في كل عام ومع حلول شهر رمضان المعظم تناشد الحكومة بوقف المهازل ومنع انتشار الظواهر السيئة التي ارتبطت بهذا الشهر الكريم ومنها الاستهلاك غير المبرر للتيار الكهربائي واضاءة الشوارع باللمبات الكهربائية دون أي داع بالإضافة إلي انتشار الألعاب النارية والبمب بطريقة مستفزة وفي كل شارع. هذه الظواهر الخطيرة تؤثر بشكل مباشر علي الاقتصاد المصري فإن الأحمال الكهربائية تزيد اضعاف ماكانت عليه قبل قدوم شهر رمضان والآن نحن نعاني من انقطاع التيار بصفة يومية ونشكو من توقف الحياة اليومية في المنازل والمحلات التجارية والمصالح الحكومية فما بالك بما يحدث في شهر رمضان نجد أن كل وسائل الاضاءة في الشوارع تتم من خلال أكشاك الكهرباء المتواجدة بالشوارع ولن تجد أي تحرك من وزارة الكهرباء جادة فيما نقول عن أسباب انقطاع التيار من المنازل والمصالح لكان من الأولي أن توقع غرامات فورية علي كل من يقوم بتركيب لمبات كهربائية في الشوارع وشهر رمضان برئ من هذه الظواهر التي لا تمت للدين الإسلامي من قريب أو بعيد. الزينة الحقيقية التي يجب أن تتزين بها في رمضان زينة القلوب وأن نتحلي بالقيم والمبادئ وأن نصلح من أنفسنا ونضع أمام أعيننا كشف حساب عن كل عام ماذا فعلنا لله؟ وماذا فعلنا لأنفسنا؟ وهل نحن راضون عما فعلناه من طاعة واخلاص لله رب العالمين؟ هل أدينا ما علينا أم نحن في غفلة ويمن الله علينا بهذا الشهر الكريم حتي تعيد الشحنة الإيمانية إلي نفوسنا من جديد ونتخلص من ذنوب العام كله إذا اخلصنا لله في هذا الشهر الكريم وعبدناه حق عبادته. أما الظاهرة الثانية والتي تمثل أكثر خطورة علي الرأي العام هي انتشار الألعاب النارية والبمب والصواريخ النارية التي تؤدي الناس والصائمين في هذا الشهر الكريم وتسبب القلق والازعاج بالإضافة إلي أن هذه الألعاب التي يتم استيرادها من الخارج تكلف الاقتصاد المصري أكثر من 100 مليون جنيه علي حسب الاحصائيات التي تم اعلانها من قبل احدي المنظمات الصحية حيث أن هذه الألعاب تأتي إلي مصر عن طرق مشروعة ويتم بيعها للتجار والباعة الجائلين في الشوارع وهذا يعني أن مصر تستهلك ألعاباً نارية بالملايين إذا أين المسئولون بالدولة من هذا الخطر الداهم. وزارة الداخلية تقوم كل عام بحملات علي هذه المفرقعات والألعاب النارية علي استحياء دون وضع خطة ورقابة صارمة علي الباعة بل نجد الصبية في الشوارع تبيع هذه الألعاب النارية جهاراً نهاراً دون أي رقابة بل يؤكد البعض أن الدولة هي التي تسمح بترويج هذه المفرقعات والألعاب الخطيرة من خلال السماح باستيرادها من الصين. الصين تستفيد بأموال المصريين مقابل ألعاب نارية يتم اطلاقها في الشوارع علي سبيل المزاح والفرحة بقدوم شهر رمضان. والأغرب من ذلك أننا نجد المفرقعات مرتفعة الثمن تطلق في الأفراح دون أي رقابة أو خوف وهذه المفرقعات تسببت في نشوب خلافات وحوادث قتل بين المواطنين بسبب تضرر المواطنين من هذه الألعاب الخطيرة التي يتم استخدامها في الأفراح وحفلات الزفاف. هل آن الأوان أن تتحرك حتي تقضي علي هذه الظواهر الخطيرة ونحمي اقتصادنا وأمننا من الخطر؟ أم تترك الأمور تسير علي ماكانت عليه في الماضي ونقف نتفرج وتفقد الدولة هيبتها في السيطرة علي مثل هذه الظواهر الخطيرة التي ارتبطت بشهر رمضان المعظم. في الحقيقة أن الشهر الكريم برئ من هذه الظواهر وعلي كل أب وأم أن تساعد الدولة في منع هذه الظواهر ومنع أولادهم من شرائها أو اطلاقها في الشوارع لأنها تسبب ازعاجاً للصائمين وكبار السن والأطفال ولابد أن نتكاتف جميعاً للقضاء علي هذه المخاطر التي تؤثر علي الشعب المصري اقتصادياً ودينياً واجتماعياً وتخلق جواً من الغضب بين الجيران والأقارب لكن يجب علي الحكومة أن تتحرك أولاً وتبدأ في منع انارة الشوارع حفاظاً علي استقرار التيار الكهربائي وأن تقوم وزارة الداخلية بضبط باعة المفرقعات والألعاب النارية ووزارة الصحة للحفاظ علي صحة المواطنين من المأكولات المجهولة.