح قدر ما استطعنا وتتلمذ علي أيادينا عشرات بل مئات من الفنانين الذين أصبحوا نجوماً الآن. فأن تأتي جائزة الدولة التقديرية بعد هذه المسيرة المضنية فهذا بالتأكيد مصدر سعادة ليس لي فحسب وإنما لكل مثقف . من جانبه عبر الشاعر د.محمد أبودومة عن شكره للمجلس الأعلي للثقافة الذي يضم صفوة أدباء ومفكري مصر لثقتهم في إبداعاته ومنحه تقديرية الآداب.. مؤكداً أن الجائزة جاءت في وقتها. فهي مثل البلسم الذي يعالج جراح قلبه المتعب. قال الشاعر فريد أبوسعدة الفائز بجائزة الفنون في الآداب والمتواجد حالياً في الأردن لحضور مؤتمر ثقافي: إن وقع الجائزة عليه كان مختلفاً لوجوده وسط حشد من أدباء وكتاب الوطن العربي.. حيث احتفوا به جميعاً وهو ما أزال عنه تعب السنين. وكذلك تعب الجسد الذي أنهك في الفترة الأخيرة بسبب وعكة صحية ألمت به. لكنه الآن بدأ يستعيد عافيته البدنية والمعنوية.